- سليمان أول رئيس لبناني يزور أفريقيا منذ 45 عاما
- الزيارة حملت رسائل عديدة أهمها إعادة تعزير العلاقة مع المغتربين
- إتفاقيات التعاون تشكل شبكة آمان وحماية لرجال الأعمال اللبنانيين في أفريقيا
أبيدجان – أكرا- رشيد بدرالدين
حتى وقت قريب لم تكن الجاليات اللبنانية في أفريقيا تظن بأن ما طالبت به لسنوات طويلة وما أملت بأن يتحقق سيتحول الى واقع وسيزور رئيس لبناني دول أفريقيا .لسنوات طويلة بقي اللبناني المغترب يرفع الصوت حتى باتت الزيارة الرئاسية التي يمنون النفس بها أشبه بحلم لن يتحقق يوما ٬لكن شهرآذار حمل المفاجأة . الرئيس ميشال سليمان في زيارة تاريخية لعدد من الدول الأفريقية يلتقي الرؤساء والجاليات ورجال الأعمال اللبنانيين ويوقع المعاهدات ويفتح الباب أمام تسهيلات لجاليات تركت تصارع كل الصعاب وحدها. و شملت الزيارة التاريخية السنغال، غانا، الكوت ديفوار، ونيجيريا.
رافق الرئيس سليمان في جولته وفد وزاري ضم وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، والوزراء: حسين الحاج حسن، فيصل كرامي، فادي عبود وعدد من رجال الأعمال إضافة الى وفد أمني وإداري وإعلامي.
وأثمرت هذه الجولة عن توقيع 10 إتفاقات في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية وتبادل الإستثمار إضافة الى إعادة فتح سفارتي السنغال والكوت ديفوار في بيروت والعمل على بناء سفارة للبنان في نيجيريا.
كما كان للرئيس سليمان لقاءات مع السفراء العرب المعتمدين في هذه الدول، والى جانب اللقاءات الرسمية والإستقبالات الشعبية، كان للرئيس خمس لقاءات مع الجاليات اللبنانية ، كما عقد اجتماعات مع رجال الأعمال الأفريقيين من أصل لبناني.
من جهتها، كان للسيدة الأولى سلسلة زيارات ولقاءات غلب عليها الطابع الإجتماعي والإنساني. وعقدت لقاءات رسمية مع نظيراتها في الدول الأفريقية، كما قامت بزيارات الى عدد من المدارس اللبنانية إضافة الى عدد من المياتم والجمعيات الإنسانية والنسائية.
الجزائر
المحطة الأولى كانت في الجزائر حيث التقى الرئيس سليمان نظيره الجرائري الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في صالون الشرف في مطار الجزائر، حيث توقفت الطائرة الرئاسية لإستراحة تقنية قصيرة أثناء رحلتها إلى السنغال .وعلى الرغم من كونها محطة توقف تقنية، الا ان الرئيس بوتفليقة حرص على إستقبال سليمان وإصطحب معه رئيس وزرائه ورئيس مجلس الشعب وعدد من الوزراء حيث عقدت محادثات موسعة. سليمان من جهته أكد أن نتائج هذه الزيارة القصيرة أكبر بكثير من نتائج زيارات الدول التقليدية.
السنغال
من المطار وحتى القصر الرئاسي، إنتشر أبناء الجالية اللبنانية على الطرقات يرحبون برئيس بلادهم. إستهل سليمان زيارته بلقاء مع الرئيس السنغالي ماكي سال بحضور أعضاء الوفدين الرسميين اللبناني والسنغالي حيث ترجمت الإجتماعات والنقاشات حول تفعيل العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون الى ٣ اتفاقيات تم توقيعها . الأولى تتعلق باتفاق إطاري للتعاون بين الحكومة اللبنانية والحكومة السنغالية، والثانية حول إنشاء لجنة مشتركة للتعاون الثنائي إضافة الى مذكرة تفاهم للتعاون لحماية البيئة.
وكان لسليمان لقاء مع ممثلي الطوائف الدينية و لقاء مع السفراء العرب المعتمدين لدى السنغال.
