البحار نت ـ غانا
الشقيقان علي وخليل الجشي يمثلان حكاية نزيف الوطن لشبابه نحو بلاد قد لا تمنحهم طمأنينة الوطن لكنها في الحد الأدنى تمنحهم بقدر ما يقدمون لها. رحلة الإغتراب الى غانا بدأت حين أنهى الشقيقان دراستهما الجامعية وكما هي حال الغالبية الساحقة من الشباب اللبناني عانوا في إيجاد وظيفة ضمن مجال تخصصهم.
وحين حط بهم الرحال في غانا لم يكن أمامهم من خيار سوى النجاح في عملهم، وهكذا كان الأمر. خلال سنوات قصيرة تمكن علي وخليل الجشي من إنشاء شبكة علاقات واسعة وترسيخ إسمهم والنجاح في عملهم. أما حكاية العودة الى لبنان فتبدو نهاية مؤجلة لحكايات شباب يهاجر ولا يجد أي مبرر للعودة الى وطن إشتاقوا اليه لكنهم لا يجدون فيه ما يشجعهم على العودة الى ربوعه. فلا أمن ولا آمن ولا وضع سياسي أو إقتصادي يدفعهم الى توضيب حقائبهم للمرة الاخيرة والعودة.
خلال السنوات التي أمضاها الشقيقان باتت الجالية في غانا هي مجتمعهم وحياتهم، وعليه فهما يؤكدان على دعمهم لكن شخص يعمل على توحيد الجالية وإبعادها عن التجاذبات السياسية التي أرخت بظلالها على اللبنانيين المغتربين.
ولا يخفي الشقيقان علي وخليل سعادتهما للقاء رئيس الجمهورية خلال زيارته التاريخية لأفريقيا والتي كانت ضرورة ملحة بحكم حجم الجاليات اللبنانية المنتشرة في القارة السمراء. وتمنى كل منهما على الحكومة اللبنانية تكرار الزيارات الرسمية لأفريقيا ووضع أحوال المغتربين ضمن أولوياتهم لأن الرعاية الرسمية تحسن أوضاع المغتربين وأعمالهم وتنعكس إيجابا على الجاليات وعلى لبنان.