رفض لويز فيليبي سكولاري مدرب البرازيل ادعاءات بأن الحكم جامل فريقه كما أشاد بلاعبه نيمار الذي سجل هدفين وقاد بلاده للفوز 3-1 على كرواتيا في افتتاح كأس العالم لكرة القدم .وقال سكولاري للصحفيين بعدما حولت البرازيل تأخرها إلى فوز “الشيء الوحيد الذي نريده أن يكون نيمار سعيدا وهو يلعب. هو لاعب استثنائي.”
وتأخرت البرازيل بهدف مبكر في الدقيقة 11 عندما سجل مارسيلو هدفا في مرماه لكن نيمار قاد انتفاضة البرازيل بعدما سجل بقدمه اليسرى هدفا من خارج المنطقة ثم أضاف الثاني من ركلة جزاء مثيرة للجدل احتسبها الحكم الياباني يويتشي نيشيمورا.وشعر نيكو كوفاتش مدرب كرواتيا بغضب شديد من الحكم بعدما احتسب ركلة جزاء للبرازيل في الشوط الثاني وقال إن كأس العالم سيتحول إلى “سيرك” إذا واصلت البرازيل الحصول على أفضلية.
ورد سكولاري على كوفاتش بتذكيره أن البرازيل أحرزت لقب كأس العالم خمس مرات وهو ما يزيد عن أي منتخب آخر ودون الحصول على مساعدات من الحكام.وقال سكولاري “لن أعلق على ما قاله زميلي (كوفاتش). التعليق الوحيد لدي هو أن البرازيل أحرزت لقب كأس العالم خمس مرات. لم يسبق أن حدث السيرك خمس مرات.. الحكم شاهد ركلة جزاء وهو صاحب القرار.”
ويتعرض نيمار لضغط كبير من الجماهير المحلية التي تتوقع فوز فريقها بكأس العالم للمرة السادسة في التاريخ والأولى على أرضها.وقال سكولاري “لا يريد اللاعب منكم أن تطالبوه بأن يكون أفضل لاعب في العالم. مسؤوليته أن يلعب للبرازيل وهذا ما فعله.”
وقال نيمار بعد الفوز “هذا أكثر مما حلمت به أو تخيلته. الروح القتالية كانت من الفريق كله واحتفظنا بهدوئنا حتى نجحنا في تحويل تأخرنا إلى فوز.”وأشاد سكولاري بالجماهير البرازيلية في ساو باولو المعروفة بتقلب حالتها المزاجية وسبق أن أطلقت صيحات الاستهجان ضد الفريق في آخر مباراة ودية قبل كأس العالم.
وأضاف المدرب البرازيلي “ظهر اللاعبون بشكل رائع وكان لديهم رغبة واضحة في تحويل التأخر إلى فوز وهذا رائع.”وأضاف “لكن الجماهير هي من تستحق الإشادة فقد كانت رائعة وتلقينا الدعم المطلوب هنا في ساو باولو. إذا كان البعض يشكك في عدم مساندة ساو باولو للمنتخب الوطني فما حدث يكفي للرد.”
فرح واحتجاجات
و اندفع البرازيليون للشوارع احتفالا بعدما انتصر منتخبهم الوطني في المباراة الافتتاحية لكأس العالم لكرة القدم يلكن احتجاجات عنيفة تناثرت هنا وهناك لتذكر بأن عددا كبيرا من أبناء البلد المضيف لا يزالون غاضبين من إنفاق المليارات على استضافة البطولة.وارتدى ملايين المشجعين أزياء الفريق البرازيلي المميزة بالألوان الأصفر الزاهي والأخضر والأزراق وهتفوا فرحا بالفوز على كرواتيا في ساو باولو واستمرت احتفالاتهم مع حلول الليل.
