الحياة غير عادلة، جميعنا نعلم ذلك. لكن الأمر الوحيد الذي يجمع بين الفقراء والأغنياء هو المرض، فهو لا يميز بين طبقة وأخرى.
حسنا إن كنت من المقتنعين بهذه النظرية فقد حان الوقت لإعادة النظر فيها، لأنه وعلى ما يبدو فإن السرطان يميز بين ثري وفقير، والأنواع التي تصيب أصحاب الثروات مختلفة عن الأنواع التي تصيب الفقراء.
هذه الخلاصة الغريبة تم التوصل إليها بعد دراسة أنواع الأوروام السرطانية التي أصابت الناس ،وبعد فرزها تبين انه هناك علاقة بين نوع السرطان وبين الوضع المادي.
فالفقراء وأصحاب الدخل المحدود يصابون بسرطان الكبد والبلعوم وعنق الرحم والقضيب، بينما يصاب الأثرياء بسرطان الثدي، والبروستات، والدرقية، والخصى، والميلانوما- أخطر أنواع سرطان الجلد، إضافة إلى أنواع أخرى من سرطانات الجلد بشكل خاص.
ورغم ان الدراسة أشارت الى ان السرطان شائع اكثر في المناطق الغنية الا ان نسبة الوفيات الأكبر هي من نصيب الفقراء وذلك بسبب تدني الرعاية الصحية التي يلقونها، والتأخر في الكشف عن الإصابة.
ويرجع الباحثون هذا التباين في توزع أنواع السرطان بين طبقات المجتمع إلى أسباب مختلفة، إذ يشيع بين الفقراء أنواع السرطان التي ترتبط بالكحول، والعقاقير والتدخين، وقلة التغذية، إضافة إلى السرطانات المرتبطة بالأمراض المنتقلة جنسياً.
إضافة لذلك، فإنّ هناك أنواعا من السرطانات التي تشيع بين الفقراء بسبب سوء الرعاية الصحية، مثل سرطان عنق الرحم الذي يمكن تداركه من خلال الكشف الدوري الامر الذي لا يمكن للفقراء تحمل تكلفته. بالمقابل فان الاثرياء يتمكنون من الكشف عن الاورام الخبيثة بشكل مبكر وذلك من خلال حصولهم على رعاية صحية شاملة ودورية.
ودرس الباحثون 39 نوعاً من السرطان، وقارنوا توزعها بين البشر في الولايات المتحدة اعتماداً على الحالة الاقتصادية، ووجدوا أن 32 سرطاناً منها يرتبط فعلاً بالحالة الاقتصادية، بحيث إن هناك 14 نوعا من السرطان تشيع بشكل أكبر بين ذوي الدخل المنخفض، و18 سرطانا آخر تشيع بين ذوي الدخل الأفضل.
