وكأن انتحاله صفة لم يكن كافيا، فكان لا بد له من ادعاء الاصابة بانفصام الشخصية للخروج من ذلك المأزق «العالمي» المرحج. لكن اللوم فعليا لا يجب ان يوجه الى رجل سجله حافل باعمال اجرامية بل يجب ان توجه الاتهامات لمن منحه تلك الوظيفة في تأبين نقلته وسائل الاعلام كلها وحضره عدد كبير جدا من رؤساء حاليين وسابقين.
فصول جديدة من قصة مترجم لغة الصم والبكم المزيف الجنوب افريقي ثامسانكا جانتيغ، فبعد ان ادعى اصابته بانفصام الشخصية وانه كان يسمع اصواتا خلال قيامه بتلك الحركات التي لا معنى لها كشف عن سجله الاجرامي السابق. فكشف في حديث مع وسائل اعلامية انه قبل 10 سنوات أشعل النار بشابين في منتصف الطريق. وفي تفاصيل الحادثة التي رواها” المترجم” الذي تبين فيما بعد انه لا يحسن هذه المهنة ، ان لصين شابين سرقا تلفازا في إحدى ضواحي مدينة جوهانسبورغ، فظل يلاحقهما مع مجموعة من أصدقائه حتى أمسكوا بهما، وقاموا بربطهما وإدخالهما في إطاري سيارة، ومن ثم أشعلوا النيران فيهما، وذلك بحسب عرف متبع يعرف في جنوب افريقيا باسم “necklacing”.
اعتقلت الشرطة حينها مشعلي النيران بالشابين وقدمتهم للمحاكمة، فأدين اثنان منهم فقط، فيما افرج عن ثامسانكا جانتيغ. يذكر، كما تبين لاحقا، أن إحراق اللصين كان حلقة في سلسلة جرائم ارتكبها ثامسانكا جانتيغ. ففي عام 1994 ارتكب جريمة اغتصاب، ثم اقدم على عملية سرقة في العام التالي ليعزز مسيرته الإجرامية. وفي عام 1997 كسر نافذة أحد المنازل للسطو عليه. الملفت أن ثامسانكا جانتيغ أكد إنه يعاني من انفصام بالشخصية بعد افتضاح أمره كمترجم مزيف.