Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

كيف تتجاوز الإنفصال عمن تحب ؟

البحار نت 

كل من مر بتجربة الإنفصال عن الشخص الذي ارتبط بعلاقة عاطفية معه يعلم ان التجربة مؤلمة وصعبة. وكل من مر بتلك التجربة يعلم أن التعامل الخاطئ مع الانفصال سيجعل الخروج من تلك العلاقة او من وهمها مهمة مستحيلة ولو مرت سنوات عديدة على الانفصال، فتجد الشخص يتجنب مقابلة الاخر او التواجد في اي مكان من المرجح ان يلتقي به او بها. وفي حال حدث لقاء صدفة تجد الشخص مرتبكا لا يعرف كيفية التعامل مع الموقف على الرغم من ان العلاقة انتهت قبل مدة طويلة جدا. لذلك ولتجنب كل هذه العذابات نعرض لكم خطوات بسيطة وعملية لتجاوز الازمات العاطفية.

أولا: تجاهل نصيحة كل من يخبرك بعدم التفكير في الامر.. يمكنك ان تفكر بكل ما حدث مرارا وتكرارا بطريقة معقولة وبعيدة عن الهوس. ان اعادة التفكير فيما حصل بعد انتهاء العلاقة مباشرة امر صحي. التفكير بالاسباب التي ادت للانفصال امر ضروري حتى ولو خيل لك انه لا يوجد سبب منطقي للانفصال. هناك دائما سبب او حتى مجموعة أسباب، عليك ان تعلم ان العلاقة تتطلب شخصين رغم انها تتطلب شخصا واحدا غير راض لانهائها. الوقوف على السبب سيساعدك للانطلاق للخطوات التالية كما سيساعدك في علاقاتك المستقبلة لتجنب المصير ذاته .

ثانيا: ان كنت صاحب القرار في انهاء العلاقة،لا تشكك في قرارك، في المقابل  لا تحاول تأطير الذكريات بالسعيدة فقط ان كنت الطرف الذي لم يقرر انهاء العلاقة. ان التفكير بالذكريات السعيدة فقط سيعميك عن رؤية السبب الحقيقي للانفصال، وستجعل الاوقات السيئة لا تبدو سيئة جدا. لكنها كذلك، هي اوقات سيئة ومراحل مزعجة وتصرفات غريبة. لا تحاول اقناع نفسك بانك لو تمكنت من اخبار الطرف الاخر بانك تحبه وتفتقده فانه سيعيد التفكير بالامر. لا تمارس هذه الالاعيب  ولا تؤذي نفسك اكثر، تقبل انتهاء العلاقة مهما كنت مكتئبا او حزينا. تقبل الامر رغم كل الألام سيؤسس لقواعد ثابتة للانطلاق.

ثالثا: في المراحل الاولى للانفصال يجب الابتعاد كليا عن لقاء الطرف الاخر حتى لو ختم الانفصال باتفاق على البقاء كأصدقاء. فلا اتصالات هاتفية ولا رسائل ولا فيسبوك او تويتر او غيرها من وسائل التواصل. اعزل نفسك كليا عن امكانية اللقاء او التواصل. وحين تصل لمرحلة يمكنك التواصل مع الاخر بطريقة طبيعية دون مشاعر او حقد دفين او كره او حنين فحينها الاتصال بالاخر مسموح.

رابعا: التأقلم مع الالم وتحمل المسؤولية خطوة في غاية الاهمية. ان الاقرار بالذنب وبالمسؤولية في افساد العلاقة ليس دليل نضج فحسب بل هو امر صحي يساعدك على تجاوز مرحلة الانكار. افساد علاقة يتطلب شخصين رغم انه عادة كل شخص يرمي باللائمة على الاخر ،لكن الواقع يبقى ان كل شخص عليه ان يتحمل مسؤوليته ويعترف اين اخطأ. وفي الوقت عينه عليك ان تعلم بانك شخص جيد وحاولت كل ما بوسعك للحفاظ على العلاقة. ان الاعتراف بالخطأ لنفسك على الاقل سيجعل تقبل الامر اكثر سهولة.

خامسا: الشعور بالغضب امر طبيعي جدا، اما حجم الغضب فمرتبط بعوامل عدة اهمها طريقة الانفصال، فكلما كانت عملية الانفصال مؤلمة كلما تعاظم الشعور بالغضب لاحقا، كما ان مدة العلاقة لها تأثير على كمية الغضب التي سيشعر به الشخص لاحقا. في هذه المرحلة يمكن الحديث عن مشاعر الغضب، الكره وحتى احتقار الاخر، لكن هذه المشاعر مدمرة ، ورغم انه يبدو مناسبا استبدال الحب بالكره لكنك ستجد نفسك تتحول الى قنبلة موقوتة. خلط مشاعر الحب بالكره لا ينتج عنها سوى المصائب، لذلك التخلص من تلك المشاعر امر ضروري.. يمكنك البكاء او الصراخ او اي طريقة مناسبة لك.