كما جرى تبادل للأوسمة، فمنح الرئيس سال سليمان الوشاح الأكبر الوطني من رتبة الأسد، وبدوره منح سليمان نظيره السنغالي وسام الإستحقاق اللبناني من الرتبة الإستثنائية.
كوت ديفوار
من السنغال الى أبيدجان كانت الوجهة المقبلة في رحلة الرئيس الأفريقية حيث كانت الجالية اللبنانية بانتظاره فانتشر أبناء الجالية اللبنانية في إستقبال شعبي حاشد على الطرقات مرحبين بالرئيس الذي طال إنتظاره.
وأفضت اللقاءات التي جمعت الرئيسين اللبناني والإيفواري الحسن واتارا الى توقيع إتفاقيات تعاون في المجالات الزراعية والسياحية والصحية والتعليم العالي ومشروع إتفاق حول النقل الجوي إضافة الى تعهد بالعمل على توسيع أكبر لمجالات التعاون .كما تم الإعلان عن زيارة مرتقبة للرئيس واتارا للبنان مطلع العام 2014، على أن يتم إعادة فتح سفارة للكوت ديفوار في بيروت قبل نهاية العام الحالي.
وبما أن الجالية اللبنانية في الكوت ديفوار تعد من اهم الجاليات في افريقيا من حيث العدد والثقل الاقتصادي ناهيك عن الإنجازات هامة جدا على مختلف الأصعدة، كان لا بد من لقاء مع الهيئة الإدارية لغرفة التجارة والصناعة اللبنانية .سليمان هنأ الهيئة على ما حققوه مشيرا الى التقدير الايفواري الكبير لمكانتهم في المجتمع.
كما إجتمع مع وفد من ممثلي رؤساء الطوائف الروحية والدينية ووفد السفراء العرب المعتمدين في الكوت ديفوار إضافة الى وفد من رؤساء الجمعيات والهيئات والمدارس والاحزاب اللبنانية .ثم قدم الرئيس سليمان لكل من السفير علي العجمي، ولرئيس الجالية اللبنانية في الكوت ديفوار نجيب زهر، ومدير مكتب الميدل إيست في الكوت ديفوار جواد الموسوي درعاً رئاسيا. ثم قدم السيد زهر هدية تذكارية للرئيس سليمان.
كما تسلم سليمان من حاكم ابيدجان مفتاح المدينة الذهبي.
وكان للرئيس لقاء مع الجالية اللبنانية في إحتفال حاشد نظمته السفارة اللبنانية في أبيدجان القى خلاله كلمة عبر فيها أمله بأن يصبح للبنان هيئة وطنية للاغتراب ترعى شؤون المغتربين،من جهته القى السفير علي العجمي كلمة عبر فيها عن سعادة الجالية اللبنانية بهذه الزيارة التي وصفها ”بطعم المطر الذي انهمر بعد خمسين سنة من القحط والجفاف”.
كما شارك الرئيس في منتدى رجال الأعمال اللبناني _الإيفواري بحضور الوفد اللبناني الوزاري المرافق ونظرائهم الإيفواريين وعدد من رجال الأعمال وممثلين عن غرفة التجارة والصناعة اللبنانية التي يرأسها جوزف خوري، وغرفة التجارة والصناعة الايفوارية.
وجرى خلال الزيارة تبادل للأوسمة حيث منح الرئيس واتارا الرئيس سليمان وشاح الأكبر للوسام الوطني وللسيدة الأولى الوسام الوطني من رتبة كومندور.
وبدوره منح الرئيس سليمان نظيره الإيفواري وسام الإستحقاق اللبناني من الرتبة الإستثنائية، وعقيلة الرئيس الإيفواري وسام الإستحقاق اللبناني من رتبة الوشاح الأكبر.
غانا
من الكوت ديفوار إنتقل الرئيس والوفد المرافق الى غانا، وكما في الدول الأفريقية السابقة التي زارها كان لسليمان إستقبالات رسمية وشعبية.
