Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

عشر سنوات على فايسبوك: الموقع «اللإجتماعي» في مرحلة الدفاع عن النفس

من حيث التسمية هو موقع تواصل إجتماعي، لكنه في الواقع موقع «غير إجتماعي» بإمتياز ،فكل الدراسات التي تمت منذ انطلاق هذا الموقع وحتى اليوم اكدت وما تزال تؤكد بان فيسبوك يزيد من عزلة المستخدمين  ويسبب لهم بعض الاضطرابات النفسية وبالطبع تضخم  مفهوم الذات الوهمي و النرجسية ومضاعفة حب الظهور ..ولعل  جملة« الم يكن هناك كاميرات قبل فايسبوك» تلخص دوامة «توثيق» كل لحظة وكل خطوة مهما كانت سخيفة على موقع لا خصوصية فيه اطلاقا.

وقد هجرت اعداد كبير من المستخدمين الموقع الازرق بسبب إنعدام الخصوصية ناهيك عن كل ما كشف عن تسريب المعلومات الشخصية بالافراد لشركات الاعلانات واجهزة الاستخبارات على إختلافها. وفي كل مرة يتم نفي تهمة ما تخرج تهمة اخرى، ففي المحصلة فان كل ما هو متصل بالانترنيت لا خصوصية فيه.. ويلخص مارك زوكربيرغ هذه النظرية في جملة قالها بعد «ضجة» اثيرت حول انعدام خصوصية المستخدمين ،وقال حينها «ان لم ترد ان يرى احد صورتك فلا تنشرها على موقع تواصل اجتماعي».

لكن ومما لا شك فيه بان الموقع الذي انطلق بدعاوى ومحاكمات بين «المؤسسين» والمساهين و«المظلومين» حقق نجاحا باهرا خلال السنوات الماضية وارباحا لا تعد ولا تحصى. الا ان هذا النجاح اليوم اصبح وفق دراسات عرضة للزوال.. وادارة الموقع التي كانت دائما في موقع «الهجوم» باتت منذ سنوات قليلة في موقع الدفاع عن النفس.

ومؤخرا اثارت دراسة قالت ان فيسبوك سيخسر معظم مستخدميه خلال اشهر قليلة حفيظة ادارة الموقع التي ردت بقوة على تلك الدراسة. واستخدم الباحثون في جامعة برينستون بيانات البحث الخاصة بشركة غوغل للتنبؤ بأن فيسبوك سوف يفقد 80 في المئة من مستخدميه في غضون ثلاث سنوات، الامر الذي دفع الشركة للرد  بقوة. وقال محللو البيانات في شركة فيسبوك إنهم استخدموا نفس منهجية البحث للتنبؤ بأن تلك الجامعة سوف تفقد كل طلابها بحلول عام 2021، وأن العالم سوف يفقد كل ما فيه من هواء بحلول عام 2060.

وأضافوا: “كعلماء في مجال البيانات، نريد أن نقدم تذكرة مرحة بأن كل البحوث لا تُجرى بنفس المنهجية، وأن بعض طرق التحليل تؤدي إلى نتائج غير منطقية”. ويعتقد نيت إليوت، المحلل التقني في مؤسسة فوريستر للبحوث إن المقارنة التي أجراها تقرير جامعة برنستون بين موقع فيسبوك والمرض المعدي أخطأت الهدف.

وأضاف إليوت في تعليق نشره على مدونته: “إن أحد أعظم مواطن القوة لدى فيسبوك هو ممارسته الخاصة بإضافة خصائص ووظائف جديدة لموقعه الإلكتروني بانتظام، وهذا يضمن أنه يصيب بالعدوى مستخدمين جدد، ويتأكد من أن المستخدمين الموجودين لا يصبحون محصنين ضد مميزاته الساحرة”.

وأشار إليوت إلى البيانات الخاصة بشركة كومسكور لتكنولوجيا المعلومات، التي أظهرت أن 89 في المئة من الشباب الأميركي الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 24 عاما استخدموا فيسبوك في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2013. وأضاف: “تزعم شركة فيسبوك أن لديها مزيدا من المستخدمين الشباب أكثر من أي شبكة تواصل اجتماعي أخرى، وربما أكثر من أي مؤسسة إعلامية أخرى على وجه الأرض”.

لكن هناك استطلاعات سيجد فيسبوك صعوبة في مواجهتها. إذ تقول المؤسسة الرقمية “آيستراتيجي لابس” إنها استخدمت بيانات فيسبوك الخاصة بالدعاية للتوصل إلى أن ثلاثة ملايين من المراهقين في الولايات المتحدة غادروا موقع فيسبوك في السنوات الثلاث الماضية.

وهو الأمر الذي يجد صدى أيضا في البحث الذي أجراه مركز بيو لأبحاث الإنترنت، والذي ذكر أن المراهقين في الولايات المتحدة يتركون موقع فيسبوك بسبب آبائهم ولاسباب اخرى اهمها وفق الاستطلاع كونه «ممل».

والحقيقة التي لن تثير الدهشة لدى أحد هي أن المراهقين لا يريدون أن يحصروا أنفسهم في نفس الفضاء الرقمي مع آبائهم. فقد يسبب الآباء الإحراج للأبناء على صفحات الفيسبوك، فهم ينشرون صور أبنائهم ويجدون الأمر مبهجا، لكن الأبناء لا ينظرون إلى الأمر كذلك.

لكن زوكربيرغ تلقى الرجل  الأسبوع الماضي  نتائج قياسية جديدة حصل عليها موقع فيسبوك. فقد أصبح لدى موقعه الآن، الذي بدأه في غرفته الدراسية بجامعة هارفارد، 1.23 مليار مستخدم نشط.

وقفزت إيرادات الشركة بنسبة 55 في المئة لتصل قيمتها إلى سبعة مليارات و87 مليون دولار في عام 2013، وذلك في الوقت الذي تضاعفت فيه الأرباح إلى سبعة أضعاف، ليصل الربح السنوي الإجمالي للشركة إلى 1.5 مليار جنيه استرليني.

بي بي سي – وكالات

Leave a comment

0.0/5

Go to Top

عشر سنوات على فايسبوك: الموقع «اللإجتماعي» في مرحلة الدفاع عن النفس