شبح برشلونة غلب على بايرن ميونيخ امس.. وليس اي شبح بل ذلك الذي عادة ما يكون في أسوأ أحواله. فريق الماني بنسخة برشلونية اسفر عن الية لعب هجينة لا خطر فيها ولا روح.
من جهته اقترب ريال مدريد خطوة أخرى من أول ظهور له في نهائي دوري ابطال اوروبا لكرة القدم في 12 عاما بعدما سجل كريم بنزيمة هدفا ليمنح بطل اوروبا تسع مرات التفوق على ارضه 1-صفر امام بايرن ميونيخ حامل اللقب في ذهاب الدور قبل النهائي.
بداية بايرن كانت الاستحواذ على الكرة دون تشكيل خطورة ليعود الريال ويسجل من هجمة معاكسة .المشكلة لم تكمن في الاستحواذ على كرة لكن المبالغة -على طريقة برشلونة خلال ايام غوارديولا الاخيرة _بالتمرير داخل المربع لتأمين الوصول امام المرمى (حرفيا) كي يقوم اللاعب بالتسديد.
وربما يعد البايرن محظوظا لعدم خسارته بأهداف اكثر خصوصا وان كريستيانو رونالدو وانخيل دي ماريا اهدرا فرصتين محققتين.
ورغم ان البايرن كاد يدرك التعادل في آخر المباراة لكن ايكر كاسياس حارس ريال مدريد تصدى لمحاولة ماريو غوتسه ،ما يعيدنا الى مبدأ اللعب الالماني الذي لم يكن ظاهرا امس. فالالمان يعرف عنهم التسديدات الصاروخية من خارج المربع ويعرف عنهم قدرتهم على التسجيل،امر لم نشاهده اطلاقا امس كما ان تسديدات مولر او غوتسه او حتى ريبري بهذه الطريقة لم تكن وفق الفكر الالماني بل كانت مطعمة بنكهة برشلونية. مبالغة في التمرير ومبالغة في تدوير الكرة داخل منطقة الجزاء.
وربما لو تابع بيب غوارديولا المبارة الاخيرة التي جمعت الريال ببرشلونة في كأس الملك لكان ادرك ان عليه عدم المبالغة في العرضيات. كما ان البايرن فشل في استغلال قلة الحيلة التي ظهر فيها ايسكو امام كروس، باستيان ولام في منطقة الوسط.
الريال عرف استغلال فرصه جيدا لكن البايرن بدا بلا حيلة. وكانت هذه عودة خاسرة لبيب جوارديولا مدرب بايرن الى اسبانيا بعدما تفوق على ريال مدريد على مدار اربعة مواسم عامرة بالالقاب مع غريمه اللدود برشلونة بين 2008 و2012.
حاول بايرن الاختراق عبر ارين روبن وفرانك ريبري من الجناحين لكن هذه المحاولات باءت بالفشل ، فهل عاش البايرن خوف المباراة اكثر مما يجب ام هل حمل المباراة اكثر مما تحتمل؟
المشكلة ان المباراة كانت امس حول احتفاظ البايرن بالكرة تدويرها لحد إضاعتها وذلك خوفا من اضاعتها. ريبيري الذي لا يمكن إيقافه في المساحات كان امس بلا فعالية لانه وببساطة يلعب لخلق المساحات والانطلاق وروبين هو الاخر يعاني ما يعاني.
بالامس كان مدرب الريال كارلو انشيلتو يدور الخطط ويعرف نقاط قوته وضعفه ويضع خطة لا تنافس خط وسط الملعب كما لم ينافس على الاستحواذ لكنه استغل نقاط الضعف وسجل بهجمة مرتدة وكاد يسجل في اكثر من مناسبة لولا روعنة اللاعبين في انهاء الهجمات.
اما بايرن فكان بلا الروح الالمانية بل تلك التسديدات او استغلال المساحات لان البايرن كان يحشر نفسه ويحشر الريال في المساحة الضيقة اما المرمى..ربما يجب وضع حد لهوس الاستحواذ على الكرة وان يبقي بيب روحية اللعب الالماني لا ان يحولها الى ماكينة تعمل وتعمل بلا إنتاجية.