لكل لبناني مغترب صفحات مشرقة من الكفاح والنضال والعصامية، بأحرف من نور. ولدى كل لبناني مغترب، لهفة دائمة على الوطن الأم، وحرص على الوفاء للدولة المضيفة. من أصحاب هذه المسيرة المشرقة، الحاج حسان وفيق حوحو المدير العام والعضو المنتدب لشركة مركز براك الدولي – مجموعة براك الطخيم، سفير النوايا الحسنة للسلام والإنسانية بالشرق الأوسط – منظمة السلام الدولي والتنمية، رئيس لجنة دار الفتوى في الكويت:
بدأت حياتي العملية في مجال هندسة الديكور مع والدي رحمه الله، ثم افتتحنا مصنعاً للمبلوسات النسائية نظراً الى اهتمامي ومعرفتي بالأزياء، لكن الحرب التي اندلعت بين عامي 1975 و1976 أوقفت العمل في المصنع بعد مصادرته، فاضطررت الى السفر الى دول عدة الى أن استقررت في الكويت في 25/4/1976.
بداية عملت موظفاً لمدة سنة، تعرفت خلالها على أوضاع البلد، ثم بدأت بالأعمال الخاصة، وعملت في مجالات عدة، والآن يتلخص عملنا بإدارة محفظات استثمارية لشركتنا في البورصة عموماً وبورصة الكويت تحديداً، إضافة الى تسلم وكالات لشركات عالمية كشركة “SONY”، وشركات أدوية ومعدات طبية. وللشركة فروع في السعودية وقطر وموزعين في عمان والبحرين والإمارات العربية المتحدة، كذلك لها اهتمامات بمجال العقارات المحلية والدولية. وعملنا يشمل الولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا وألمانيا. ولنا مكاتب عقارية في لبنان والإمارات والبحرين والأردن، وأميركا ولندن وإسبانيا، وأخيراً افتتحنا مكتباً في مصر.
يضيف قائلاً: إن دولة الكويت كانت ملجأ للبنانيين وقت الأزمات والمحن ولا تزال حتى الآن تمد وطننا ومواطنينا بكل أنواع المساعدات، لذلك عندما بدأت محنتنا في عام 1975، وتهجر أبناء وطننا من غالبية المناطق، يممنا وجهنا نحو الدول العربية الشقيقة، ولاسيما منها دول الخليج العربي، وبما أنه تربطني علاقات نسب بعائلة كويتية كريمة، كانت وجهتي الكويت التي أدين لها ولأميريها الراحلين في استضافة جاليتا ورعايتها وتأمين كل السبل لنجاحها. كما نوجه تحية الشكر والامتنان الى صاحب السمو، قائد الإنسانية وقائد السلام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي أعتبره مثلي الأعلى مذ عرفته إبان الحرب اللبنانية يوم كان وزيراً للخارجية، وحاول التوسط مراراً بين اللبنانيين لإنهاء الحرب وإحلال السلام. يومها نظرت الى سموه كمثل يحتذى في العلاقات العربية – العربية والعلاقات الدولية، وفي ترسيخ السلام بين الشعوب والأمم، لما قام ويقوم به حتى يومنا هذا في شتى المجالات خدمة لوطنه ولأمته العربية والإسلامية وللإنسانية جمعاء. إن مسيرته الطويلة في خدمة الإنسانية وتحقيق السلام في العالم، توجتها الأمم المتحدة بمنحه وسام قائد الإنسانية والسلام، إضافة الى اعتبار مدينة الكويت مدينة السلام والإنسانية.
كما أدين بنجاحي بعد الله سبحانه وتعالى الى الأخ الصديق والأب الروحي السيد براك عبد المحسن الطخيم الذي أعتبره قدوتي ومثلي الأعلى في كل المجالات، كما تعلمت منه عمل الخير والعمل الإنساني. لقد بدأت بالعمل معه بعيد وصولي الى الكويت وحتى الآن في مجموعة شركة مركز براك الدولي للتجارة العامة والمقاولات.
