البحار نت -بيروت
إفتتحت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم – بيروت أعمال مؤتمرها الخامس عشر في قصر الاونيسكو برعاية وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور . وبعد تقديم من الامين العام المساعد للجامعة جهاد الهاشم، القى الامين العام للجامعة رمزي حيدر كلمة قال فيها “نلتقي اليوم كعادتنا لنجدد العهد والوعد لاحتضان الجامعة وتفعيل مؤسساتها، رعاية لمصالح المغتربين المنتشرين عبر القارات، ولتوحيد جهودهم وطاقاتهم من أجل تعزيز دور الجاليات اللبنانية في الدول المضيفة من أجل المساهمة في انمائها وتعزيز قدراتها، كذلك في الدور الفاعل لها عبر تفعيل العلاقات الاقتصادية والثقافية وفي المجالات الانمائية كافة بين لبنان وتلك الدول، كما كان هم المغتربين دوما منذ غادروا خلف البحار الى يومنا هذا”.
اضاف: “ان الجامعة عبر مؤسساتها من المجلس العالمي حتى الفروع مرورا بالمجالس القارية والوطنية هي الرمز الفعلي لتكاتفكم وتعاونكم وتفانيكم من أجل حماية هذا الرمز الذي يمثل الجميع، لذلك كنا وما زلنا، نسعى وسنبقى الى أن تتوحد كل الطاقات لكل الفعاليات الاغترابية لاداء دورها المطلوب”.
وتابع: “منذ عامين، التقينا هنا وانتخبنا هيئة ادارية جديدة، وسلم الرئيس السابق الأستاذ أحمد ناصر والذي بذل جهدا يحتذى به في الفترة التي تولى فيها الرئاسة العالمية للجامعة، سلم الأمانة للرئيس المنتخب يومها المهندس مسعد حجل، حيث كان لي شرف تبوأ منصب الأمانة العامة، وسعينا جاهدين كهيئة ادارية مع كل المخلصين من الفعاليات الاغترابية لنحمي هذه الجامعة ومؤسساتها ونحافظ على وحدة المغتربين”.
وقال: “لقد سعينا ضمن الامكانيات من أجل تعزيز دور الجامعة وحمايتها من العواصف العاتية التي كانت تعصف بالوطن بجناحيه المقيم والمغترب. وبصراحة القول، وكوني واحدا منكم، أعلم ما يعانيه رجل الأعمال من الصعاب التي تعتريه للمثابرة والنجاح في عمله الخاص والجهد الذي يبذله للقيام بواجبه تجاه المؤسسات العامة التي نذر نفسه للمساهمة في انمائها، فعملنا جميعا في هذا المجال هو تفاني وتضحية ايمانا منا بالواجبات الملقاة على عاتقنا على قاعدة أن المسؤولية التي نتحملها هي تكليف وليس تشريفا”.
ودعا الهيئة الادارية الجديدة التي ستنتخب خلال هذا المؤتمر لأن تضع خارطة طريق واضحة غير معقدة، وبسيطة غير مبهمة، وفاعلة ليست منفعلة، بهدوء دون ضوضاء، وبرؤية واضحة وقدرات معقولة ليتسنى لنا اعادة طموح الأوائل من مؤسسي الجامعة لنعيد لها نكهتها وفحواها ودورها ومرتجاها وليشعر كل مغترب أينما كان أن هذه الجامعة هي مؤسسته وحاضنه ومبتغاه، فلا تنقصنا الارادة والتصميم ولا الاعداد والتخطيط ولا الجدارة في المعرفة، فنحن بحاجة لتشابك الأيدي والعزيمة على اكمال المشوار سويا، فهذه الجامعة أمانة في أعناقنا جميعا وهي المظلة الواقية للاغتراب، وهي السفينة التي نبحر بها ونعبر البحار والمحيطات وهي البيت الجامع لأولادنا والأحفاد، وهي احدى وسائل العبور الى الوطن والدولة وكلنا يدرك كم الوطن بحاجة لأبنائه كافة، بل كم نحن اليوم بأمس الحاجة لانقاذ الوطن وتعزيز مؤسسات الدولة”.
ثم تلا تقريرا عن أعمال الجامعة خلال السنتين الاخيرتين. وألقى راعي المؤتمر الوزير منصور كلمة أثنى فيها على دور المغتربين مشيراً الى الأهمية التي يعلقها لبنان عليهم.
