يجلي الفيلم الوثائقي “غوينغ كلير” Going Clear لمخرجه أليكس غيبني الغموض المحيط بالمنظومة القوية لكنيسة السيانتولوجيا، ويكشف أسرارها. ففي السنوات الأخيرة، كان أعضاء السيانتولوجيا يتواترون على ترك الكنيسة بشكل أكبر، وقد أُفشِيَ الكثير من أسرارها. ومع ذلك، فإن الكشف لم يؤد سوى إلى المزيد والمزيد من الأسئلة.
الشيء الاستثنائي في الفيلم الوثائقي الجديد لأليكس غيبني، Going Clear: Scientology and the Prison of Belief غوينغ كلير: السيانتولوجيا وسجن الإيمان”، هو أنه ليس مجرد تناول لهذه القضايا. بل إنه يقدم إجابات شافية.يذكر ان الفيلم مأخوذ عن كتاب للصحفي الحائز على جائزة بوليتزر، لورانس رايت لعام 2013، ويتوغل في أعماق غموض و رعب السيانتولوجيا.
في عمله مع اللقطات النادرة، ينقب غيبني عن لغز مؤسس السيانتولوجيا، ل. رون هوبارد، إذ يلتقط ومضات من الوهم وجنون العظمة حول شخصيته. بدأ هوبارد في الصعود في الثلاثينيات، وسرعان ما أصبح كاتب خيال علمي غزير الإنتاج وسط ذهول الجميع. ولكنه بعد ذلك في عام 1950 نشر كتاب الديانيتكز (الفلسفات الدينية)، الأكثر مبيعاً وبشكل مستمر، والذي ساعد في ابتكار مبادئ كتب التعليم الذاتي العلاجية، التي نمت بشعبية كبيرة قبل السبعينيات.
ويبين غيبني عند إحدى النقاط كيف أن هوبارد قال لزوجته أن أحد أطفالهما قد مات، لمجرد التلاعب بها. يعتبر هوبارد شخصا خارجاً على القانون ومتهرباً من موظفي الضرائب الأمريكية، ويظهر في ذلك الفيلم على أنه إنسان ديكتاتور يحطَّم أسس الديانة على أساس السيطرة لأنه كان يائسا من السيطرة على شياطينه الخاصة.
يجلس أحد أعضاء الكنيسة ويكشف عن أسراره الخاصة، وهناك مدقق يطرح الأسئلة ويأخذ الملاحظات ويسجل ردود ذلك الشخص على أداة ابتكرها هوبارد تدعى “إي-ميتر”.
يقول هاجيس، وهو عالم سيانتولوجيا لمدة 35 عاما قبل انفصاله عن الكنيسة الذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة في عام 2009، كيف استطاعت جلسة تدقيق أن تجعله يشعر بالطيبة البالغة، كما لو كان يعاند تطهير نفسه من كل ما قدمه من سموم.
ويشير غيبني إلى أن طريقة هوبارد للشفاء هي في الواقع مجرد علاج كالذي يقدمه (عالم النفس الشهير) فرُويد لكن بانفعال ظاهري، وهي مع ذلك مقارنة لم يسخر منها هوبارد – إلا بعد أن رُفضت تقنياته باعتبارها متدنية من قبل الأطباء النفسيين الشرعيين.
من ناحية أخرى، يشير الفيلم إلى وجود فرق كبير بين التدقيق والعلاج التقليدي: فهو يدّعي أن كنيسة السيانتولوجيا تتشبث بالملاحظات من الجلسات وتستخدمها لابتزاز أعضائها في البقاء في عضويتها. ووفقاً للفيلم، هذا هو السبب الرئيسي في أن ترافولتا ظل في عالم كنيسة السيانتولوجيا.
أما بالنسبة للمثل توم كروز، فإن الفيلم يصوره “كمؤمن بصدق”- وخاصة في مقطع واحد مذهل كشف فيه غيبني عن الاحتفال بعيد ميلاد كروز على متن سفينة تابعة للكنيسة- بلا دليل، وتعمى بصيرته عن الكثير مما يجري داخل الكنيسة، وولاؤه للسيانتولوجيا الذي أثارته و أثرت فيه صداقته لميسكافيدج .
ويجري غيبني مجموعة من المقابلات مع موظفي السيانتولوجيا رفيعي المستوى الذين تركوا الكنيسة، وهم الآن على استعداد للتبرؤ منها. وكان مارتي راثبون، الذي قضى سنوات على أنه الساعد الأيمن لـ ميسكافيدج، صاحب دور محوري في الفيلم، وكانت شهادته تمثل سلطة مزعزعة للمعتقدات.