اعلن مصدر مقرب من التحقيق حول سقوط طائرة الارباص الالمانية في جبال الالب الفرنسية ان احد الطيارين غادر غرفة القيادة ولم يتمكن من العودة اليها، حسب التسجيلات الصوتية التي حصل عليها المحققون.
وقال المصدر الذي حصل على التسجيل “في بداية الرحلة كنا نسمع الطاقم يتكلم بشكل طبيعي ثم سمعنا ضجة احد المقاعد يتراجع وباب فتح ثم اقفل، وبعد ذلك صوت طرق على الباب ولم يعد يسمع اي حديث حتى تحطم الطائرة، مؤكدا بذلك معلومات نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركية.
واوضح المصدر ان الطيارين كانا يتحدثان باللغة الالمانية. وفي نهاية الرحلة دوت صفارات الانذار التي تنذر باقتراب الطائرة من الارض، ولكنه لم يستطع ان يقول من الذي غادر غرفة القيادة الطيار الرئيس او مساعده. في المقابل اشار مختص في المجال الا انه احيانا من الطبيعي ان يتم اقفال الباب المؤدي الى قمرة القيادة لانها مزودة بأقفال أتوماتيكية وذلك لمنع اي شخص غير مرغوب فيه من الدخول مؤكدا ان لا يوجد لدى المحققين حتى الان اي إستنتاج حاسم حول سبب تحطم الطائرة.
لكن التصرف غير مفهوم لطاقم الطائرة دفع البعض الى طرح فرضية إمكانية «إنتحار» الطيار او إجباره على ذلك خصوصا وانها سقطت بسرعة معتدلة واتباعها خط سير افقي، قادها مباشرة نحو جبال الألب حيث تحطمت .اوضح طيارون سابقون ومحققون سابقون في مكتب التحقيق والتحليل الفرنسي أن الطائرة هبطت بسرعة معتدلة، وهو ما ينفي حصول عملية انفصال عن جهاز التحكم او سقوط طارئ، وظلت مسيرة بقوة الرفع التي تتيح لها البقاء محلقة.
ووفق نظام تتبع الطائرات «فلايت رادار24» فان الطائرة ظلت على مسارها الأفقي، وواصلت خط سيرها ما عدا انها فقدت الارتفاع. كان توجه الطائرة مباشرة نحو الجبال أمر غير مفهوم، ويقول طيار في شركة أوروبية كبيرة: «يبدو لي هذا الفعل عادياً قام به إما طيارون محترفون مسيطرون تماماً على أدواتهم أو أنه حدث في حال انعدمت فيها ردة الفعل من قبل الطيارين».
ويقول أحد الخبراء إنه «إذا كان الطياران لم يتدخلا لمنع تحطم الطائرة على الجبل، فتفسير هذا أنهما إما كانا غائبين عن الوعي، أو متوفين، أو قررا الموت، أو أُرغما على الموت».وكان من الفرضيات المطروحة حصول انخفاض بطيء للضغط أو أن قناع الأكسجين لم يعمل. ويقول طيارون ومحققون سابقون انه في مثل هذه الحالة «لا بد أن الطيارين أصيبا بسرعة بنقص في الأكسجين».
ويتم هنا استذكار حادث تحطم «البوينغ 737» التابعة إلى شركة «ايليوس» القبرصية في 14 آب (اغسطس) العام 2005 والذي أودى بحياة 121 شخصاً. في يوم الحادث، قام مهندسو الصيانة باختبار انخفاض الضغط ونسوا إعادة النظام إلى وضعية التشغيل الآلي، وخلال ارتفاعها، لم يكن الضغط كافياً في الطائرة وحصل نقص في الأكسجين ففقد الطياران الوعي. تحطمت الطائرة التي كان يسيرها الطيار الآلي بعد نفاد الوقود. وواكبتها طائرات مقاتلة شهدت تحطمها من دون ان تتمكن من التدخل.
ولم يتم استبعاد فرضيات انتحار أحد الطيارين وقيامه بشل قدرة زميله أو تدخل شخص ثالث في قمرة القيادة. لكن نظرية الانتحار هذه غالبا ما تجد طريقها عند تحطم اي طائرة ركاب في اي بلد كان، وفي ظل تأكيد فريق المحققين انهم لم يتوصلوا الى إستنتاج حاسم، تبقى الاحتمالات المطروحة مجرد نظريات غير مثبتة.
إقرأ أيضا: بالفيديو والصور: الطائرة الألمانية هوت لأكثر من ثماني دقائق قبل تحطمها