من جهته، قال حجل: “تعاني الجامعة ما يعاني لبنان من معضلات تكاد تستعصي على الاصلاح، وهذا هو مصدر القلق والخوف على وجودها واستمرارها جسما ينبض بالحياة، مندفعا نحو تحقيق الأفضل لأبنائنا المغتربين الذين يتوقون الى تحقيق وحدتهم من خلال تحقيق وحدة الجامعة”. أضاف: “إن المغتربين يتوخون رؤية جامعة واحدة موحدة تجمع في معطياتها عناصر قوة “إن فعلت غيرت وجه التاريخ”. فلتعمل المرجعيات الرسمية مجتمعة في هذا الاتجاه، وخصوصا وزارة الخارجية والمغتربين بكامل أجهزتها وإداراتها، حتى يكتب لمسعى توحيد الجامعة النجاح المؤكد”.
وختم: “إن مساعينا التي قمنا بها ولم تصل إلى خواتيمها السعيدة، كما كنا نتوخى، لا تزال فاعلة، باهتمام وزير السياحة فادي عبود، وقد مشى أشواطا متقدمة في هذا المجال، ونحن ننتظر خبرا سعيدا، آملين ألا تهب رياح عاصفة مغايرة لما تشتهيه سفينة جامعتنا. أما إذا بقيت هذه المؤسسة على ما هي عليه، فإن عملها يتعطل، وتصبح هي نفسها مشكلة في كينونة الجسم اللبناني المغترب، ولنا في حكمة مسؤولينا القدر الكافي لتحقيق المبتغى”.
ثم ألقى راعي المؤتمر الوزير منصور كلمة قال فيها: “اذا كان الإغتراب اللبناني يمثل قيمة حيوية وبعدا حضاريا للبنان الرسالة والدور، فإن الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم تجسد ولا شك حضور ودور اللبنانيين المنتشرين في قارات العالم الخمس، وتعبر عن حقيقة هذا الإنتشار و تطلعاته وأدائه في خدمة لبنان واللبنانيين والبلدان الحاضنة لهم”.
وأكد “ان الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، بما لديها من إمكانات وما تمتلكه من طاقات، وما تختزنه من قدرات إقتصادية، علمية، إجتماعية، ثقافية ومالية تستطيع وبكل تأكيد أن تؤدي رسالتها على أكمل وجه، أكان ذلك على مستوى الوطن أو على مستوى بلدان الإنتشار كافة”.
وقال: “إن لبنان، وبالذات وزارة الخارجية والمغتربين، يعول أهمية كبرى على نخب جامعتكم و فعالياتها، التي نريدها جامعة تضم في صفوفها جميع اللبنانيين دون إستثناء بعيدا عن التقوقع المذهبي والطائفي والمناطقي، وبعيدا عن الخلافات السياسية والعصبيات الضيقة التي يوظفها البعض، و للأسف، لمآرب وغايات شخصية من أجل تفتيت الجامعة وشل قدرات عملها، فينشأ عن الجامعة جامعات غير قانونية وغير شرعية، تفرق و لا توحد، تضرب الإنتشار اللبناني في الصميم، وتلهيه عن دوره وتغرقه في مشاكل جانبية بغنى عنها، غير مكترثة بالعواقب والتداعيات السلبية وتأثيرها على عمل الإنتشار اللبناني بشكل عام وعلى اللبنانيين بشكل خاص. وكل ذلك يأتي عن أنانية شديدة للبعض الذي يرفض مسبقا نتائج الإنتخابات التي تجري وفق الأصول المهنية والقانونية داخل الجامعة. حتى إذا لم يحالفه الحظ وينجح في الإنتخابات التي تجريها الجامعة تجده سريعا يتخذ موقف العداء الشديد للادارة الجديدة للجامعة ويبدأ بكيل الإتهامات والعزف على الوتر الطائفي والمناطقي أحيانا، أو على الوتر السياسي أحيانا أخرى”.
