غيّب الموت أمس العلامة السيد هاني فحص بعد معاناة مع المرض. وكان السيد فحص الذي عرف بانفتاحه ورقيه قد ادخل المستشفى بسبب مرض «تليف الكبد» ليدخل بعدها في غيبوبة ثم يفارق الحياة.
والراحل شخصية فذة ورجل دين وحوار وعلم وفكر ومثل نموذجاً راقياً للمثقف الديني وكان عالم فقه وشاعر وكاتب تستهويه مختلف المجالات وخاصة السياسة.
السيد هاني فحص من مواليد عام 1946 أديب وكاتب ومؤلف وناشط في المجتمع المدني، وداعية حوار بين الأديان، ومن أبرز المنظرين في مجال مقاربة الإسلام لمواضيع الحداثة المطروحة.
السيد هاني فحص (1946 – 2014)، رجل دين مسلم شيعي، من رجال الدين القلائل عند الشيعة الذين انخرطوا في العمل الحزبي العلني، أديب وكاتب ومؤلف وناشط في المجتمع المدني، وداعية حوار بين الأديان، ومن أبرز المنظرين في مجال مقاربة الإسلام لمواضيع الحداثة المطروحة.
ولد السيد فحص في بلدة جبشيت في النبطية عام 1946، وتلقى الدراسة الابتدائية في القرية والمتوسطة في مدينة النبطية. تابع دراسته الثانوية ونال شهادة الدروس الثانوية (الموحدة السورية) كطالب حر. بعدها هاجر إلى النجف في العراق عام 1963 ودرس في حوزتها الدينية، ونال إجازة (بكالوريوس) في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية الفقه. عاد من النجف عام 1972 ليستقر في بلدته جبشيت، وكان قد تزوج في سن التاسعة عشر من نادية علو وله خمسة أبناء ذكور وابنتان .
انتسب فحص إلى حركة «فتح» أيام وجودها في لبنان، وهو عضو في المؤتمر الدائم للحوار اللبناني، كذلك فهو عضو في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. وترشح للانتخابات الفرعية عام 1974 متحالفاً مع كمال جنبلاط، ولكن سرعان ما انسحب من المعركة بسبب اعتراض السيد موسى الصدر آنذاك. عاد وترشح للانتخابات النيابية عام 1992 عن محافظة النبطية ولم يحالفه الحظ.
ومن نشاطات فحص أنه أشرف على مجلة النجف لمدة عام لدى إقامته فيها، ولدى عودته منها مارس عمله الديني إماماً لبلدة جبشيت من عام 1972 وحتى 1975، شارك في تأسيس وتفعيل منتدى ادباء جبل عامل مع عدد من الأدباء والشعراء الجنوبيين. شارك في قيادة انتفاضة مزارعي التبغ المطلبية عام 1972.
عندما بدأت الثورة الإيرانية عمل عام 1978 على إنشاء التواصل بين ياسر عرفات والامام آية الله الخميني، وقد زار الخميني في منفاه الباريسي، ورافق ياسر عرفات على الطائرة نفسها التي زارت إيران بعد أيام من انتصار الثورة الإيرانية ضد الشاه.
في العام 1982 سافر إلى إيران مع عائلته وأقام فيها حتى العام 1985، عمل خلالها مستشاراً في مكتب إعلام الحوزة في قم، ومشرفا على مجلة «الفجر» وسافر في بعثات خارجية مع الإيرانيين إلى الغابون ومدغشقر وكينيا والكاميرون في نشاطات تهدف لتسليط الضوء على القدس.
عاد من إيران عام 1985، وخاض في العام 1992 الانتخابات النيابية في لبنان ولم يحالفه الحظ فيها. وبعد الانتخابات تفرغ للحوار والكتابة والعمل الفكري والثقافي، فأسس مع سمير فرنجية المؤتمر الدائم للحوار اللبناني، ويعتبر من الأعضاء المؤسسين للفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، وكذلك من المؤسسين للقاء اللبناني للحوار وهو عضو في الهيئة الشرعية للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى .
لفحص ما يقرب من الثلاثة عشر كتاباً مطبوعاً وعدد من الكتب غير المطبوعة.
وكالات