لطالما أحيط الشاعر والكاتب وليام شكسبير بالكثير من التشكيك بهويته واصله ونهايته وصولا الى شكله. التشكيك الاكبر يكمن في هويته الفعلية اذ تقول النظرية انه لم يكن شاعرا اصلا وأنه كان ممثلا لا يعرف القراءة حتى تم إستخدامه كواجهة للشاعر الحقيقي الذي كان احد افراد العائلة الملكية. والان يعود الجدل الى الواجهة مع نشر صورة يقال انها الوجه الحقيقي للشاعر.
منذ ايام والاعلام يتداول خبر اكتشاف العالم النباتات والمؤرخ مارك غريفيث للصورة الوحيدة الحقيقة لشكسبير والذي نشرته مجلة «كانتري لايف» . وقالت المجلة انها الرسم الاصلي والواضح الأول الذي يتم العثور عليه لوجه الشاعر.
وخلافا للصور المتداولة عن شكسبير يبدو الرجل في الصورة وسيما قويا بلحية يضع على رأسه تاج من الغار على الطراز الروماني ويمسك بيده ثمرة ذرة.
نظرية أنه لم يكن أصلا شاعرا بل واجهة لاحد افراد العائلة الملكية الذي كان مهووساً بالشعر والمسرحيات، الى وحتى الآن كان الشكل الوحيد المعروف والمقبول لشكسبير هو ذلك الرجل شبه الأصلع الذي عثر عليه في كتابه (الورقة الأولى) وفي التمثال المقام له في كنيسة هولي ترينتي في ستراتفورد ابون آفون وكلاهما وضع بعد وفاته.
ونقل موقع المجلة على الإنترنت عن غريفيث قوله إنه اكتشف الصورة عندما بدأ البحث في السيرة الذاتية لرائد علم النباتات جون جيرارد 1545-1612 مؤلف كتاب (هيربال) أو (التاريخ العام للنباتات) والذي نشر في 1598 .وقال “بدأت التدقيق في الرسوم على غلاف الكتاب.. وأدركت انها مليئة بملامح اشخاص على صلة بتأليف الكتاب وان أربعة من رسوم الغلاف هي في الحقيقة لشخصيات حقيقية.”
وقال إن ثلاثا منها كانت لجيرارد نفسه وعالم النبات رمبيرت دودوينس واللورد بيرجلي كبير مستشاري الملكة اليزابيث الأولى.وأضاف “وكانت هناك شخصية رابعة ترتدي زيا يشبه الزي الروماني وان لها علاقة ما بالشعر.”
ووجد جريفيث شيفرة اسفل صورة الغلاف تحتوي على دلائل تشير للرجل الرابع.وقال “مع العمل باجتهاد لاكتشاف الشخصية الرابعة .. ادركت انه وليام شكسبير.”
ويعتقد ان عمر شكسبير وقت رسم الصورة كان 33 عاما وانه كان في قمة شهرته بعد تأليف (حلم ليلة صيف) وقبل وقت قصير من تأليف (هاملت). ودحض علماء مزاعم سابقة باكتشاف رسوم شخصية لشكسبير وضعت اثناء حياته لكن مارك هيدجيس رئيس تحرير (لايف كانتري) واثق من الاكتشاف الجديد.
وقال في بيان “لدينا صورة شخصية جديدة لشكسبير .. هي الأولى على الاطلاق التي يعرفه فيها الفنان ووضعت اثناء حياته.”
في المقابل برزت مجموعة من الباحثين والعلماء الذين شككوا بصحة الصورة معتبرين ان المعلومات التي قدمها غريفيث غير مقنعة وقائمة على التخمينات، كما انها ليست المرة الاولى التي يخرج احدهم ويقول انه اكتشف الوجه الحقيقي للشاعر. من جهتها تسخر صحيفة الغارديان من مبدأ «فك الشفيرة» الذي مكنه من اكتشاف الصورة قائلة« ديفينشي كود خيال وليس واقع» مضيفة ان عدد من الباحثين لهثوا خلف الشيفرات وفكها لتصل بهم الى لا مكان ولا اكتشافات وبالتالي إدراج أدلة قليلة جدا قائمة على الاستنتاج والرمزية. وتضيف الصحيفة الاستنتاج لم يكن دليلا قاطعا يوما في عالم الفنون وانه رغم رؤية وجه شكسبير امر رائع لكنها تكاد تجزم بان الصورة تلك لا تعود اليه.