زار وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، الجزائر الاثنين، لإجراء محادثات حول زيادة إمدادات الغاز من الدولة الواقعة شمال أفريقيا، للتعويض عن النقص المحتمل في الإمدادات الروسية بسبب غزو أوكرانيا.
يأتي ذلك بعد تأكيد رئيس سوناطراك التنفيذي توفيق هكار، أمس، أن شركة الطاقة الجزائرية مستعدة لتزويد أوروبا بكميات إضافية من الغاز، من الفائض المتوفر لديها عبر خط أنابيب “ترانزميد” الذي يربط الجزائر بإيطاليا.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي قد دعا إلى أن تتحرك بلاده بسرعة من أجل تنويع مصادرها من الطاقة لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي.
وقال دراغي إن إيطاليا تستورد 95 بالمئة من الغاز الذي تستهلكه، وبنسبة 45 بالمئة من روسيا، مضيفاً بأنه يمكن زيادة الإمدادات من الجزائر ومن أذربيجان وتونس وليبيا أيضاً.
ونقل عن هكار قوله الأحد لصحيفة “ليبرتي” اليومية الجزائرية الناطقة بالفرنسية إن سوناطراك “مزود يعتمد عليه للغاز إلى السوق الأوروبية وهي مستعدة لدعم شركائها على المدى الطويل في حالة الأوضاع الصعبة”.
ولكنه أضاف أن ذلك سيتوقف على توفر فائض من الغاز أو الغاز الطبيعي المسال بعد تلبية الطلب المحلي و”الالتزامات التعاقدية”، مشيراً إلى “قدرة غير مستغلة” في خط أنابيب “ترانزميد” يمكن استخدامها “لزيادة الإمدادات إلى السوق الأوروبية”.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية لخط أنابيب “ترانزميد”، الذي تديره الشركة بشكل مشترك مع شركة “إي أن آي” الإيطالية، حوالي 32 مليار متراً مكعباً في السنة، أي أربعة أضعاف الطاقة الاستيعابية لخط أنابيب “ميدغاز” الذي يصل إلى إسبانيا.
وقال هكار إن أوروبا هي “السوق الطبيعي المفضل” للغاز الجزائري، الذي يستحوذ على حوالي 11 بالمئة من واردات الغاز الأوروبية.
وقد أثار الغزو الروسي لأوكرانيا، ووقف ألمانيا بوقف العمل في خط أنابيب “نورد ستريم 2” الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا ومنها إلى أوروبا، قلقاً كبيراً في أوروبا من مواجهة نقص في إمدادات الغاز.
فقد ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بشكل كبير الأمر خلال الأيام القليلة الماضية، ما دفع الدول الأوروبية إلى طمأنه مواطنيها بأنها ستقدم دعماً لهم في محاولة لتخفيف الضغط عن كاهل الأسر منخفضة الدخل.
وسط هذه الأزمة، هناك من يشكك بقدرة الجزائر على تعويض إمدادات الغاز الروسي لأوروبا، نظراً إلى الفرق الهائل في انتاج الدولتين.
وقال وزير الطاقة الجزائري السابق عبد المجيد عطار لوكالة الصحافة الفرنسية إن “الجزائر تصدر 22 مليار متر مكعب من الغاز كحد أقصى عبر خط أنابيب “ترانزميد”، وهو ما يترك قدرة استيعاب لعشرة مليارات متر مكعب أخرى”.
وقال العطار، الذي عمل في السابق أيضاً رئيساً تنفيذياً لسوناطراك، إن الجزائر لا يمكنها “تعويض التراجع في واردات الغاز الروسية” منفردةً، قائلاً إنه يمكنها أن تقدم مليارين أو ثلاث مليارات متر مكعب إضافية كحد أقصى.
وأشار إلى أن الجزائر يمكنها أن ترسل كميات أكبر من الغاز على المدى المتوسط، أي “في غضون أربعة أو خمسة أشهر”، لكن أشار سيتعين على البلاد أولاً أن “تطور احتياطيات جديدة” من الغاز الصخري.
وكانت سوناطراك قد أعلنت في يناير/ كانون الثاني الماضي أنها ستستثمر 40 مليار دولار في مشاريع التنقيب عن النفط وانتاجه وتكريره، وكذلك في التنقيب عن الغاز واستخراجه، بين عامي 2022 و2026.
المصدر:١