كلمة حق يجب ان تقال عن رائد من رواد الأغتراب اللبناني و رموزه المميزين المغترب و رجل الأعمال و الخير الأستاذ عاطف ياسين ، المشهود له بوطنيته و انسانيته و تواضعه و تفانيه في خدمة الوطن بمغتربيه و مقيميه و هو المسؤول الذي لم يتخل عن مسؤوليته إن في لبنان أو في دول الأغتراب . حاملا” همّ المغتربين في حلّه و ترحاله داعما” لوحدتهم و لتعاونهم في كل مكان و زمان .لأنه بحكم التجربة و المعاناة التي عنونت مسيرة المغتربين على مدى عقود و تفاقم الأزمات و تمددها على خريطة الأغتاب أدرك قبل غيره حجم الأخطار المتربصة و الدائمة و الداهمة و تداعياتها على الحضور اللبناني أينما حلّ و خاصة في القارة الأفريقية المعطاءة التي احتضنت اللبنانين و فتحت ابوابها و أذرعها و قلوب شعوبها لإستقبالهم منذ اكثر من قرن و نصف و هي بدولها و رؤسائها و حكوماتها حاضنة لهم و تسهل اعمالهم و توفر لهم مقومات الأستثمار والأمان و الأستقرار .
الحق يقال أيضا” ،ان عاطف ياسين الذي وطأت قدماء أفريقيا منذ أن كان يافعاً ، يدرك معنى قساوة الظروف و حجم المعاناة في رحلة الأغتراب الأولى و كيف يكون الصبر و التحمل و الألم اليومي رفقاء دربك الطويل المحفوف بالمخاطر ،و يعرف حتما” معنى النجاح الذي كان بالنسبة للرعيل الأول من المغتربين أشبه بالحلم البعيد المنال و قد لا يكون في متناول اليد ، و لكنه تحقق و اصبح واقعاً ليس بضربة حظ او مجرد صدفة عابرة.بل بالعزيمة والإصرار و الإرادة و الصبر ،و عكس ذلك يعني الفشل و خيبات الأمل و السقوط ،الذي أعتبره البعض النهاية ،ولكنه كان للبعض الأخر البداية كسقوط المطر الذي يعطي الخير الوفير للبشرية جمعاء.
أكثر ما أثار قلق ياسين على الجالية اللبنانية في الكوت ديفوار و الجاليات في عموم أفريقيا .التطورات و الأحداث التي سبقت موعد إنعقاد مؤتمر الطاقة الأغترابية في أبيدجان التي كانت تنذر بعواقب وخيمة إن لم تعالج بالحكمة و الروية و المسؤولية الوطنية، و كانت الخشية من أن تأخذ أبعادا” خطيرة تنعكس سلبا” على الجالية ووحدتها و مصالحها. للحؤول دون الوقوع في المجهول المحظور .وظّف ياسين علاقاته وصداقته وأجرى سلسلة من الأتصالات مع قيادات وطنية و أغترابية لتفادي ما قد يحصل و ما لا يريده أحد،وللضغط لتأجيل انعقاد المؤتمر ريثما تهدأ العاصفة السياسية في لبنان بفعل مواقف غير مسؤولة اساءت لدولة الرئيس نبيه بري الذي كان و لا يزال صمام أمان لبنان و ضمان وحدته الوطنية و سلمه الأهلي و راعي اغترابه ، و كان أكثر ما يخشاه قيام ردات فعل غير محسوبة لبعض شباب الجالية المتحمس في حال حضور راعي المؤتمر و منظمه وزير الخارجية و المغتربين جبران باسيل.
و يسجل لياسين أنه نجح و من تواصل معهم في لبنان و أفريقيا من مغتربين و سياسين في منع اشتعال فوهة البركان و الذي ستكون نتائجه كارثية و قد عبر مؤتمر أبيدجان بسلاسة و هدوء من دون آثار سلبية كادت أن تطيح بكثير من الأمور و أن تترك سلبيات في المجتمع الأفريقي و قد تدفع بعض مكونات الجالية ثمنها غالياً حاضرا” أو مستقيلا” و هذا ما لا يريده أحد أو يرغب فيه . و ينطبق على المؤتمر المثل القائل :
“لا يموت الذيب و لا يفنى الغنم”.
ويشدّد ياسين في مجالسه على ضرورة التسلح الدائم بالحكمة و الوعي و العقلانية و على أن لا تتحول ردات الفعل العفوية إلى سيف ذو حدين ،لإن المطلوب في المحن و الشدائد و الأزمات أن يكون الحوار و الأنفتاح و الروية هي المنطلق و الأساس .
و ينوه ياسين برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري و رئيس الحكومة سعد الحريري على مواقفهم الوطنية المسؤولة التي حمت لبنان و أغترابه و حالت دون إنحداره إلى الهاوية من خلال إدراكهم للأخطار و انتزاعهم لفتائل التفجير و الفتنة .في اللحظة السياسية المطلوبة .
و لا ينسى تقدير الجهود الذي بذلها رئيس المجلس القاري الأفريقي عباس فواز و اعضاء الهيئة الإدارية للمجلس و رئيس الجالية في الكوت ديفوار نجيب زهر و كل العقلاء الذين ساهموا في تجاوز الأزمة .
علي بدر الدين