وإنطلاقا من الإنجازات الكبيرة التي حققها عدد من أبناء الجالية اللبنانية في غانا كان لا بد من تكليل هذه النجاحات بالإعلان عن توقيع إتفاقات بين الدولة اللبنانية والغانية. وعقب اللقاء الذي جمع سليمان بنظيره الغاني جون دراماني ماهاما تم توقيع إتفاق إطاري للتعاون في مجال الصحة العامة، والسياحة والزراعة والطرق والنقل، البناء والإسكان، المصارف والتمويل،النفط والغاز،الصناعات الخفيفة والثقيلة والتجارة والدفاع.
وإستقبل رئيس الجمهورية لجنة الجالية اللبنانية في غانا التي تحدث بإسمها رئيسها سعيد فخري فشكر الرئيس سليمان على زيارته التاريخية التي سيكون لها الأثر الإيجابي على أوضاع الجالية.
ونوه الرئيس سليمان بدورهم وقال: ”أن لدى لبنان ثروات كثيرة وشعب عظيم.” ولفت الى وجود منافسات كبيرة في العالم، وسباق محموم،وأضاف” يجب أن نواكب العصر.وأنا على إستعداد الى العمل لتلبية ما يمهد له المغتربون والجاليات من دعوات وتحضيرات لمسؤولين في بلدانهم على كل المستويات كي يزوروا لبنان.”
والتقى سليمان أيضا أعضاء السلك الديبلوماسي العربي المعتمد في غانا.
وكان الرئيس قد وضع برفقة عقيلته أكاليل من الزهر على أضرحة الرؤساء السابقين الغانيين وخص مقر قيادة الجيش Burma camp بزيارة و ضع خلالها إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري الذي بنته البعثة بالتعاون مع الجالية اللبنانية لشهداء الوحدة الغانية المشاركة في اليونيفيل، تقديراً لتضحياتهم وخدمتهم في الجنوب اللبناني.
كما منح الرئيس سليمان درعا رئاسية الى زوجة الجنرال مانويال الكسندر آرسكين ومن ثم الى الجنرال سيت كوفي أوبينغ اللذين كانا قادة لقوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان.
نيجيريا
ختم الرئيس جولته الأفريقية بزيارة الى نيجيريا حيث كان لقضية اللبنانيين المخطوفين الأولوية في اللقاء الذي جمع الرئيس سليمان بنظيره النيجري جوناثان غودلاك في العاصمة ابوجا. وقد ترك هذا الإهتمام أثره اذ تم تحريرهما بعد هذا اللقاء بأسابيع قليلة.
وعقب اللقاءات الثنائية والموسعة تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين الحكوميتين اللبنانية والنيجيرية من أجل تشكيل آلية التحاور الاستراتيجي. وتركز برامج عمل الآلية على المجالات التالية: الزراعة وصناعة الطعام، النفط، السياحة، التجارة والإستثمار، المال، الثقافة التربية، البنى التحتية والطيران.
كما التقى سليمان أبناء الجالية اللبنانية في نيجريا في لقاء نظمته السفارة اللبنانية في أبوجا وكان للقائم بالأعمال في نيجيريا وسيم ابراهيم كلمة رحب فيها بالرئيس والوفد المرافق . والتقى سليمان مجلس إدارة جمعية المبادرة اللبنانية- النيجيرية برئاسة فيصل خليل.
ثم توجه الرئيس الى لاغوس حيث كان في إستقباله قنصل لبنان العام في نيجيريا ديما حداد وعدد من أفراد الجالية اللبنانية وعدد من المسؤولين النيجيريين. وفي لاغوس كان لسليمان لقاء مع أبناء الجالية اللبنانية أعلن خلاله عن تعاون بين لجنة الجالية اللبنانية ووزارة الخارجية لبدء العمل لبناء سفارة لبنانية في أبوجا. كما إجتمع سليمان بوفد من السفراء العرب المعتمدين في نيجيريا.
وزار رئيس الجمهورية والوفد المرافق مقر Eko Atlantic وهو عبارة عن مشروع إنشائي وإستثماري لمدينة عصرية ومتكاملة في لاغوس. وكان في إستقباله أمام مبنى شركة Eko الرئيس التنفيذي للمشروع رونالد شاغوري والمدير العام دافيد افرام وعدد من الشخصيات.