أظهر شريط فيديو جديد نشر على موقع «يوتيوب» المزيد من التفاصيل حول حادثة مقتل الشاب السوري سامي يتيم البالغ من العمر 18 سنة على يد الشرطة في مدينة تورونتو. ويظهر التسجيل الذي التقطته كاميرا المراقبة ركاب الحافلة وهم يغادرونها بسرعة قبل وصول عناصر الشرطة إلى المكان. ويقول شاهد عيان إنه كان آخر من خرج من الحافلة وقد سمع صراخ فتيات قبل خروجهن. وأضاف بأنه احتمى بدراجته ولاحظ ان سامي يتيم كان يبدو عدائيا . وقال بأنه تفاجأ شخصيا لدى سماعه إطلاق النار.
وكان شريط فيديو سابق قد أظهر الشاب سامي يتيم بمفرده محاطا بالشرطة التي أطلقت تسع طلقات ناريّة. وافاد شهود عيان بأن الشرطة تدخلت بعد أن أشهر الشاب سكينا وطلب من ركاب الحافلة الخروج منها.
وعرضت قناة «سي تي في » الكندية تقريرا قالت فيه انه وبعد وصول عناصر الشرطة الى المكان كانت الحافلة خالية تماما من الركاب،وكان يتيم يلوح بسكينه. وبعد الطلب منه القاء سكينه الذي قوبل بالرفض اطلق الشرطي ثلاث رصاصات وثم تبعها بست رصاصات اخرى. وقالت المحطة ان تسجيل جديد يظهر شرطي اخر دخل من الباب الخلفي للحافلة وقام بصعق الشاب الذي تلقى الرصاصات التسعة بعصى الصعق التي لا تستعمل الا في حالات خاصة كما حددها القانون الكندي.
وكانت أسرة الشاب سامي يتيم وهو من أصل سوري قد شكرت في بيان أصدرته رئيس شرطة تورونتو بيل بلير لأنه اتصل شخصيا بها وتعهدت بالتعاون مع التحقيق.
واعربت عن أملها في ان يأخذ التحقيق مجراه بصورة كاملة ما يتيح للشرطة التعامل مع حالات مماثلة مستقبلا ونزع فتيل الأزمة قبل اللجوء لاستخدام القوة المفرطة. وقد تم تحديد هوية الشرطي الذي أطلق النار، وجرى تعليقه عن العمل مع دفع مرتبه.
وتجري وحدة التحقيق الخاصة تحقيقا حول الحادثة. ودعت شرطة تورونتو المواطنين إلى التريث وعدم استباق التحقيق.
لكن الفيديو الجديد أثار موجة إستياء عارمة في تورنتو وذكرت صحيفة «الديلي مايل» البريطانية ان مئات الغاضبين تظاهروا احتجاجا على طريقة تعامل الشرطة مع الحادثة خصوصا وانه تم إطلاق النار تسع مرات خلال 13 ثانية.
ويكشف الفيديو عن قيام ضابط عنصرين من الشرطة الكندية بمحاولة توقيف يتيم الذي كان يقف ممسكاً بسكين داخل حافلة نقل عام والتي كانت متوقفة وخالية من الركاب.
ويقول الشهود بانه سمعوا اصوات رجال الشرطة وهم يصرخون ويأمرون يتيم بالقاء سكينه لكن المراهق رفض القيام بذلك وهو يكيل لهم الشتائم وبعد سمع صوت اطلاق ثلاث رصاصات ثم اتبعت بست رصاصات اخرى ليسقط المراهق قتيلا على الفور.
وقالت الصحيفة ان التحقيقات جارية للوقف على حقيقة ما حدث . واعلن المتحدث باسم مكتب الشرطة في تورنتو طوني فيلا ان الضابط الذي اطلق النار على سامي يتيم تم توقيفه لكنه افرج عنه بكفالة ماليا بانتظار محاكمته .
وقال قائد شرطة تورنتو بيل بلير انه فتح تحقيقاً خاصاً بعد مشاهدته للفيديو وقال : ان هناك اسئلة كثيرة وامور عديدة اوضحها الفيديو الذي لا يكذب واضاف بلير : من حقنا ان نعرف ما جرى بالضبط .
لاحقا أظهر فيديو جديد نشر على موقع ” يوتيوب ” تعثر عناصر الطوارىء بحواجز اعمال صيانة ما أخر وصول فرقة الانقاذ الى المكان الذي اطلق الضابط جيمس فورسيللو النار على يتيم فاراده قتيلاً .
الفيديو الجديد صوره “كابلن غراي” وهو مخرج افلام سينمائية حين سمع اطلاق نار عند الساعة الثانية عشرة منتصف اليل يوم الاثنين 29 تموز في الشارع الذي يقطنه وخرج بكاميرته وخلال دقيقتين وصل مكان الحادث وقام بتصوير الاحداث منها رجل طوارىء يقوم بعملية تنفس اصطناعي للفتى سامي يتيم .
من جهتها نشرت صحيفة «تورنتو صن » مقالا تحت « هل كان رجاء سامي يتيم الاخير بان يسمح له الاتصال بوالده ». وتناول المقال علاقة الشاب بوالده وتكهنت الافكار الاخيرة التي مرت ببال الشاب المراهق.
وقالت الصحيفة ان هناك العديد من الاقاويل الغير مؤكدة تقول ان سامي يتيم طلب من المسؤول في محطة الحافلات العامة ان يسمح له ويقرضه هاتف خليوي للاتصال بوالده وان السائق كان على استعداد لتلبية طلبه ولكن سامي هم بالنزول من الحافلة .
وقال مسؤول في الشرطة للصحيفة : ” في النهاية حقيقة اطلاق التسع رصاصات على الفتى يتيم ستظهر من خلال ما رصدته الكاميرات المركزة داخل الحافلة .”
ولم يتسنى للضابط جيمس فورسيللو الذي اطلق النار على يتيم التحدث الى وسائل الاعلام بعد ولكن محاميه بيتر براوتي قال ان موكله ” مدمر نفسياً “.
واضاف ” نحن في انتظار استكمال التحقيقات وانه من المهم ان لا ينجر احدا وراء الاقاويل و الاحكام دون الاستناد الى الدلائل والحقائق الدامغة التي لم يتوصل اليها التحقيق بعد”.
قبل شهر فقط من مقتله على يد البوليس الكندي انتقل سامي للعيش في سكن مستقل عن عائلته في منطقة نورث يورك . كان يستعد بعزم وفرح للعودة الى مقاعد الدراسة في ايلول / سبتمبر المقبل .
في اختصاص برنامج الرعاية الصحية في كلية جورج بروان .. كان يهوى لعبة كرة السلة كما انه كان في الكشافة.. من هواياته جمع السكاكين الصغيرة .. كان حريصا على الصلاة في الكنيسة كل احد .
صديق مقرب من العائلة قال ان سامي فتى مهذب وعلى خلق وتربية جيدة , ولم يكن له اي مشاكل مع البوليس ولا غيره .
اما والدة الضحية سامي يتيم الدكتورة سحر بهادي فتحدثت لاول مرة اثناء مسيرة احتجاج على مقتل ولدها قائلة ” لا يهم ما اقول او افعل فكل هذا لن يعيد لي ابني”.
ردايو كندا – اخبار العرب /كندا