ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية أن فرض عقوبات على شركات الطاقة الروسية ستلقي بظلالها على شركات غربية. وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي تلوح فيه الولايات المتحدة بتشديد العقوبات على روسيا، يحذر خبراء من تأثيرها على شركات نفطية غربية لها استثمارات في روسيا، وذكرت نيويورك تايمز أن من بين الشركات التي ستصاب بالضرر من جراء العقوبات شركة “إكسون موبيل” الأميركية، و”بي بي” البريطانية و”إيني” الإيطالية و”ستات أويل” النرويجية وغيرها.
في غضون ذلك توقع رئيس غرفة التجارة والصناعة الاميركية الروسية في الولايات المتحدة سيرغي ميليان أن تتضرر الشركات الأميركية والأوروبية من جراء العقوبات في حال فرضها ضد روسيا، وأضاف أن قطاع الأعمال الأوروبي قد يخسر نحو 50 مليار دولار من حجم التبادل التجاري بين روسيا وأوروبا.
من جهته قال الرئيس باراك أوباما، إن العقوبات الاقتصادية ضد روسيا يمكن أن يكون لها تأثير أيضاً على أوروبا والولايات المتحدة، ولكن العمل جار “لتقليل هذا إلى أدنى حد”. وأضاف أن الولايات المتحدة وحلفاءها، يدرسون نوع العقوبات التي “يحتمل أن يكون لها تأثير قوي” على موسكو.
وتابع: “سيكون لأي عقوبة تأثير علينا لأن روسيا هي جزء من الاقتصاد العالمي، نأمل أن نتمكن من فرض عقوبات تقلل إلى أدنى حد التأثير على الشركات الأميركية أو الشركات الإيطالية وتحقيق أقصى قدر من التأثير على القطاعات الروسية الرئيسية”.
وأوضح أنه “سيكون أفضل إذا تم تفادي الحاجة لفرض عقوبات، وقامت روسيا باتخاذ مسار أكثر حكمة، وقبلت عرض المجتمع الدولي والحكومة الأوكرانية لحل الأزمة سلمياً”.
وقالت شركة جيه إل تي للتأمين والاستشارات المالية التابعة لفوتسي البريطانية إن عقوبات مثل تلك المفروضة حاليًا على “بنك روسيا” الروسي من الممكن أن تشكل خطرًا على التعاملات النقدية في البنوك الأوروبية.
من جهتها قالت رئيسة قسم الائتمان وتحليل المخاطرة السياسية بالشركة، إليزابث ستيفنز، إن “الشركات الأوروبية من الممكن أن تتلقى ضربة موجعة في وقت لا زالت فيه البنوك الأوروبية تعاني من الهشاشة.”
وأضافت أن خطابات الضمان غير المدفوعة والقروض التي تعثر العملاء في سدادها، على سبيل المثال، سوف تزلزل أركان القطاع المصرفي الأوروبي. ومن الممكن أن تتعرض أوكرانيا أيضًا لخسائر اقتصادية حال فرض العقوبات على روسيا إذا أوقف المستثمرون العمل بمشروعات الطاقة هناك.
وذكرت ستيفنز أن شركات مثل شيفرون وشل وبي بي لديها تعاقدات بملايين الدولارات هناك، ومن غيرالمعلوم في الوقت الحالي ما إذا كانت تلك الاستثمارات سوف تستمر في حقول الغاز الأوكرانية أم لا. ويمكن أن تتعرض الدول الأوروبية على المستوى الفردي لأضرار اقتصادية حال فرض العقوبات على روسيا.
فمن الممكن أن تتعرض فرنسا، على سبيل المثال، لخسارة الصفقات المحتملة لبيع السفن الحربية لروسيا في حين تريد بريطانيا أن تشتري روسيا العقارات بها وفقًا لستيفنز.
إقرأ أيضا: لافروف: إخراج روسيا من مجموعة الثماني ليست مأساة كبيرة