كشفت الفحوصات التي أجرتها جمعية حماية المستهلك في لبنان واتحاد بلديات الضاحية عن وجود تلوّث كبير في المياه التي تضخ بواسطة الشبكات العامة إلى المنازل. وقالت صحيفة «الاخبار»اللبنانية ان التلوّث يسبب “التهاب الكبد الوبائي” ويترك آثاراً كبيرة في الجسم البشري بسبب وجود معادن من نوع الزئبق والزرنيخ والملوحة العالية موضحة ان التلوّث سببه التعديات على الشبكة واختلاطها بمياه المجارير.
واضافت الصحيفة ان هذه النتيجة تكررّت في أكثر من فحص أجرته جمعية حماية المستهلك وبلدية الغبيري في أحياء مختلفة من المنطقة، حيث اظهرت الفحوصات أن مصادر المياه أي الينابيع والآبار “نظيفة” لكن شبكات التوزيع فيها مستويات خطيرة من الملوحة والبكتيريا المسببة للتسمم الكبدي والأمراض الوبائية السريعة الانتشار. سبب التلوّث غير واضح المعالم، لكن ما ظهر منه هو أن الشبكات تختلط بمياه المجارير، سواء كان الأمر ناتجاً من تعديات على شبكة التوزيع أو عن إهمال في معالجة المياه وتكريرها من خزانات التجميع إلى المنازل.
وفي السياق قال رئيس جمعية حماية المستهلك زهير برّو إن الفحوصات أظهرت بوضوح “أن المشكلة الأساسية هي في الضاحية الجنوبية. إذ تبيّن وجود سلسلة مشكلات صحية يسببها هذا التلوّث، سواء التهاب الكبد الوبائي وغيره من الأمراض التي لا تنتج إلا من اختلاط المياه العامة التي تضخّها الدولة إلى المنازل بمياه المجارير”، موضحاً أن الجمعية طلبت “إبلاغ وزارة الصحة العامة بوجود هذه الأمراض نظراً إلى سهولة انتشارها”.
من جهتها اشارت مسؤولة قسم المراقبة وسلامة الغذاء في الجمعية ندى نعمة إلى ان العينات اخذت من مناطق: الغبيري، الشياح، الشويفات، التيرو، حي السلّم، عين الدلبة، برج البراجنة، صفير وبئر العبد، واظهرت النتائج وجود بكتيريا مسببة للأمراض المعوية مثل “الأحياء القولونية البرازية، الأحياء القولونية الإجمالية وأشريشيا إيكولاي”.
أما الفحوصات الكيميائية على العينات، فقد كشفت بحسب نعمة عن وجود “مواد خطيرة جداً على الاستهلاك البشري مثل الزئبق والزرنيخ، فضلاً عن مستويات مرتفعة من الملوحة في المياه بنسبة تزيد 30 ضعفاً و40 ضعفاً على المعدلات المقبولة، ومستويات مرتفعة من الصوديوم أيضاً تجعل مياه الدولة مماثلة لمياه البحر”.
يذكر ان اكثر من 700 ألف نسمة يقيمون في الضاحية، بالاضافة الى الاعداد الضخمة من النازحين السوريين الذين لجأوا الى المنطقة خلال السنوات الماضية.