تشهد النقود الإلكترونية أو “البيتكوين” قفزة في عالم الاقتصاد العالمي وخاصة في الصين، إذ بدأت هذه النقود بالتداول عبر أوساط الإنترنت بقيمة 9.85 دولاراً لتصبح قيمتها 14158 دولاراً في يونيو/حزيران الماضي، وخلال الأسبوع الماضي أصبحت قيمتها تساوي 1149 دولاراً. ولكن الصين على وجه الخصوص تشهد قفزة ملحوظة في أسواقها بقيمة “البيتكوين”، ففي الوقت الذي حاولت فيه الدولة تقوية عملتها، الين، قفزت الصين في العملة الإلكترونية لتتفوق على اليابان وأوروبا، إذ تتداول الصين ما يساوي ثلث احتياطي العالم من هذه العملة. ويمر هذا التدفق في الصين من خلال شركة BTC China، وتشير المواقع الإلكترونية المتخصصة في إجراء الإحصائيات عن هذه العملة إلى أن الصين تتداول ما يساوي 100 ألف عملة منها يومياً، أي ما يساوي 65.7 مليون دولار خلال التداولات اليومية.
وأشار مؤسس موقع Hub Culture and the Ven وهو موقع متخصص في الاستثمارات عبر الإنترنت إلى أنه “ولسخرية القدر، فإن أميركا التي تعتبر نفسها ‘السوق الحرة’ والتي ترى نفسها الثقل الاقتصادي الأكبر في العالم، هي التي تعاني مشكلة في التعامل مع البيتكوين، بينما أثبتت الصين نفسها بجدارة بتوليها دوراً رئيسياً في التعامل مع عملة القرن الحادي والعشرين.”
لكن البنك المركزي الصيني حظر على المؤسسات المالية في البلاد، من تقديم خدمات تتعلق بالعملة الافتراضية بتكوين، محذرا في ذات الوقت المواطنين من مخاطر التعامل بها على الإنترنيت.
وجاء ذلك التحذير في إخطار مشترك للبنك مع أربع وزارات حكومية شددوا من خلال على ضرورة امتناع المؤسسات المالية عن قبول العملة الافتراضية كغطاء قانوني. وأضاف البنك أن بإمكان المواطنين المخاطرة باستخدام العملة الافتراضية، ولكن على مسؤوليتهم. ويهدف المصرف من هذا التحذير، إلى حماية المواطنين والعملة الوطنية ومواجهة غسل الأموال وحماية الاستقرار المالي.
اميركا من جهتها علقت من خلال رئيس الإحتياطي الفيدرالي السابق آلان غرينسبان على الموضوع . فقال غرينسبان أن أسعار “بيتكوين” مرتفعة بشكل غير مستدام، وأن تلك النقود الإفتراضية ليست عملة. واضاف في حديث مع تلفزيون بلومبرغ: “هذه فقاعة”، “يجب أن يكون لها قيمة حقيقية”، وأضاف: “أنا لا أفهم من أين يأتي الدعم لـ “بيتكوين”.
وأوضح “غرينسبان” قائلاً: “عليك حقا أن تمد خيالك لإستنتاج ما هي القيمة الجوهرية لـ “بيتكوين”، أنا غير قادر على القيام بذلك، ربما يتمكن شخض آخر من فعله”.