سادسا: التواجد مع الاصدقاء والعائلة امر في غاية الاهمية. التواصل مع من تحب من افراد عائلتك والاصدقاء سيجعلك تستعيد ثقتك بان شخص جيد له قيمة ومهم للاخرين.

سابعا: للكتابة تأثير علاجي، لذلك تدوين مشاعرك سيساعدك على تجاوز الامر. لا تفكر كثيرا بما تكتب، الصراحة الكاملة ستساعدك على رؤية الامور بشكل اوضح. لا تدخل في متاهة لو قمت بذلك او لو لم اقم بذلك، دون ما تشعر به ولو تطلب الامر كتابة اوراق لتذكير نفسك بما يجب عليك فعله، فقم بذلك.

ثامنا: أعد ترتيب مساحتك الخاصة، مهمة قد تبدو سخيفة لكنها فعالة جدا كونها لا تتطلب الكثير من التفكير لكنها في الوقت عينه تحتاج الى التركيز. اعد ترتيب غرفتك او مكتبك او اي مساحة تمضي فيها الكثير من الوقت. خطوة على بساطتها لها تأثير إيجابي كبير.  وفي الوقت عينه يجب التخلص من كل الامور المرتبطة بالاخر، ليس بالضرورة رميها او حرقها لكن يجب التخلص منها ان من خلال اخفائها بصندوق ما او اتلافها لا فرق. المهم أن تخفي تلك الاشياء.

تاسعا: العمل على ابقاء نفسك منشغلا، العلاقة كانت جزء واحد من حياتك وهناك امور اخرى في عالمك، يمكنك ممارسة الرياضة او القراءة او حتى القيام بامور جديدة او ايجاد هوايات جديدة. ممارسة الرياضة تحفز هرمون السعادة، لكنها في الوقت عينه لمن يشعر بالاحباط والكآبة تبدو مهمة مستحيلة.. لذلك يمكن البدء بحركات بسيطة في غرفة النوم ومن هناك يمكن الانطلاق لمراحل اخرى منها الخروج وممارسة رياضة المشي او الركض. وفي حال قررت الذهاب الى ناد رياضي وندمت لاحقا لانك لا تشعر برغبة في الذهاب او رؤية الناس، حاول على الاقل الذهاب حتى لو لم تدخل الى النادي. اذهب ولا تدخل لا مشكلة في الامر، فمجرد الذهاب خطوة ايجابية، وفي المرات القادمة ستجد الشجاعة الكافية للدخول.

عاشرا: تخلص من المشاعر السلبية، وفي الوقت عينه عليك تذكر الامور السلبية في العلاقة. ازدواجية؟ لا ليس بالضرورة، المشاعر السلبية هي الكره والحقد والندم وهي قادرة على تدمير الشخص. تذكر دائما انك شخص جيد وانك كنت شجاعا بما فيه الكفاية للارتباط بشخص اخر، ونهاية العلاقة لا تعني نهاية الكون. في المقابل التفكير بالذكريات الايجابية فقط له تأثير مدمر، يجب دائما تذكير النفس بان الذكريات الجميلة تتضمن ذكريات سيئة ايضا. يمكنك ان تختار عيبا في الشخص الاخر ويمكنك تضخيمه كما تشاء، فكلما كان الشخص الاخر غير جذاب بالنسبة اليك كلما كانت عملية النسيان اسهل. يجب حصر العيوب بالامر السطحية كي لا تتحول العملية التي تعزيز للكره والحقد، مثلا : انفه او انفها ضخم، رائحته او رائحتها كريهة.. يملك او تملك ابشع ابتسامة.

ان التعامل مع الازمات العاطفية بطريقة صحية ام ضروري، فلا البكاء والحقد سيساعد الشخص على اكمال حياته بشكل طبيعي، ولا انكار المشاعر والخروج للسهر والدخول في علاقات مباشرة بعد الانفصال امر صحي. لا يجب الإستخفاف بالتأثير الذي يمكن لقلب محطم ان يتركه. التعامل مع الانفصال بطريقة صحية سيجنبك الالام لسنوات قادمة وسيجعلك اكثر سعادة وأكثر قدرة على الوقوع في الحب مجددا بطريقة أفضل.  التعامل مع الألم سيكون من اصعب الامور التي ستواجهها لكن كل شخص مهما كان مكتئبا او محطما او يائسا يملك القوة الكافية لاخراج نفسه من دوامة الحزن. البكاء لن يغير شيئا وجلد النفس سيجردك من ثقتك بنفسك، كل ما يتطلبه الامر هو إتخاذ القرار، انت قادر / قادرة على تجاوز تلك المحنة..وما تحمله الايام القادمة هو حكما افضل.

 

 

Leave a comment

0.0/5

Go to Top

كيف تتجاوز الإنفصال عمن تحب ؟