وساد الحزن لوقت قصير في عموم البلاد بعدما تأخرت البرازيل بهدف سجلته كرواتيا لكن الألعاب النارية أطلقت والأبواق ضربت والطبول دقت حين أنهت البرازيل المباراة منتصرة 3-1.
ورغم القلق من المرور ومن حالة الاستاد في ساو باولو الذي تأخر تجهيزه لستة أشهر ولم يتم اختباره بشكل جيد قبل المباراة فإنه لم ترد تقارير أولية عن أي مشاكل لوجيستية كبرى. وانطفأ نحو ربع أنوار الملعب لفترة قصيرة أثناء المباراة لكنها سرعان ما عادت للعمل.وقالت ناتيا سوزا وهي مشجعة تسكن في ساو باولو “رغم كل الجدل.. هذه هي كأس العالم ونحن البرازيليون. نحتاج لأن ننسى أي شيء عن ذلك الآن لنشجع البرازيل.”
وحتى التفاف الجمهور البرازيلي حول منتخبه الوطني على أرضه بعد عام من احتجاجات محورها استضافة النهائيات فإنهم لم يحسنوا استقبال رئيسة البلاد ديلما روسيف خلال حفل الافتتاح.وهزت احتجاجات ضخمة في الشوارع البلاد في العام الماضي ورغم أن حجمها تراجع كثيرا مؤخرا إلا أن مسؤولين يتوقعون أن يحاول مئات من المتعصبين الاحتجاج من جديد.
واشتعلت الاحتجاجات في عدد كبير من المدن مستضيفة البطولة وعددها 12 مدينة بينها ساو باولو وريو دي جانيرو وبيلو هوريزونتي . وشهدت بعض الاحتجاجات تجمعا لأكثر من ألف شخص بينما لم يزد العدد في أخرى على بضع مئات.
وقبل ساعات فقط من انطلاق المباراة الافتتاحية اندلعت اشتباكات بين قوات الشرطة ومتظاهرين وقال متحدث باسم الشرطة العسكرية في ساو باولو إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق أكثر من 100 متظاهر كانوا يحتجون على الإنفاق الحكومي على الحدث الرياضي الكبير.
وبعد ساعتين تجمع المتظاهرون ثانية واشتبكوا مع الشرطة مرة اخرى والقوا الحجارة وأشعلوا النيران في بعض النفايات. وقالت الشرطة ان خمسة أشخاص على الأقل أصيبوا خلال هذه الاشتباكات.
وكان المحتجون يحاولون قطع طريق يؤدي إلى استاد كورنثيانز ارينا الذي استضاف مباراة الافتتاح بين البرازيل وكرواتيا.واعتقل أكثر من عشرة أشخاص في بورتو اليجري بجنوب البلاد.
ويقول برازيليون إن البلاد ستمضي قدما بمجرد بدء المنافسات خاصة اذا ارتقى فريقهم لمستوى التوقعات وفاز بالبطولة للمرة السادسة وهو رقم قياسي.وقال روجيريو سوزا وهو مشجع في ساو باولو “انتظروا فقط حتى تبدأ البرازيل في الفوز. حينها سترون الناس في الشوارع” رغم أنه حذر من أن الفشل قد يؤدي لمزيد من السخط.
وأضاف “يحصي البرازيليون الألقاب فقط. لا أحد يهتم بالمركز الثاني. اذا لم يفوزوا بالكأس على أرضهم.. ستنهمر الانتقادات.”وترفض الرئيسة روسيف الشكوى من الانفاق الضخم والتأخير في اعداد الاستادات والمطارات وتراهن أن البرازيل ستقدم عرضا مبهرا داخل وخارج الملعب.
لكن قائمة المشاكل المحتملة طويلة. ففي الواقع ربما يثبت في النهاية أن استضافة كأس عالم ناجحة اصعب على البرازيل من الفوز بها.ويبدو الخطر الرئيسي بالنسبة للجماهير والحكومة هو احتجاجات الشوارع العنيفة.
رويترز