أعلن ضحايا أكبر وباء للكوليرا في التاريخ الحديث في هايتي الواقعة في منطقة الكاريبي أنهم سيتقدمون بدعوى تعويض تقدر بعدة مليارات من الدولارات ضد الأمم المتحدة في محكمة بنيويورك. وتقام هذه الدعوى الجماعية بالنيابة عن أكثر من ثمانية آلاف قتيل ومئات الآلاف من المصابين منذ بدء تفشي هذا المرض أواخر عام 2010.
ويقول محامو الضحايا إن قوات السلام التابعة للأمم المتحدة هي التي أدخلت هذا المرض إلى هايتي عن دون قصد. وقالت الأمم المتحدة إنها تحظى بمناعة تاريخية من الملاحقة.
وأشارت تحقيقات بقوة إلى أن تسرب لمياه الصرف الصحي بأحد معسكرات قوات حفظ السلام الأممية من نيبال، حيث ينتشر وباء الكوليرا، هو مصدر تفشي هذا المرض القاتل وفق ما ذكر موقع «بي بي سي».
وقال معهد العدالة والديمقراطية في هايتي في بيان له إن من بين المدعين “مواطنون من هايتي وأميركيين تعود أصولهم إلى هايتي الذين أصيبوا بالكوليرا وكذلك أفراد عائلات ضحايا قتلوا جراء المرض”. وقال أحد محامي الضحايا ويدعى بياتريس ليندستروم إن الأمم المتحدة كانت تعرف أو كان ينبغي عليها أن تعرف بأن ممارساتها الصحية في هايتي تسببت في خطر كبير لإلحاق الضرر بالسكان المحليين.
وكانت الأمم المتحدة صرحت في وقت سابق من هذا العام بأنها لن تدفع تعويضات بمئات الملايين من الدولارات يطالب بها ضحايا الكوليرا في هايتي. وأصدرت لجنة مستقلة عينها الأمين العام للأمم المتحدة للتحقيق في هذا الوباء تقريرا في عام 2011 لكنه لم يحدد بشكل حاسم كيفية دخول المرض إلى هايتي.
لكن المراكز الاميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها توصل إلى أدلة تشير بقوة إلى أن قوات السلام التابعة للأمم المتحدة من نيبال هي مصدر تفشي المرض. والكوليرا هي عدوى تتسبب في إسهال حاد يمكن يؤدي إلى الجفاف والوفاة، ويقع في الأماكن التي تعاني من تردي النظام الصحي.