أثار كتاب معني بتربية الأطفال ردود فعل عنيفة إذ يساند فكرة ضربهم وجلدهم بالأحزمة كوسيلة لرضوخهم للآباء لاسيما بعد أن بيعت منه مئات الآلآف من النسخ لمسيحيين ينتمون إلى الطائفة الإنجيلية.
وقد أثارت قضية وفاة ثلاثة أطفال جراء تأثر أبائهم بمحتوى الكتاب ردود فعل غاضبة.
وتختلف طريقة التطبيق التي ينصح بها الكتاب إذ يوصي باستخدام عصا أو مسطرة بطول 30 سنتيمترا بالنسبة للطفل دون سن العام، أما الأطفال الأكبر سنا فينصح باستخدام عصى أطول أو استخدام الأحزمة.
غير أن كتاب “تربية الطفل” لمايكل وديبي بيرل يصف الهدف من “الضرب” بأنه يجعل الطفل راضخا لإرادة الآباء. ونقرأ في إحدى فقرات الفصل الأول من الكتاب “التدريب عبارة عن تهيئة عقل الطفل قبل أن تتفاقم الأزمة، إنه استعداد للطاعة العمياء حاليا ومستقبلا.”
ويعني “التدريب” أنه من المفترض أن تبدأ في وقت مبكر وتجهض الحاجة للعقاب. لكن إذا كان الطفل متمردا بالفعل ، فينصح الآباء “باستخدام ما يلزم من القوة.”
ونشر الكتاب مؤسسة بيرل التي تعني أيضا بنشر المجلات والفيديوهات وتقوم بتداولها بين الأسر أو تعطيها كهدايا للأزواج الذين يرزقون بمواليد أو حديثي الزواج.
وقد بيع من الكتاب ما يزيد على 800 ألف نسخة بحسب ما قال مايكل بيرل. وباتت المبيعات ثابتة خلال السنوات الأخيرة، وقال “لدينا الملايين من الآباء السعداء والأطفال ممن أدركوا ثمار هذا الكتاب الرائعة وأشياء أخرى كتبناها.”
في عام 2010 توفيت ليديا شاتز بعد ثلاث سنوات من وصولها إلى كاليفورنيا من ليبيريا إثر تعرضها للضرب، وبعد عام أخر توفيت فتاة أخرى تدعى هنا وليامس، 13 عاما، متأثرة بإنخفاض درجة حرارتها وسوء التغذية عقب تركها في الفناء الخلفي للمنزل في بلدة صغيرة في ولاية واشنطن.
وحكم على والدي وليامس بالسجن بتهمة القتل غير المتعمد في أكتوبر/تشرين الأول. وقال المحققون إن الأباء في الحالتين تأثروا بأفكار وردت في كتاب “تدريب الطفل” الذي وجدت نسخة منه في منازلهم، بحسب الأنباء.
وثمة حالة وفاة ثالثة لشين بادوك الذي يبلغ من العمر أربع سنوات لجأت فيه والدته بالتبني إلى نصائح كتاب بيرل وتوفي مختنقا بعد أن دثرته بإحكام في بطانية. وجميع حالات الوفيات الثلاثة قيل إنها تعرضت للضرب بأنبوب من البلاستيك يشبه ما ذكره مايكل بيرل في كتابه كأداة محتملة للضرب.
غير أن بيرل ينفي أن كتابه يجنح إلى سوء معاملة الأطفال، مشيرا إلى أن الكتاب يحذر من “الوحشية” ويستخدم الضرب كمتنفس لتفريغ حدة الغضب.
ويختلف منتقدو الكتاب، وهم الجماعات المسيحية والملحدون ونشطاء الأباء والأكاديميون، بشأن ذلك.
وقال جورج هولدين، أستاذ علم النفس في جامعة ساوثرن ميثوديست في ولاية دالاس، إن كتاب ” تربية الطفل “ينتهج عددا من الآراء الخطيرة جدا التي قد تفضي بسهولة إلى أضرار نفسية للطفل إذا اتبعها أحد.”
وتقول مكتبتا ووترستون وفويلس في بريطانيا إنهما رفعا الكتاب من على قائمة الكتب الموجودة على موقعهما الإليكتروني.
في حين لم تصدر مكتبة أمازون أي تغيير في سياستها، وقالت الشركة في بيان إن هذا الكتاب “أثار جدلا واسعا لدى وسائل الإعلام، وعلى موقع أمازون، لعدة سنوات، وكل من يرغب في التعبير عن رأيه بشأن هذا العنوان، فهناك مساحة من الحرية على صفحة المنتج على موقعنا الإليكتروني.”