ليست مواقع «التبضع» بالشيء الجديد، فالفضاء الالكتروني يعج بهذه المواقع التي من شأنها ان تسهل حياة الزبون الذي تقتصر مهمته على الاختيار ودفع المبلغ المطلوب القاء مهمة إيصال مشترياته الى منزل على الشركة المعنية. لكن ان يكون الموقع معنيا بالمخدرات والاسلحة و الحبوب المخدرة اضافة خدمة تأمين وظائف للقراصنة وحتى تأمين قاتل مأجور للزبون فهذا امر غير إعتيادي.
الموقع تم إغلاقه من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي الذي اعلن القاء القبض على مؤسسه في الوقت الذي يبقى مصير الـ 900 الاف مستخدم المسجلين في الموقع مجهولا. فلم تصدر السلطات بيانا او معلومات حول نيتها ملاحقة او عدم ملاحقة المستخدمين.
وذكرت متحدثة بأنه تم اعتقال ويليام اولبريشت مؤسس موقع Silk Road “دون وقوع أي أحداث” من جانب عملاء أف بي آي داخل مكتبة عامة في سان فرانسيسكو.
وأضافت بأن أولبريشت اتهم بالتآمر في تهريب مخدرات. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه صادر أيضا عملات “بيتكوين” افتراضية تصل قيمتها تقريبا إلى 3.6 مليون دولار. ووصف المكتب هذه العملية بأنها أكبر عملية لمصادرة عملات “بيتكوين” على الإطلاق.
وأشارت السلطات إلى أن أكثر من 900 ألف مستخدم كانوا مسجلين للتعامل مع هذه البضائع. وتتبعت السلطات الفدرالية مؤسس الموقع عام 2011، وأضافت بأن الموقع تمكن خلال عامين ونصف من جمع أكثر من 9.5 مليون قطعة نقدية إلكترونية، وهذا يعادل 1.3 مليار دولار.
وبالإضافة إلى الاتهام بتهريب المخدرات، يواجه أولبريشت أيضا تهم التآمر لارتكاب قرصنة حاسوبية وغسيل أموال.
وبحسب أوراق المحكمة التي قدمت في دائرة جنوب نيويورك فإنه “اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2011 أو فترة قريبة من ذلك وحتى سبتمبر/أيلول 2013، فإن الموقع الخفي Silk Road….عمل كسوق إلكتروني عرضت فيه مخدرات وغيرها من المواد والخدمات المحظورة باستمرار وبيعت من قبل مستخدمي الموقع”.
وتقول الدعوى أيضا بأن “موقع Silk Road الخفي يهدف بشكل جزئي إلى تسهيل التجارة غير المشروعة على الموقع من خلال منح أسماء مستعارة لمستخدميه من خلال العمل عبر ما يطلق عليه “اونيون راوتر” أو شبكة تي أو أر….أو من خلال طلب دفع جميع المعاملات بعملة بيتكوين، وهي نسخة إلكترونية تستخدم كأموال مجهولة”.
وأضافت بأن اولبريشت الذي زعم بأن اسمه المستعار هو “دريد بايرت روبرتس” حقق مبيعات تجاوزت قيمتها 1.2 مليار دولار عبر موقعه . وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن اولبريشت يعتقد بأنه حصل على تخفيضات تتراوح نسبتها بين 8 في المئة و15 في المئة، وكان بالتالي ضالعا في عملية لغسيل الأموال لإخفاء هذا النشاط.
وتشير وثيقة ثانية إلى أن الاتصالات الخاصة التي جرى الحصول عليها من الخادم الحاسوبي لموقع طريق الحرير تشير إلى أن المشتبه به كان على استعداد لتبني وسائل عنيفة للدفاع عن مصالحه.
وذكرت الوثيقة أنه وفقا لرسائل يعود تاريخها إلى مارس وأبريل فإن اولبريشت “سعى إلى استئجار شخص للقتل” من أجل التخلص من مستخدم كندي لموقع طريق الحرير يحمل الاسم المستعار “فريندلي كيمست” والذي حاول ابتزاز أموال من خلال التهديد بالكشف عن هويات الآلاف من مستخدمي الموقع.
ووفقا لرسائل لاحقة، فإن اولبريشت حصل على صورة للضحية بعد أن دفع 150 ألف دولار من أجل قتل هذا المبتز.
وزعم أن اولبريشت كتب للشخص الذي حاول الاستعانة به لارتكاب جريمة القتل “لقد تسلمت الصورة وحذفتها، شكرا لك مرة أخرى على تحركك السريع”.
لكن أوراق المحكمة تشير إلى أن جهات إنفاذ القانون في كندا قالت إنه لم يسجل وقوع جريمة قتل في وايت روك في مقاطعة بريتيش كولومبيا في هذا الوقت.
وصفت أوراق المحكمة اولبريشت البالغ من العمر 29 عاما بأنه طالب سابق في الفيزياء في جامعة تكساس انتقل للدراسة في جامعة بنسلفانيا بين عامي 2006 و2010. وتشير الوثائق نقلا عن الملف الشخصي لاولبريشت على موقع “لنكد ان” إلى أنه خلال هذه الفترة بدأت “أهدافه تتغير بعد ذلك”.
وكتب على شبكة التواصل الاجتماعي بأنه يريد أن “يمنح الناس خبرة أولية لما سيشبه العيش في عالم بدون الاستخدام المنهجي للقوة” من جانب “المؤسسات والحكومات”. وذكرت السلطات بأنه استعان بالمنتديات الإلكترونية للترويج لموقع طريق الحرير لسوق محتمل للمخدرات وذلك في يناير/كانون الثاني عام 2011.
وكالات