تعرض قناة «سي ان ان » وثائقي تحت عنوان «البحث عن المسيح» وقد أوردت فيه الكثير من المعطيات والتكهنات التي طرحتها على انها جديدة لكنها في الواقع تعود لسنوات عديدة. فالوثائقي تحدث عن عدم خيانة يهوذا للمسيح وذلك وفقا لإنجيل يهوذا الأسخريوطي الذي يشير الى ان يهوذا كان تليمذ يسوع المفضل وأنه طلب منه خيانته. لكن «المعطيات هذه تم الحديث عنه بشكل كبير عام 2012، اما الحديث عن شقيق للمسيح يدعى جيمس فسبق وعرضت قناة «ديسكفوري» وثائقي كامل عن الامر قبل اكثر من عام.
لكن قناة سي ان ان اعادت طرح كل هذه النظريات ونقلت عن ديفيد غيبسون، المشارك في تأليف وثائقي “البحث عن المسيح” يوضح محتوى الإنجيل بالقول: “يهوذا كان يقوم بما أراد منه المسيح فعله. الله أرسل المسيح ليموت تكفيرا عن خطايا البشر، وبالتالي كان يجب أن يكون هناك من يخونه ويقوم بهذه المهمة.” أما تاجرة الآثار فريدا تاخوس، فتقول “إنجيل يهوذا يشير إلى أن المسيح طلب من يهوذا خيانته وقد سأله يهوذا: لماذا أنا؟ فرد المسيح بالقول: لأنك أنت الأقرب إلي، أتمنى منك أن تقوم بذلك.” أما كانديدا موس، الباحثة من جامعة نوتردام فتقول إن محتوى الإنجيل يدل على أن يهوذا “كان يدرك ما يحصل، وكان يساعد المسيح وكان يعلم أنه بسبب ذلك سيكره الناس للأبد.”
من جانبه، يشرح بايرن ماكين، رئيس دائرة الشؤون الدينية بجامعة وفورد، الظروف المرافقة للعثور على الإنجيل والهدف من دراسته بالقول: “إنجيل يهوذا ظهر قبل سنوات قليلة في سوق للقطع الأثرية، أي أنه لم يظهر ضمن بعثة تنقيب عادية، وهذه المشكلة هي أولى المشاكل التي تعترض الباحثين حوله، كما أنه بحالة سيئة إذ لم يكن موضع عناية من ملاكه.”
ويضيف ماكين: “هناك أجزاء تستحيل قراءتها وهناك خلاف بين العلماء حول حقيقة ما يرد فيها، ولكن الأرجح أنها تشير إلى أن يهوذا كان يقوم بما طلبه منه المسيح ولم يكن بالتالي شخصا سيئا.. بالنسبة لي على المستوى الأكاديمي، فإنني أرجح ألا يكون الإنجيل مزورا، ولكن معناه الحقيقي معقد للغاية.”
وعن سبب دراسة هذا الإنجيل يقول ماكين: “الهدف هو دفع الناس إلى التفكير وإعادة النظر في المسلمات، طبعا الإنجيل الذي نتحدث عنه كُتب بعد 300 سنة على ولادة المسيح، فهل يمكن الوثوق بنص يتحدث عن وقائع تسبقه بثلاثة قرون؟ ربما تكون الإجابة نعم وربما تكون لا.”
وعلى صعيد اخر يقول الوثائقي تعقيبا على «شقيق» يسوع جايمس الذي تم الحديث عنه بعد اكتشاف صندوق عظميفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2002 وإحتوى على كتابات باللغة الآرامية جاء فيها: “جايمس، ابن يوسف، شقيق عيسى» ان جيمس كان ابن عم المسيح وليس شقيقه. في المقابل يقول باحث اخر في الوثائقي بان جايمس كان ابن يوسف من زواج سابق ولم يكن ابن مريم. ويضيف بانه يظن بان العلاقة بين جايمس ويسوع كانت معقدة جدا. ويتحدث عن انجاب مريم لاطفال اخرين بعد المسيح ويقول« وفق الانجيل فهي كانت عذراء حين كانت حامل بيسوع، وما حصل لاحقا هو انجابها للمزيد من الاشقاء والشقيقات ليسوع المسيح».
وشقيق المسيح سبق وتم الحديث عنه من خلال وثائقي عرض على قناة ديسكفوري واثار الكثير من الجدل بين المسيحين. ولو صحت المعلومات الموجودة فالصندوق فان العالم ربما امام اعظم اكتشاف على الاطلاق وان كان غير صحيح فلعلها اكبر عملية تزوير في التاريخ.