تستعد جنوب إفريقيا لوفاة رئيسها السابق نيلسون مانديلا “95 سنة”الموجود في المستشفى في حالة حرجة، وتصلّي من أجل أن تكون “نهايته هادئة”، وفيما توافد الآلاف من سكان البلاد إلى المستشفى الذي يرقد فيه بطل مناهضة الفصل العنصري التاريخي، وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السنغال أمس في بداية جولة إفريقية ستقوده إلى جنوب إفريقيا.
وأمام حشد صحافيين جاؤوا من أنحاء العالم تجمع آلاف المواطنين أمام النصب التذكاري المرتجل الذي أقيم على جدار مستشفى “مديكلينيك هارت” في بريتوريا حيث يوجد مانديلا الذي يدعوه معظم الجنوب إفريقيين باسم “ماديبا”-اسمه القبلي- يلتقطون صوراً بالمناسبة أمام صور كثيرة ورسائل صغيرة وزهور وأعلام وبالونات.
وقال رئيس أساقفة “الكاب ثابو مكغوبا” الذي وصل أول من أمس يعبر عن تضامنه مع الأسرة في الشدة، مصلّياً: “يا رب بارك ماديبيا الآن وإلى الأبد، نصلي إليك كي تجعل ليلته هانئة وطيبة ونهاية هادئة ومثالية”. وفي حين باتت جنوب إفريقيا تتوقع النهاية كثرت الزيارات إلى المستشفى خلال اليومين الأخيرين، وبعد أن كانت مخصصة إلى أفراد عائلته توسعت إلى الأقارب والوزراء وخصوصاً وزيرة الدفاع المكلفة صحة رؤساء الدولة السابقين.
ويريد قسم كبير من عائلته، على ما أفادت الصحافة، إعادة دفن رفاة ابناء نيلسون مانديلا الثلاثة في اونو حيث نقلها “ماندلا” حفيد بطل مكافحة التمييز العنصري والذي اصبح زعيم القبيلة، دون استشارتهم في 2011 الى مفيزو مسقط رأس مانديلا على مسافة 30 كيلومتراً من هناك. وأفادت صحيفة ذي سويتان ان “ماندلا” غضب وخرج من الاجتماع. لكن لم يشأ أي فرد من العائلة التعليق على ذلك.
وأرسلت آلة حفر أول من أمس إلى قرية كونو حيث كان يعمل بستانيون على تلة قريبة من منزل نيلسون مانديلا في موقع قد يصبح قبره، حسب الصحافة الجنوب إفريقية. ويرجح ان يكون الالتهاب الرئوي المتكرر الذي يعاني منه أب الأمة الجنوب إفريقية وأدخله المستشفى للمرة الرابعة منذ ديسمبر الماضي، نتيجة مرض السل الذي أصيب به في سجنه على جزيرة “روبن آيلند” قبالة مدينة الكاب التي قضى فيها 17 سنة من السبع والعشرين التي قضاها قيد الاعتقال في سجون نظام الفصل العنصري.