Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

مؤتمر أبيدجان: غلطة الشاطر بألف

كتب علي بدر الدين

إفتقد مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي عقد في عاصمة الكوت ديفوار (أبيدجان) بدعوة من وزارة الخارجية و المغتربين الى المشاركة الاغترابية المأمولة لغياب شريحة واسعة من المغتربين اللبنانيين في القارة الأفريقية التي قاطعته لإعتبارات لها علاقة بالخلافات السياسية  بين بعض مكونات السلطة الحاكمة في لبنان , بعد تسريب كلام لوزير الخارجية جبران باسيل أساء فيه لرئيس مجلس النواب نبيه بري و كان كافيا لإشعال الفتيل و امتداد ناره الى خارج حدود الوطن و بخاصة أبيدجان حيث يعقد المؤتمر , و كانت فرصة للرد على الوزير باسيل و إفشال مؤتمره إذا لم يستجب لتأجيله أو الغائه. وفعلا نجح الجمهور الغاضب و الرافض لإساءات باسيل في تحقيق ما كان مرجوا و مؤملا منه . و في تأمين مقاطعة اغترابية وازنة من فعاليات الجالية اللبنانية في الكوت دبفوار و الجاليات في افريقيا , وحال دون حضور منظم المؤتمر و راعيه ما انعكس سلبا على جدول أعماله و النتائج حتى ان بعض الذين شاركوا في افتتاحه غادروا بعد سماع كلمة الوزير بسيل عبر الشاشة .

لا شك بأن عدم حضور الوزير الى المؤتمر و اصراره على انعقاده رغم الظروف و عدم استجابته لتأجيله الى موعد اخر , ساهما في اضعافه و ضألة المشاركة فيه و هذا ما لم يكن متوقعاً أو في حسابات المنظمين الذين فوجئوا بحجم المقاطعة حتى من شخصيات اغترابية كان يعول على حضورها.

ما سبق انعقاد المؤتمر و تخلله , ربما يكون درسا أو عبرة للمقبل من المؤتمرات الاغترابية التي تعقد برعاية رسمية من الدولة في لبنان أو من دونها بأن الدعوة الى مثل هذه المؤتمرات يجب ان تأخذ في الاعتبار الأجواء السياسية في الوطن الام و مدى الانسجام بين المكونات السياسية و التلاوين الطائفية و المذهبية لأنه على توافقها أو عدمه يتوقف القرار و المصير و يتحدد اتجاه الرياح و البوصلة و عندها فقط يبنى على الشيئ مقتضاه.

يكفي التلطي خلف الاوهام و الاحلام , لانه لا يمكن لأحد إن كان فردا أو مجموعة أو فئة أن يتجاوز الواقع السياسي و الطائفي في البلد المتحكم بكل شاردة وواردة وبالكبيرة والصغيرة. ومن دون توافق القوى المتسلطة لا يمكن حتى للطير أن يعبر الاجواء . فكيف إذا كان حدثا أو قضية كبرى على المستوى الوطن و الاغتراب و السياسة.

المهم أن مؤتمر أبيدجان عبر بسلام رغم تعثره و لكنه فقد الكثير وهجه و المأمول منه . و كما يقال غلطة الشاطر بألف و خرج منه المغتربون كما السياسيين ب” لا غالب و لا مغلوب ” , و يبقى الامل ألا يشكل مؤتمر ابيدجان و ما سبقه و تخلله واعقبه محطة سلبية في تاريخ الاغتراب اللبناني و خاصة في أفريقيا أو سببا لخلافات و انقسامات جديدة , و اعتقد بأن المغتربين واعون و حكماء و حرصاء ولا يمكن أن ينزلقوا الى مهاو جديدة هم و الوطن بغنى عنها بل أكثر من ذلك هم أحوج ما يكونوا و لبنان الى الوحدة و التضامن و شد أزر بعضهم البعض في مرحلة دقيقة و مصيرية.

Leave a comment

0.0/5

Go to Top

مؤتمر أبيدجان: غلطة الشاطر بألف