قال علماء الفيزياء الشمسية الذين يتابعون المذنب “آيسون” لدى مروره خلف الشمس أمس الخميس، إن الكتلة الكبيرة من الصخور والجليد تفككت. وشكك علماء إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) في وقت سابق في فرصة نجاة المذنب, لكن ناسا تمسكت ببعض الأمل.
من جهته قال موقع «دسكوفري» ان المذنب «بالكاد» نجا من رحلته الانتحارية حول المجموعة الشمسية اذ انه وبعد ساعات من المراقبة تمكن مرصدي STEREO و SDO من رصد بعض الاثار بينما كان المذنب يخرج من «غطسته» تلك. ناسا من جهتها علقت على تلك الصور بالقول انه قد يكون المذنب قد تفتت وما تم رصده هو النواة او قد يكون مذنب اخر «بلا رأس » مختلف كليا عن ايسون. وحاليا يعمل العلماء على حل اللغز الذي يواجهونه، هل «مات» ايسون بالفعل ام انه استطاع ان يفلت متضررا من الشمس؟
وكان العلماء قد اعلنوا امس ان رحلة المذنب ايسون التي بدأت قبل أكثر من 5.5 مليون سنة قد انتهت اذ لم يتم رصد أي أثر له أو لذيله البراق أو حتى بقاياه من الصخور والغبار. ليعاد ويتم الحديث عن امكانية نجاته.
وتتألف المجموعة الشمسية الداخلية من الكواكب الأربعة القريبة من الشمس وهي عطارد والزهرة والارض والمريخ وتفصلها عن المجموعة الشمسية الخارجية التي تشمل بقية كواكب المجموعة ما يعرف باسم حزام الكويكبات وهو منطقة تقع بين كوكبي المريخ والمشتري وتدور فيها كمية هائلة من الكويكبات الصغيرة التي تتكون في الأساس من الصخور وبعض المعادن.
وكان فلكيان هاويان رصدا المذنب ايسون العام الماضي باستخدام الشبكة البصرية العلمية الدولية الروسية المعروفة اختصارا باسم “ايسون” عندما كان على مسافة بعيدة عن كوكب المشترى ما أنعش الآمال بامكان رؤيته بالعين المجردة عندما يقترب من الارض في مشهد مثير في ديسمبر كانون الأول القادم.
وكان المذنب قد مر على مسافة 1.2 مليون كيلومتر عن سطح الشمس الساعة 1:37 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1837 بتوقيت جرينتش) يوم الخميس. واستعان علماء الفلك بعدد كبير من التلسكوبات العملاقة لرصد هذا الجرم عقب دورانه حول الشمس الا ان جهودهم راحت ادراج الرياح.
وقال عالم الفيزياء الفلكية كارل باتامز من معمل ابحاث القوات البحرية في واشنطن خلال مقابلة مع تلفزيون ادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) “لم ار شيئا يبرز من خلف قرص الشمس. وربما كان هذا هو المسمار الاخير في نعش هذا المذنب. من المؤسف ان ينتهي بهذه الطريقة لكننا سنعرف المزيد عن هذا المذنب.” وفي اقرب نقطة كان ايسون يسير بسرعة تزيد على 350 كيلومترا في الثانية عبر الغلاف الجوي للشمس.
وفي هذه المرحلة بلغت درجة حرارته 2760 درجة مئوية وهي درجة تكفي لتبخير لا جليد المذنب فحسب بل وما فيه من غبار وصخور. واذا نجت قطع كبيرة من المذنب من لهيب الشمس القريب فقد يتسنى رؤيتها بالعين المجردة في اجواء الارض في غضون اسبوع او اثنين.
ويعتقد ان المذنبات اجرام متجمدة تخلفت عن تكوين المجموعة الشمسية منذ نحو 4.5 مليار عام.