قدمت قناة الجزيرة أميركا الجديدة نفسها للمشاهدين بتقارير عن الصراع السياسي في مصر وتأثير تغير المناخ على المدن الأميركية بعد وقت قصير من رفض شركة توزيع تلفزيوني كبيرة بث القناة. وقال مارك سيغل المتحدث باسم شركة «ايه.تي.اند.تي إن» قرار خدمة «يو فيرس باي تي.في» التابعة لها نبع من خلاف حول العقد فيما يتعلق بشروط بث الشبكة الجديدة. وردت الجزيرة بمقاضاة «ايه.تي.اند.تي» أمام محكمة في ديلاوير واتهامها بخرق العقد.
لكن قناة الجزيرة أميركا الجديدة التي يمولها أمير قطر تواجه حتى الان صعوبات في إيجاد موزعين لاسباب من بينها اعتقاد البعض بأنها كانت مناهضة للولايات المتحدة خلال حرب العراق.
وقبل إعلان «ايه.تي.اند.تي » عن رفضها بث القناة قالت قناة الجزيرة أميركا إنها ستصل إلى أكثر من 40 مليون منزل اي 40 في المئة من المنازل المشتركة في قنوات تلفزيونية في الولايات المتحدة أي قرابة نصف ما تصل إليه قناة سي.إن.إن التابعة لشركة تايم وارنر.
وقال سيغل “لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق مع المالك نرى أنه يضفي قيمة على عملائنا وعملنا.” وتعهد مذيعو القناة في الساعات الأولى لبثها بتغطية “القضايا التي تهم أميركا والعالم.” من جهتها نقل موقع «سي ان ان » عن ناطقة باسم القناة قولها إن اتفاقيات توفير البث عقدت مع معظم شركات توزيع الكيبل الكبرى، باستثناء “تايم ورنر” التي تواصل القناة التفاوض معها.
وجاء دخول الجزيرة إلى السوق الأمريكية بعدما استحوذت مطلع العام الجاري على قناة “كرنت” الأميركية التي أسسها نائب الرئيس الأسبق آل غور. وتوقع أستاذ الإعلام في جامعة أوهايو، إيريك نسبيت، في حديث مع موقع «سي ان ان » ألا تواجه مشاكل مالية مع توفر الدعم من الأسرة الحاكمة في قطر.
وعلى صعيد اخر تواجه الجزيرة الأم ومنذ مدة مشكلة في نسب المشاهدين وفق ما ذكرت مواقع إخبارية -وان كانت القناة نفسها لا تعترف بذلك- بسبب سياسات المحطة تجاه ما يحصل في الدول العربية وانحيازه لصف دون الاخر. وكانت قناة الجزيرة قد بثت تقريرا خلال شهر نيسان/مايو من العام الحالي تؤكد فيه انها ما تزال تتصدر القنوات الاخبارية العربية من حيث نسبة المشاهدة. والبلبلة حول الخبر حصلت بعد ان طالبت وكالة «فرانس برس» من متابعيها إلغاء الخبر الذي بثته حول نتائج منسوبة إلى دراسة مشتركة لمعهدي استطلاعات جرت في 21 بلداً من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ( بعدما أكد معهد “ايبسوس” أنه لا يجري تحقيقات سوى في 11 من هذه البلدان وإنه لم يجر أي استطلاع مشترك مع أي معهد آخر حول نسبة المشاهدة للقنوات العربية) .
وكانت دراسة مسحية أميركية كشفت في وقت سابق عن تراجع كبير في نسبة مشاهدة قناة “الجزيرة”، مشيرة إلى أن عدد المشاهدين انخفض من 43 مليونا في اليوم إلى 6 ملايين فقط. وأرجعت الدراسة التي نشرتها مجلة “لو ماغ” تراجع نسبة مشاهدة القناة إلى عاملين، الأول هو اتساع هامش الحرية ووجود قنوات جديدة تستحوذ على اهتمام المشاهد العربي ، والثاني والاهم هو طريقة تغطية القناة القطرية للصراع في سوريا، حيث لم تنجح في الفصل بين الأجندة السياسية للدولة والخط التحريري لقناة تعتبر نفسها مستقلة.
وكالات