وشدد منصور على “اننا نريد جامعة وطنية واحدة موحدة بطوائفها ومناطقها وبأطيافها السياسية المتعددة، تعبر عن إرادة الناخبين، لتكون في خدمة لبنان واللبنانيين، وليس في خدمة المصلحة الشخصية والفردية والأنانية البغيضة التي تسخر نفسها لشق الصف الواحد. نريد جامعة قوية تترفع عن المحسوبيات والنعرات الطائفية والسياسية، تتجاوز مشاكل السنوات الماضية التي شلت قدراتها وأعاقت عملها وتحقيق أهدافها. جامعة تخرج من الإطار الضيق إلى الإطار الرحب لتؤسس وتضع برنامج عمل وطني شامل يتناول المساءل الثقافية والإقتصادية والإجتماعية والعلمية والسياحية بدلا من الغوص والغرق في أتون الخلافات الشخصية وتمضية الوقت كله للعمل على إمتصاص هذه الخلافات ورأب الصدع”.
وأشار الى ان “الجامعة الثقافية إستطاعت بهيئتها الإدارية، وخلال فترة رئيسها المهندس مسعد حجل وما يمثله من حس وطني وبعد إنساني وجهد بناء، أن تجسد المفاهيم الوطنية الأصيلة داخل وخارج لبنان، وأن تشد عضد اللبنانيين أينما كانوا وتبعدهم عن التوجهات والأفكار الفئوية والطائفية والعصبية البغيضة التي أدمن عليها البعض من حين إلى آخر لمآرب وغايات شخصية تشق الصفوف وتؤجج النفوس، وتدخل الجامعة في منزلقات خطرة، وتبعد العمل الإغترابي عن تحقيق أهدافه النبيلة”.
وقال: “بجامعتكم وبكم أنتم يكبر الوطن وتكبر جالياته المنتشرة في العالم، ثقتنا بكم كبيرة، فكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية التي عهدناها بكم دائما، والتي من خلالها تستطيعون تحقيق الأهداف التي من أجلها تأسست الجامعة. ولنجعل هذا المؤتمر تحت عنوان المصالحة والحوار ولم الشمل الاغترابي”.
وأعلنت أمانة الجامعة تأجيل إنتخابات الهيئة الادارية الى ظهر الجمعة لعدم اكتمال النصاب. لكن الجامعة «بقسمها الثاني» المنفصل عن الجامعة الثقافية برئاسة البير متى اعلنت انه تم تأجيل الانتخابات بسبب رفع متى «الذي انتخب قبل اسبوعين » رئيسا دعوى أمام قاضي الأمور المستعجلة في بيروت لوقف المؤتمر لعدم قانونيته”.
وتأتي هذه البلبلة في ظل انقسام اغترابي وجامعة من المفترض ان تكون موحدة تحولت الى جامعات برؤوساء مختلفين. ورغم ان مؤتمر الجامعة امس كان برعاية وزير المغتربين الا ان متى الذي كان قد اقام مؤتمرا مشابها قبل اسبوعين يصر على قانونية جامعته وعدم قانونية الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.. الاتهام نفسه توجهه الجامعة الثقافية للجامعة الثقافية الاخرى التي يرأسها متى.
وحضر الافتتاح وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور،ممثل بطريرك انطاكيا وسائر المشرق لطائفة الروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي المطران خطار هزيم، وزير الثقافة غابي ليون، وزير الدولة علي قانصو، ممثل وزير الداخلية والبلديات مروان شربل مستشاره ريمون مدلج، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، النائب مروان فارس، ممثل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون سعد حنوش، ممثل النائب سليمان فرنجية المحامي جواد خوري، الوزير السابق رئيس العلاقات الخارجية في حركة “أمل” طلال الساحلي، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد البحري حسني ضاهر، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم المقدم عماد دمشقيه، ممثل الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير العقيد المهندس وجدي شمس الدين، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي بالوكالة العميد ابراهيم بصبوص العقيد نعيم شماس، مدير عام المغتربين هيثم جمعه، ممثل السفير الصيني جيانغ جيانغ، ممثل السفير الايراني غضنفر ركن ابادي رئيس بعثة سفارة ايران محمد صادق فاضل، عميد السلك القنصلي جوزيف حبيس، سفير ليبيريا المتجول في لبنان فؤاد غندور، رئيس الجامعة مسعد حجل، الرئيس السابق للجامعة احمد ناصر، نقيبا الصحافة والمحررين محمد البعلبكي والياس عون، امين عام المجلس القاري الافريقي ابراهيم فقيه والسفيرة غرازييلا سيف. كما حضر حشد من السفراء والمدراء العامين وممثلين عن الاحزاب والجمعيات والمنظمات والاندية فضلا عن الهيئة الادارية للجامعة.