منذ أشهر كان العلماء يصرون على جملة «ممكن لكن مستبعد لحد كبير» حين تطرح فكرة إمكانية إنتقال الايبولا من خلال الهواء، اما اليوم فان الجملة المتداولة حاليا هي «امر مرجح جدا». وأعاد مايكل اوسترهولم الخبير البارز في الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الجدل حول هذه النظرية التي طرحها قبل أشهر حين أصر على عدم إمكانية إستبعاد إنتقال الفيروس من خلال الهواء وان كان لا يمكن إثبات نظريته مئة في المئة لان الاشخاص الذين يخالطون المرضى يتعاملون معهم بشكل طبيعي ( ضمن العائلات وقبل معرفة إصابتهم بالمرض) ما يجعل اثبات كيفية إنتقالها بالتحديد شبه مستحيل. وكان اوسترهولم قد أثار الجدل قبل اشهر حين طرح هذه النطرية وعبر عن قلقه من تحور فيروس الإيبولا على نحو يمكنه من الانتقال عبر الهواء ما يجعله خطر حقيقي.
غير أن الكثير غيره من خبراء الفيروسات والأمراض المعدية يقولون إن احتمال تحول الايبولا إلى فيروس ينتقل عبر الهواء ليس مستحيلا لكنه مستبعد إلى حد كبير.وقال ايان جونز عالم الفيروسات في جامعة ريدينج في بريطانيا “هذا الاحتمال يأتي في قاع قائمة الاحتمالات بشأن شكل الإيبولا في المستقبل.. وهو احتمال لن يحدث أبدا.”
ومن جديد اعاد اوسترهولم طرح النظرية وقال في مقابلة تلفزيونية «حين توفي مريض الايبولا في دالاس واصيبت ممرضتين كان الشغل الشاغل للجهات الاميركية المعنية ان تطمئن الجماهير بانها تعرف الكثير عن الفيروس. وهذا امر غير صحيح». وكان مريض الايبولا الذي توفي في دالاس قد تسبب بانتقال العدوى لممرضتين. وينتقل الايبولا من خلال السوائل الجسدية، لكن النظرية الجديدة تصر على اهمية عدم استبعاد انتقاله من خلال الجهاز التنفسي. وتضمنت الدراسة الجديدة التي نشرها اوسترهولم «مسار» قطرة صغيرة من سائل من سوائل الجهاز التنفسي وانتقالها عبر الهواء وتسببها بانتقال الفيروس من شخص الى اخر. ورغم انها تؤكد انها نظرية غير محسومة تماما لكنها تصر على عدم إستبعادها.
من جهتها قالت منظمة الصحة العالمية إن منطقة غرب أفريقيا سجلت 128 حالة إصابة جديدة مؤكدة للايبولا في الاسبوع الذي انتهي في 15 فبراير شباط وهو ما يمثل أول انخفاض للحالات خلال ثلاثة اسابيع لكن مقاومة ورفض السكان في بعض المجتمعات تعرض الجهود المبذولة للقضاء على المرض للخطر.
وأعلنت غينيا عن 52 حالة جديدة مؤكدة وهو ما يمثل أول انخفاض في اسبوع منذ يوم 25 يناير كانون الثاني. بينما شهدت سيراليون 74 حالة جديدة من بينها 45 حالة في العاصمة فريتاون. ولم تظهر في ليبيريا سوى حالتان جديدتان خلال أربعة أيام حتى 12 فبراير شباط.
وقالت منظمة الصحة في تقريرها الاسبوعي انه على الرغم من البيانات المشجعة بشأن حالات العدوى الجديدة الا ان العاملين في مجال الصحة مازالوا يواجهون تحديات.وقال التقرير “كل الدول الثلاث تحدثت عن زيادة في الحوادث الأمنية المتعلقة بحملة الايبولا مقارنة بالاسبوع السابق” مشيرا الى تزايد عدد التهديدات وأعمال العنف ضد العاملين في الصحة.
ويلقي الخبراء اللوم على الخوف والجهل في الانتشار السريع الذي حدث مع بداية انتشار المرض في غرب أفريقيا في أسوأ تفش مسجل في التاريخ. واستمرت الهجمات العنيفة على المنشآت الصحية والعاملين في هذا المجال كما استمرت حوادث أخرى رغم حملات التوعية الواسعة النطاق.
وأبلغ مصدر في وزارة العدل في غينيا رويترز انه تم ادانة 23 شخصا بارتكاب اعمال عنف ضد العاملين في الصحة أو مراكز علاج الايبولا وصدرت عليهم أحكام تفاوتت ما بين ستة أشهر وعام. كما صدرت أحكام على 13 آخرين مع وقف التنفيذ.
وقالت منظمة الصحة ان غينيا وسيراليون معا أبلغتا عن 84 حالة دفن غير آمن. وتسبب تفشي الايبولا في غرب أفريقيا الذي بدأ قبل عام في وفاة 9365 شخصا من بين 23218 حالة اصابة معظمها في ليبيريا وغينيا وسيراليون.
إقرأ أيضا: جهاز ألماني يشخص الإيبولا خلال دقائق