طغى قرار وقف برنامج “البرنامج” للإعلامي الساخر باسم يوسف على عناوين واهتمامات الصحف العربية ولاسيما المصرية التي تسابقت في رصد ردود الأفعال وأجمعت على أنّ ما حدث كان زلزالا بالفعل. فقد خصصت “صحيفة الأهرام” جزءا مهما من صفحاتها لمتابعة ذلك وقالت إنّ قرار قناة cbc بمنع إذاعة برنامج باسم يوسف الساخر “البرنامج” خلّف حالة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي بين النشطاء والقوى الثورية والسياسية، وانطلقت دعوات لتنظيم وقفات تضامنية مع باسم ووقفات احتجاجية أمام إدارة القناة، بالإضافة إلى دعوات لمقاطعتها على مختلف المستويات.
اعتبر نشطاء أن وقف “البرنامج” بعد موجة الجدل التى أحدثتها حلقته الأولى والتى تعرض فيها باسم لانتقاد مؤيدي الفريق عبدالفتاح السيسي واعتبرها الكثيرون تنال من هيبة الفريق مؤشرا على عودة تكميم الأفواه، على حد تعبيرهم، مؤكدين رفضهم لذلك وعدم سماحهم للعودة للوراء.
وطالب نشطاء وقوى ثورية باسم يوسف بالعودة كما بدأ إلى موقع يوتيوب والعمل مستقلا بعيدا عن أي ضغوط من أي قناة، مؤكدين تضامنهم معه، وتجاوزت ردود الأفعال التضامن مع باسم ومقاطعة cbc إلى الدعوة لإنشاء قناة تكون معبرة عن الثورة بالاكتتاب الشعبي، كي تكون مستقلة عن أي سلطة أو مصالح رجال أعمال كما الحال فى وسائل الإعلام الخاصة.
ونقلت عن الناشطة نوارة نجم التي دعت لحملة لحذف قناة cbc ومقاطعتها، مضيفة بسخرية “يا شماتة الإخوان فينا.. أنا قاعدة اضحك على شماتة الإخوان وحقهم يشمتوا بصراحة واتكتب علينا نجيب مرسي يشمت فينا أبناء مبارك، والسيسي يهبط علينا يشمت فينا خرفان مرسي.. الناس دي عايزة مننا ايه ده الإخوان بكل غباوتهم وفاشيتهم ما عملوش كده.”
وأعلن حسام مؤنس، المتحدث باسم التيار الشعبي، رفضه الظهور على القناة بعد موقفها بمنع برنامج باسم يوسف، داعيا كل الشخصيات والرموز والإعلاميين المنتمين صدقا لخط ثورة 25 يناير وموجتها فى 30 يونيو لمقاطعة جماعية للظهور على شاشة cbc لحين مراجعة موقفها.
واعتبر أحمد ماهر، مؤسس حركة 6 إبريل أن وقف البرنامج يعيد مصر إلى عهد تكميم الأفواه و”الدولة العسكرية”، على حد قوله، مضيفا: “تكميم الأفواه الآن أسوأ من عهد مبارك، وكأن ثورة لم تقم.. هي دي حرية الإعلام اللي وعدوا بيها بعد ٣٠ يونيو؟.. دا مرسي ما قدرش يعملها”. وقال الناشط أحمد دومه: “قناة سي بي سي وقفت عرض برنامج باسم يوسف.. يبدو أنّه قدّر لهذا الجيل أن يظلّ يحارب في المستبدّين والحمقى إلى أن يتخلّص منهم.. أو يموت وهو يحاول.” بدورها أعربت منى سيف، مؤسس مجموعة لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين عن استنكارها لوقف البرنامج، مضيفة: “كسفتونا قدام مرسي الله يخيبكو! يقولوا عليكو ايه؟.. ما استحملتوش حلقة واحدة من البرنامج وهو استحمل سنة كاملة.”
وكان باسم يوسف قد غادر مصر إلى أبوظبي برفقة أحد معاونيه صباح الجمعة . وذكرت “بوابة الأهرام” أن باسم يوسف حرص خلال تواجده بالمطار على الحفاظ على خصوصيته، حيث انتظر موعد إقلاع رحلته بأحد صالونات الخدمة المميزة المنفردة بمطار القاهرة، إلا أن الصحيفة لم تذكر سبب الزيارة.
وكانت محطة CBC قد منعت عرض حلقة جديدة من “البرنامج” بدعوى أن محتوى الحلقة، التي كان من المقرر إذاعتها مساء الجمعة، يخالف سياسة الفضائية الخاصة، والتي تعرضت لانتقادات حادة في أعقاب عرض أولى حلقات الموسم الجديد قبل أسبوع.
وقبل موعد عرض الحلقة أصدرت CBC بياناً الإعلامي جاء فيه أن إدارة القناة “فوجئت” بأن المحتوى الخاص بحلقة الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، يخالف ما جاء في بيان سابق، أصدرته القناة في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. واعتبر البيان، المنسوب إلى رئيس مجلس إدارة القناة، محمد الأمين، أن “المخالفات” الواردة في الحلقة التي تم منع عرضها الجمعة، تعني أن هناك “إصرار” من جانب منتج ومقدم البرنامج، باسم يوسف، على “الاستمرار في عدم الالتزام بالسياسة التحريرية لقنوات CBC، ضمن العقد الموقع منا مع منتج البرنامج ومقدمه.”