Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

بالصور: مئات السوريين والفلسطينيين كانوا على متن زوارق كارثة لامبيدوزا

 

لم تمنع كارثتان أودتا بحياة نحو 400 مهاجر في غضون أيام قليلة، أناسا آخرين من ركوب البحر الأبيض المتوسط قادمين من سواحل أفريقيا الشمالية باتجاه السواحل الجنوبية للقارة الأوروبية.

ومازالت البحرية الإيطالية تعثر بين الحين والآخر على جثث طافية على سطح البحر في أعقاب كارثة أولى قضى فيها 358 شخصا وثانية أودت بحياة 34 مهاجرا آخر الجمعة. وبعد الكارثتين، نفذت البحرية الإيطالية ما لا يقل عن ثلاث مهمات إنقاذ وبحث على بعد 90 ميلا جنوب شرق جزيرة لامبيدوزا، وفق للمتحدث فيليبو ماريني. ومن ضمن من جرى إنقاذهم 200 مهاجر كانوا يستخدمون زورقين مطاطيين و72 آخرون كانوا على متن زورق آخر. كما رصدت السلطات زورق صيد ثالثا وعلى متنه 180 مهاجرا جرى إنقاذهم صباح السبت.

ووفقا للأمم المتحدة فإنّ ناجين أكدوا أنّ من ما لا يقل عن 400 بين فلسطيني وسوري كانوا على متن الزورق الذي غرق الجمعة. وقال المفاوض السامي لشؤون اللاجئين أنكونيو غوتيريس “هناك أمر غير إنساني أساسا في عالم يضطر فيه السوريون إلى المقامرة بحياتهم بوضعها بأيدي مهربين قساة من أجل محاولة بلوغ الأمان في أوروبا. لقد فروا من الرصاص والقنابل فقط ليغرقوا حتى قبل أن يصبحوا قادرين على طلب اللجوء.” ووجه مسؤولون أوروبيون الدعوة لتنسيق الجهود، معتبرين أنّ على دول شمال أفريقيا وخاصة ليبيا أن تلعب دورها في هذا المجال وذلك بتعقب المجرمين الذين ينظمون مثل هذه العمليات.

هذا وبثت البحرية الإيطالية فيديو لغرق المهاجرين قبالة لامبيدوزا، ظهر فيه رضيع صغير بين الناجين، يفترض أنه كان مع أحد والديه المهاجرين غير الشرعيين. ويظهر الرضيع في آخر لقطة من الفيديو. وأظهر الفيديو أيضا عشرات الأشخاص وهم يقاومون الغرق ويطلبون النجدة من قوات البحرية الإيطالية التي سارعت لنجدتهم واحدا واحدا. وسمعت أصوات استغاثة متواصلة بين المهاجرين الذين كانوا يظهرون كبقع برتقالية صغيرة في وسط مياه هائلة.

وحذرت إيطاليا ومالطا من تحول البحر المتوسط إلى “مقبرة” للمهاجرين. وتزايدت الدعوات للتحرك من جانب الاتحاد الأوروبي بعد غرق مئات المهاجرين. ضغطت مالطا وإيطاليا على شركائهما في الاتحاد الأوروبي، السبت، من أجل بذل مزيد من الجهد لوضع حد لأزمة المهاجرين التي قال رئيس وزراء مالطا إنها حولت البحر المتوسط إلى “مقبرة” بعد غرق زورق آخر قبالة سواحل صقلية مما أودى بحياة العشرات.
وتزايدت أعداد المهاجرين القادمين من شمال إفريقيا باضطراد خلال العقدين الماضيين، حيث يقوم الكثيرون منهم بهذه الرحلة صيفا عندما تكون مياه البحر المتوسط أكثر هدوءاً. وتفاقمت أزمة اللاجئين هذا العام بفعل الاضطرابات في مصر، والحرب الأهلية في سوريا، والفوضى في ليبيا التي تمثل نقطة الانطلاق للكثير من زوارق المهاجرين. وتساءل رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) قائلا: “كم من الأشخاص عليهم أن يموتوا في البحر قبل إيجاد حل”. وأضاف أنه سينضم إلى إيطاليا في الضغط من أجل تحرك في الاجتماع القادم للمجلس الأوروبي.

كما ضغط رئيس الوزراء الإيطالي، إنريكو ليتا، بالفعل لإدراج الأزمة على جدول أعمال اجتماع المجلس الأوروبي يومي 24 و25 أكتوبر، رغم أن أوروبا قاومت طويلا التقدم باستجابة شاملة للأزمة. وقال ليتا لإذاعة أوروبا-1 الفرنسية “لا يمكن أن نستمر على هذا النحو. أصبحنا في وضع يفرض علينا حالة طوارئ حقيقية في ظل ما يحدث في شمال إفريقيا واريتريا والصومال وسوريا”.

ووفقا لتقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن 32 ألف مهاجر وصلوا إلى جنوب إيطاليا ومالطا هذا العام وحده، وقدم ما يقرب من ثلثيهم طلبات للحصول على حق اللجوء. وتؤكد إيطاليا- التي تعاني من ركود حاد وتتعرض لضغوط من الاتحاد الأوروبي لكبح إنفاقها العام- إن منشآت استقبال المهاجرين التي أقامتها في لامبيدوزا وأنحاء أخرى من جزيرة صقلية وصلت إلى أقصى درجات الاستيعاب، وطلبت مرارا المزيد من المساعدات في مواجهة أزمة تقول إنها تشكل حالة طوارئ أوروبية.
وأدى سقوط مئات القتلى أيضا إلى تصاعد حدة الجدل في إيطاليا حول القواعد الصارمة التي تستهدف التصدي للهجرة السرية التي تجرم تقديم المساعدات لزوارق المهاجرين بصورة غير مشروعة. وكانت مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالستروم طالبت في الأسبوع الماضي بتعزيز وكالة الحدود الأوروبية من أجل نشر وحدات لعمليات البحث والإنقاذ في منطقة تمتد بين قبرص وإسبانيا. وكررت الدعوة بعد كارثة الجمعة، وقالت “سمعنا في أعقاب كارثة لامبيدوزا عبارات التضامن من البلدان الأوروبية، لكن هذه تظل مجرد كلمات جوفاء إذا لم تتبعها تحركات ملموسة”.

وكالات

Leave a comment

0.0/5

Go to Top

بالصور: مئات السوريين والفلسطينيين كانوا على متن زوارق كارثة لامبيدوزا