البحار نت
ترتبط مهنة «الطيار» بصورة رومانسية عن ذلك المحلق بين الأرض والسماء الذي لا يخاف شيئا، ذلك المغامر الذي جاب بقاع الأرض حاملا من كل بقعة حكايات وتجارب. وبالإضافة الى هذه الصورة هناك الاف الصور التي ترتسم في أذهان الركاب، هل هو شاب ام عجوز، طويل ام قصير وعشرات التكهنات التي ترسم الف صورة وصورة مختلفة لكل طيار. لكن سؤال واحد يدور في أذهان الجميع.. هل يملك الكفاءة اللازمة لإيصالنا الى وجهتنا بسلامة؟ هذا السؤال أصبح أكثر إلحاحا مع تزايد حوادث النقل الجوي خلال السنوات الأخيرة.
«البحار نت» التقت الكابتن مجيد الخوري والكابتن جوزف الخويري قبيل إقلاعهم في رحلة العودة من أبيدجان الى لبنان.
“مهنة لا تحتمل الخطأ، لا يمكننا أن نخطأ إطلاقا. حياة الناس أمانة في أعناقنا ونتحمل مسؤولية إيصالهم بسلامة الى وجهتهم” يقول الكابتن مجيد الخوري. ويتحدث مطولا عن حجم هذه المسؤولية التي تتطلب تركيزا كاملا فلا يمكن إغفال أي تفصيل، وعليه فإن الطيار لا يتعاطى مع مهنته وكأنها إجراءات روتينية يجب إتباعها. الخبرة مهمة طبعا لكن الطيار يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ولذلك فهو يتعاطى مع كل رحلة بجدية تامة .
“من هنا يجب تقدير هذه المهنة” يقول الكابتن خوري «للبحار نت » ويضيف” يجب تأمين الراحة النفسية والمادية للطيار كي يشعر بالإستقرار بحيث لا تشغل باله الهموم والمشاكل المادية التي هي السبب الاول في تشتت التركيز.”

وعن شركة طيران الشرق الأوسط MEA يؤكد الخويري والخوري أنها من أفضل شركات الطيران وأنها ستبقى عند حسن ظن الجميع كسفيرة للبنان في كل بقاع الأرض. وتمنوا إبعاد الشركة عن التجاذبات السياسية وعوض إثارة المشاكل على الجميع دعمها والعمل على تحسين ظروف جميع العاملين فيها.
ويضيف الكابتن الخوري” أتمنى أن لا ينظر الى الشركة من الناحية التجارية فقط، بل يجب النظر اليها كمؤسسة وطنية على كل المعنيين العمل للمحافظة عليها”.
وفيما يتعلق بثورة الإتصالات يقول الكابتن الخوري أنها ساهمت بشكل كبير في تطوير عمل الطيران وتعزيز سلامة النقل الجوي. ويختم بحديثه بالتطرق الى الإجراءات الأمنية المشددة التي إعتمدتها المطارات بعد أحداث 11 أيلول مبديا أسفه لكونه، وبعد 34 عاما أمضاها كطيار، ما زال يخضع للتفتيش.