45 ألف لبناني في الكويت
أما بالنسبة الى الجالية اللبنانية الكريمة، والتي يقارب عددها الـ45 ألف نسمة، فقد تعاملنا مع الجميع تعاملاً وطنياً واجتماعياً وإنسانياً وخيرياً. وسخرنا كل إمكاناتنا لإعلاء شأن الجالية والوطن، من دون النظر الى أي خلفية دينية أو حزبية أو مناطقية، لأننا نعيش عائلة واحدة في هذه الدولة الخليجية العربية الشقيقة. وأعتبر جميع اللبنانيين أفراداً من عائلتي الصغيرة. إن لقاءاتي واتصالاتي بعائلات وأركان وأعضاء الجالية لا تنقطع، وكثيراً ما تحصل اللقاءات في مناسبات وطنية ودينية واجتماعية، ونتشاور في مجمل شؤون الجالية، وفي سبل إعلاء شأنها وتعزيز اللحمة في ما بينها خدمة لوطننا الحبيب لبنان، ولوطننا الثاني الدولة المضيفة الشقيقة الكويت الحبيبة. وبطبيعة الحال هناك تنسيق بين أبناء الجالية للتعاون في شتى الأمور على رغم وجود بعض العوامل والخلفيات لدى بعض أبناء الجالية، لكننا سنتجاوز كل العراقيل لتحقيق مزيد من الإنجازات، واضعين مصلحة الوطن والجالية فوق كل اعتبار.
وفي لفتةم ملموسة لمحبته وتعلقه بالجيش اللبناني يزين الحاج حوحو مكتبه المغطاة جدرانه بصور أمراء الكويت وكبار والمسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في الكويت بصورة له وهو طفل بلباس عسكري بعدما أصرّ على والده أنيؤمن له طلبه، أي أن يلبس بذة شبيهة ببذة الجيش اللبناني، وقال: لا زلت بهذه الروحية والمحبة للجيش والوطن. لا يوجد دولة بلا جيش، ولا شعب بلا جيش يحمي وحدته وأرزاقه. إننا مع الجيش منذ قيادة الرئيس الراحل فؤاد شهاب، مروراً بالرئيس السابق العماد ميشال سليمان، وانتهاء بالقائد العماد جان قهوجي.
وعن أوضاع الجالية اللبنانية في الكويت، قال الحاج حوحو: إن أبناء الجالية حافظوا على مكانتهم برقي، وعلى أخلاقهم وترابطهم مع أشقائهم الكويتيين الذين يعاملوننا كأننا في وطننا وبين اهلنا. وإن الكويت لم تقصّر يوماً حيال الجالية وحيال دعم لبنان على الصعد المختلفة، ومن دون أي تفرقة بين منطقة وأخرى، أو بين فئة وأخرى، وتركت مواقفها بصمات اجتماعية واقتصادية وإنسانية على كل الأراضي اللبنانية. ولا ننسى دعم الكويت للدولة والحكومة والشعب، وتقديمها مساعدات اقتصادية وعينية وسياسية لتأكيد الحق اللبناني في الدفاع عن أرضه وسيادته.
ومن هنا أنوّه بجهود الصندوق الكويتي للمشاريع حرصاً منه على أن تكون المساعدة الكويتية متواصلة ومن دون حدود أو توقف.
وإذ كرّر دعوته للبنانيين الى الاجتماع على محبة وطنهم والتأكيد على وحدتهم، قال: إنني كمغترب منذ 39 عاماً، يحز في نفسي أن تكون هذه الكرسي خالية (مرسي وضعها الى جانبه وعليه العلم اللبناني) ممن هو كفؤ لقيادة أمته وشعبه الى برّ الأمان، وأن يجمع كل الفئات اللبنانية من دون تمييز أو محاصصة ومخاصصة، تحت راية العلم اللبناني الواحد، وليس تحت أي إعلام وشعارات أو أهداف ليست لمصلحة لبنان واللبنانيين. إننا نريد قائداً وليس رئيساً فحسب، قادراً على جعل لبنان حراً سيداً مستقلاً موحداً لجميع أبنائه. وقال وهو يشير الى “كرسي الرئاسة” الخالية: إن هذه المبادرة باقية حتى انتخاب الرئيس”.
وحض الحاج حسان حوحو السفير اللبناني في الكويت على الدعوة الى مزيد من اللقاءات مع أبناء الجالية للمساعدة على إدارة شؤونها وحاجاتها في مجالات التعليم ومجمل النشاطات الاجتماعية والثقافية والرياضية والترفيهية والإنسانية، فضلاً عن التنسيق مع الجاليات الأخرى وترسيخ التعاون والتنسيق مع الشعب الكويتي المضياف والكريم.
وتوجّه بالتهنئة أيضاً الى صاحب السمو ولي العهد الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح والى جميع أخواني وعائلتي وأهلي الشعب الكويتي الكريم. كما أتوجه الى عائلتي الكبيرة الجالية اللبنانية بكل التهاني والتبريكات في هذه المناسبة المجيدة.
البحار نت