قيل أن باتريك مبارك مريض، وربما هو كذلك ولكن الحقد والكره تجاه الآخر لا يأتي من المرض، فهو نابع من مكان ما لا علاقة للمرض فيه. وبالتالي باتريك مبارك هو شخص طائفي متعصب وربما المرض جعله «عدائياً» أكثر من السابق ولكن ما هو محسوم هو أن المرض لم يجعله متعصباً يكره الاخر في وطنه لأنه يختلف عنه في الرأي السياسي أو لانه ينتمي الى دين مختلف.
في المقابل، كثرت في الآونة الأخيرة التسريبات الصوتية والفيديوهات المسجلة وذلك لتصفية حسابات سياسية بين هذا الزعيم أو ذاك وطبعاً هناك الفيديوهات ، الاكثر شهرة، والتي هي الجنسية والتي ينشغل بها لبنان بين حين وآخر.
إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو حول قانونية إقدام الصحافية على تسريب التسجيل الصوتي الذي وصلها من مبارك، فهو لم تقم بنشره شخصياً بل قامت بإرساله لشخص اخر قام بنشره على حساباته على مواقع التواصل.. وعليه هناك أكثر من طرف متورط في التسريب.
تسريب المحادثات الخاصة والقانون
المحادثات الخاصة ليست مادة عامة والقانون اللبناني لا يتضمن نصوص تتعلق بالخصوصية في زمن وسائل التواصل الإجتماعي فالدستور لا يوفر بصورة واضحة الحماية للحق في الخصوصية فهناك مواد حول حرمة المنازل ولكنه يقصر في حماية سرية الإتصالات ولكن هناك بعض المواد التي يتم اللجوء اليها في حال تم خرق خصوصية شخص ما. فالقانون رقم ١٤٠ يتحدث عن سرية الإتصالات فيؤكد على الحق في سرية الإتصالات وبكل الوسائل ولا يمكن أن تخضع هذه الإتصالات الى أي شكل من أشكال التنصت والمراقبة والإعتراض والإنتهاك، إلا في الحالات وبالوسائل التي ينص عليها القانون. كما أن لبنان من الدول الموقعة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكان عضواً في لجنة صياغة هذا الإعلان كما انه صادق على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. المادة ١٧ من العهد والتي تعزز المادة ١٢ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على انه « لا يجوز تعريض أي شخص، على نحو تعسفي أو غير قانوني، لتدخل في خصوصياته أو شؤون أسرته أو بيته أو مراسلانه، ولا لاي حملات غير قانونية تمس شرفه أو سمعته».
ماذا عن فضائح نجوم ونجمات الصف الأول؟
لا يخفى على أحد بأن كل نجم أو نجمة من الصف الاول يملك مجموعة من الصحافيين الذي يطبلون ويزمرون له.. فالأمر واقع لا يمكن إنكاره. والسؤال الاخر الذي يطرح نفسه هنا، هو ما إن كانت الصحافية نفسها كانت ستجرؤ على تسريب التسجيل لو كان يعود الى نجم من الصف الأول أو نجمة من الصف الأول أو حتى نجماً أو نجمة ليسوا من الصف الأول وإنما من الذين يملكون النفوذ والمعارف.. والإجابة هي .. بالتأكيد لا.
في زمن التسريبات لم نشهد على تسريب واحد يطال النجوم والنجمات الذين يملكون النفوذ، وذلك لان من يملكها يخاف فهذه الفئة من أهل الفن يمكنها أن «تخرب» بيته بإشارة واحدة من إصبعها .
الفضائح عديدة والتسجيلات لا تعد ولا تحصى ومع ذلك لا يقوم احد بتسريبها.. وحتى أنه لا نجد صحافياً فنياً واحداً ينتقد عملاً فنياً سيئاً لهذا الفنان الذي لا يمكنه الغناء أو لتلك الفنانة التي لا تملك صوتاً يخولها الغناء.. بل على العكس نجد مقالات الإطراء والإعجاب. وعليه نحن في زمن النفاق بأبهى صوره، والفنان وتحديداً الفنانات أقوى من بعض السياسيين.
باتريك مبارك ليس بريئاً بحجة أنه مريض، فهو حاله حال أعداد هائلة من أبناء هذا الوطن، طائفي ويكره الاخر، ولكن الذي يجلدونه ليس بأبرياء أيضاً. أما الصحافية التي سربت التسجيل من خلال شخص اخر، فهي بالتأكيد كانت لتفكر مليون مرة لو كان يعود لفنان أو فنانة من أصحاب النفوذ.