أظهرت النتائج الأولية تحقيق المشير عبد الفتاح السيسي قائد الجيش المصري السابق فوزا ساحقا في انتخابات الرئاسة لكن انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات عن المتوقع أضعف التفويض القوي الذي يحتاجه لإصلاح الاقتصاد ومواجهة معارضيه من أنصار الإخوان المسلمين.
وقالت مصادر قضائية إن السيسي حصل على 93.3 في المئة من الاصوات مع اقتراب عمليات فرز الاصوات من نهايتها بعد تمديد التصويت ليوم ثالث. وحصل منافسه الوحيد السياسي اليساري حمدين صباحي على ثلاثة في المئة من الأصوات الصحيحة بينما بلغت نسبة الأصوات الباطلة 3.7 في المئة.
غير أن المشاركة في العملية الانتخابية والتي جاءت أدنى مما كان متوقعا أثارت تساؤلات حول مدى التأييد الشعبي الفعلي الذي يتمتع به السيسي الذي اعتبره أنصاره بطلا يمكن أن يحقق لمصر الاستقرار السياسي والاقتصادي في أعقاب عزله الرئيس الاخواني محمد مرسي إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.
ونقلت وكالة «رويترز» عن أنا بويد المحللة في مؤسسة آي.إتش.إس جينز قولها “ضعف الإقبال سيجعل من الأصعب على السيسي فرض الإصلاحات الاقتصادية المؤلمة التي تطالب بها المؤسسات الدولية والمستثمرون.”
ويريد المستثمرون من السيسي أن ينهي الدعم على الطاقة ويفرض نظاما ضريبيا واضحا ويعطي إرشادات فيما يتعلق باتجاه سعر الصرف.
وأعلنت الحكومة أن نسبة المشاركة في التصويت بلغت حوالي 46 في المئة من إجمالي عدد الناخبين البالغ 54 مليونا. وكان السيسي دعا الأسبوع الماضي إلى مشاركة 40 مليون ناخب أي 80 في المئة من جمهور الناخبين.
وكانت نسبة التصويت 52 في المئة في الانتخابات التي فاز فيها مرسي عام 2012.
لكن صباحي الذي أقر بخسارته في انتخابات الرئاسة قال اليوم الخميس إنه لا يعترف بنسبة المشاركة في الاقتراع الذي استمر ثلاثة أيام. وقال في مؤتمر صحفي “لا نستطيع أن نعطي أي مصداقية أو تصديق للأرقام المعلنة عن نسبة المشاركة.”
وربط البعض انخفاض نسبة الاقبال باللامبالاة السياسية من جانب البعض واعتراض آخرين على تولي شخص جديد من خلفية عسكرية رئاسة البلاد واستياء بين شباب ذوي ميول ليبرالية مما يرون أنه قمع للحريات إضافة إلى دعوة الإخوان المسلمين لمقاطعة الانتخابات.
وقال محمود ابراهيم (25 عاما) الذي يسكن في حي امبابة الشعبي “الانتخابات دي تمثيلية. مهزلة. التصويت ضعيف لكن الإعلام كذب على الناس. كل ده علشان رجل واحد.”
وانخفض المؤشر الرئيسي للبورصة 2.3 في المئة الاربعاء بعد أن رأي البعض أن نسبة التصويت مخيبة للامال كما أغلق اليوم الخميس منخفضا 3.45 في المئة بعد أن قال وزير المالية إن الحكومة وافقت على ضريبة نسبتها عشرة في المئة على الأرباح الرأسمالية لسوق الأسهم. وفي السوق السوداء شهد الجنيه المصري تراجعا بسيطا.
لكن محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات المصرية قال إن مجتمع الاعمال سعيد جدا بالنتائج وأضاف “نحتاج إصلاحا حقيقيا وفرصا… رجلا لديه الشجاعة لاتخاذ قرارات. أنا وأصدقائي عندنا أمل كبير.”
ويرى أنصار السيسي أنه الشخصية القوية التي يمكنها أن تضع نهاية للاضطرابات التي تجتاح مصر على مدى ثلاث سنوات منذ الانتفاضة التي أطاحت بحسني مبارك عقب 30 عاما قضاها في الحكم. لكن منتقديه يخشون أن يتحول السيسي إلى حاكم مستبد جديد يعمل على حماية مصالح المؤسسة العسكرية ويخمد الآمال في الديمقراطية ويسيء إدارة الاقتصاد. ويتمتع السيسي بتأييد القوات المسلحة ووزارة الداخلية وكثير من الساسة ورجال أعمال ازدهر نشاطهم في عهد مبارك ولايزالون يتمتعون بنفوذ قوي.
كما يحظى السيسي بتأييد السعودية والإمارات والكويت التي ترى في جماعة الإخوان المسلمين خطرا عليها. وضخت الدول الثلاث مليارات الدولارات لمساعدة مصر على اجتياز الفترة الانتقالية والصمود اقتصاديا.
وقال محمد زلفة عضو مجلس الشورى السعودي “يمكن لمصر والسعودية أن تعملا معا للتصدي للتهديدات سواء الداخلية مثل الاخوان المسلمين أو الخارجية مثل ايران وأنصارها في المنطقة.”
وأضاف “أعتقد أن السعوديين سيفعلون كا ما بوسعهم لدعم السيسي الآن بعد انتخابه لأن الشعب المصري يؤيده.”
وأحد الاختبارات الكبرى أمام السيسي مسألة دعم أسعار الطاقة التي تستنزف مليارات الدولارات من موازنة الدولة كل عام. وقد حث رجال أعمال السيسي على رفع أسعار الطاقة رغم أن ذلك قد يؤدي إلى احتجاجات وإلا فإنه سيجازف بمزيد من التدهور الاقتصادي. ومن المرجح أن يقوم السيسي بتأجيل القرارات الحاسمة وتوقع الخبراء ان الاشهر الاولى لن تشهد اي قرارت جريئة رغم انها حتمية، لكن حسمها سيؤجل.
رويترز
إقرأ أيضا: بالصور: أنصار السيسي يحتفلون بفوزه بالإنتخابات الرئاسية المصرية