نظّم “المركز الثقافي الروسي العربي” والجالية اللبنانية في سان بطرسبورغ، بالتعاون مع “جمعية متخرجي الإتحاد السوفياتي السابق” في صور، مؤتمراً اغترابياً تحت عنوان”الهجرة وسياسة الدول والخبرة العلمية للإندماج الإجتماعي للمهاجرين”، في قاعة استراحة صور السياحية، بحضور الوزير السابق طلال الساحلي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وألقى رئيس مصلحة العلاقات العامة للشؤون الاغترابية في المديرية العامة للمغتربين أحمد عاصي كلمة في حفل الافتتاح، ممثلاً المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، جاء فيها:
“لم تعد الهجرة كما كانت في الماضي، إذ اصبحت في يومنا هذا أبعد من ظاهرة، وتقترب من أن تكون مسالة أساسية في الإقتصاد العالمي. إذ أن العالم بأسره أصبح مشرعاً على بعضه البعض، واصبحت الهجرة ميسّرة.
وقد أدرك العالم شماله وجنوبه ان الهجرة أصبحت حقيقة لا مفرّ منها. وقد بدأ البحث الجدي من خلال مؤتمرات عالمية وندوات وورش عمل. في معالجة قضية الهجرة والقضايا المتعلقة بها: من الإندماج، إلى الحماية، إلى المساواة، إلى تسهيل انتقال التحويلات المالية. وبدأت التوصيات بالظهور: إن لجهة تكثيف الجهود لإدراج الهجرة ضمن مخطط التنمية على جميع المستويات الحكومية، وتشجيع إبرام إتفاقيات ومذكرات تفاهم لتحسين إدارة الهجرة، واستمرار المنظمات الإقليمية والدولية في تعزيز آليات الحوار والتعاون، مع الحرص على إشراك بلدان المنشأ والمقصد فيها.
من هنا يكتسب هذا اللقاء أهمية اساسية، كون الباحثين والمشاركين هم من الإتحاد الروسي الذين نرحب بهم في لبنان، وروسيا دولة صديقة لهذا البلد ماضياً وحاضراً وبالطبع في المستقبل.
إن العلاقة بين لبنان وروسيا علاقة قديمة، إلا أن الإغتراب اللبناني في روسيا، لم يأخذ صيغة الإغتراب اللبناني كما هو في بقية البلدان. إذ ان غالبية الذين وفدوا إلى روسيا في الماضي أيام الإتحاد السوڤياتي، كانت إقامتهم على مدى سني دراستهم وكانوا يعودون إلى وطنهم لمتابعة حياتهم. ذلك أن الإغتراب اللبناني في الإتحاد الروسي تأسس بغالبيته مع توافد العديد من الشبّان اللبنانيين إلى الإتحاد السوڤياتي عبر “منح دراسية” بهدف تحصيل الشهادات العلمية والتخصص العالمي.
من هنا تميز هذا الإغتراب عن غيره في باقي دول العالم، ذلك أن منشأه كان بهدف تحصيل العلم والمعرفة.
الغالبية من اللبنانيين الحاصلين على منح لمتابعة التعليم العالي في الإتحاد السوڤياتي عادوا إلى لبنان وفي حوذتهم شهادات إختصاص، ساهموا في تنمية مناطقهم بكفاءتهم والخبرات العالية التي اكتسبوها من الجامعات والمعاهد الروسية. والباقون منهم تأقلموا وانخرطوا بالكامل في النسيج الإجتماعي الروسي، محترمين عاداته وتقاليده ومفاهيمه إلى درجة الإندماج الكامل، ونجحوا في بناء مؤسسات تجارية وصناعية وتبوّأوا مناصب رفيعةً في شركات روسية والبعض أسّس أيضاً شركات في مجال الإتصالات والإعلانات واكتسبت سمعة عالمية في مضمارها.
إننا في المديرية العامة للمغتربين، نعبّر عن تقديرنا للجهود التي بُذلت لعقد هذا المؤتمر المهم بكل فعالياته وموضوعاته والكفاءات العالية المشاركة فيه، وندعو إلى تعاون أكبر بين المنظمات المهتمة بالإتحاد الروسي والمؤسسات اللبنانية والعربية المعنية بموضوعات الهجرة توصلاً إلى صيغة تفاهمات وتعاون تلبي المفاهيم المتعلقة بقضايا الهجرة، ولا سيما منها ما يتعلق بالتنمية وحقوق الإنسان وتسهيل التحويلات المالية مع توحيد النظرة إلى هذا الهمّ العالمي المتمثل بالهجرة العالمية.
ويسعدني أخيراً أن أنقل إليكم تحيات سعادة مدير عام المغتربين الأستاذ هيثم جمعة الذي شرفني بتمثيله، متمنياً نجاح مؤتمركم لما فيه خير للعلاقات الروسية ــ اللبنانية، ونحن شركاء معكم.