بقلم فدوى ابراهيم غمراوي
رسالة إلى الفتاة التي تعيش في فرنسا وترى الانفتاح في جميع أشكاله، رسالة إلى التي تسعى وحدها وإن خرجت ترى شريحة من الناس تنظر إليها نظرة غريبة يطاردونها ليفهموا حجابها و يحاولوا أن يُفهموها بنظراتهم بأنها ليست تنتمي لثقافتهم.
رسالة الى التي ثَقَلَ الإيمان نفسها، وساعدها هذا الدين العظيم أن تكتشف الخيرات الكامنة في داخلها، وأن تُحب نفسها وتحب من حولها كيفما يكونوا، بعد أن رأت مثلاً من هذا الحب غير المشروط في الله الذي يرحمنا عندما نعبده وعندما نُذنب.
رسالة إلى التي أُُنقذت مواقف لم يخطر لها يوماً أنها ستجتازها، ولكن اجتازتها بمساعدة القادر طبعاً.
هناك أحداث لا تأتي من تعبنا بل يدٌ خفية تُحرّك الأمور، يدُ الله.
رسالة إلى الفتاة التي لم تقع في شباك الشيطان، بل كانت دوماً أقوى بعزمها وحكمتها الصغيرة.
رسالة إلى التي لمست قدْراً صغيراً من السكينة، وكان هذا أجمل ما شعرت به في علاقتها مع الله. فعادت له لتذوق هذا الشعور المميّز مراراً وتكراراً.
رسالة إلى التي علمها الله حب كل ما حولها وتقديره بجميع أشكاله، وجميع ألوانه، وحب نفسها عندما تكون أيضاً مختلفة عمّن حولها،
الآن أريد أن أتغيّر لأجل من حولي؟ الآن صار خلع الحجاب لأشبههم حلاً لمشاكلي؟ وأين نفسي وحق نفسي بالتعبير عنها كيفما كانت بحب وسلام؟
هل أريد ظلم نفسي وقمعها لأشبه المجتمع الذي أعيش فيه؟ لن أكذب على نفسي فالإيمان يجري في عروقي، و أنا لم أضع الحجاب إلاّ لاقتناعي به و لأني أدري أن كل يوم يمضي أصبح به أقرب إلى يوم الإمتحان والحساب، فإني أتحضّر و أحاول الإبتعاد قدر الإمكان عن مآزق الشيطان وأوهام التحرر المزيّف.
رسالة إلى نفسي التي تدري أنّ في الإسلام عزّة وشموخ وخير وترفّع.
رسالة إلى التي لطالما أحبّت الحشمة واللباس الواسع، وغرق قلبها بمحبّة أركان الدين وتعطشت لتعلّم العقيدة السليمة و سارت بنفسها إلى تلك المدرسة وجمعت الكتب وأمضت أيام تقرأ، وذاب قلبها بحب ذلك.
رسالة إلى التي كتبت لله كل مرّة حطت على متن الطائرة وأعلمته كم هي ممتنة لقربها منه، في السماء، وكم هي في شوق للإقتراب أكثر فأكثر. فقطعت وُعود وهي تشاهد منظر المغيب من فوق، أو الشروق.
رسالة إلى التي أنعم الله عليها فأراها روائع خلقه وأرضه و رافقها أينما مضت و كان سنداً لها في شدتها عندما وجدت نفسها وحدها في أمكنة لا تعرفها.
رسالة إلى نفسي التي أغرقها الله بالنِعَم، لم تخطر لي هذه الأفكار يوماً، لم أسعى يوماً لتغيير نفسي إلاّ للأفضل، هل الآن أريد خطي خطوة للوراء؟ والتنازل عن كل ما بيدي من نِعَم لأنغمس بثقافة الحياة الشهوانية التي تحيط بي؟ فالإقبال على عملٍ ما لم يكن يوماً إلا بالخطوات…
لا! كوني قويّة وابقي أنت! ستنتصرين إذا حافظت على صدقك، عفويتك، ولطفك. سينصرك الله، لا تقعي في فخ الشيطان. إحذري وساوسك، إحذري أفكارك. فكّري بالتقدم والنجاح، فكري كيف الوصول إلى يوم القيامة وقلبك طاهر من كل ما حاول المس به يوماً، وفي يديك حصيلة أعمال خير أفدتي بها من إستطعت.
إني أحبّك يا نفسي وأنا أشعر معك، أصمدي فالله أقرب لك من حبل الوريد، تيقّني، من يتّق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لايحتسب.