انطلق قبل ثلاثة أسابيع في الانترنيت “تحدي دلو الثلج”، الذي شارك فيه مئات النجوم والسياسيين والناس العاديين. ويقوم المشارك بسكب دلو من الماء والثلج البارد على رأسه، في إطار حملة التوعية ضد مرض التصلب الجانبي الضموري ALS. وقد شارك فيه عدد كبير من النجوم العالميين منهم جاستين بيبر وشاكيرا وبيكيه وميسي والرئيس السابق جورج بوش وجاستين تمبرليك وجيمي فالون وبيل غايتس وعدد كبير من نجوم المنتخب الالماني واللائحة تطول.
وهؤلاء شاركوا بهدف نشر التوعية حول مرض ALS بالاضافة الى التبرع . ومرض ALS التصلب الجانبي الضموري من أمراض الأعصاب الحركية وهو سريع الانتشار ويقوم بتدمير خلايا الجهاز العصبي. وحسب التقديريات فعدد المصابين في العالم بهذا المرض يصل إلى حوالي 150 ألف شخص. ورغم أن ذلك العدد أقل بقليل من عدد المصابين بالأمراض العصبية الأخرى كالزهايمر أو مرض التصلب العصبي، إلا أن الأبحاث فيه لا تزال متواضعة، ومن اشهر الشخصيات المصابة بهذا المرض العالم الفيزياء النظرية البريطاني ستيفن هوكينغ.
الحملة وصلت الى عالمنا العربي، وبدأ عدد من النجوم بالقيام بها، ناهيك عن الاشخاص العاديين، وصلت كدلو للثلج لا اكثر. تقليد بلا هدف ولا مضمون. البعض يقوم بها ولا يعرف السبب فكل ما يعرفه هو مشاهدته فيديوهات للمشاهير تقوم بذلك وبالتالي كان التقليد لزاما، رغم ان الاطلاع عن عناوين الفيديوهات لعلها كانت كفيلة بتوضيح الفكرة. لكن مسح سريع لعدد من المشاركين والذين نشروا فيديوهات او صور لتحدي دلو الثلج يؤكد انهم لا فكرة لهم عن هدف هذه الحملة، وبالتاكيد ليسوا على إستعداد للتبرع. فلا نشر للتوعية ولا تبرع.
وبالعودة الى التبرع فان النجوم العرب الذي شاركوا في التحدي نشروا رابط التبرع الذي هو تابع للجمعية الاميركية المعنية بهذا المرض، رغم ان هذا المرض منتشر في العالم العربي ولدينا جمعيات تعنى بهذا المرض ومؤسسات طبية متخصصة في هذا المجال الا ان التبرع لم يذهب لهؤلاء لان التقليد جاء كرزمة متكاملة، دلو ثلج ، تسلية وربما تبرع لمؤسسات غير عربية. وربما كان يمكن بالعرب الدخول في التحدي وتحويله لقضية ربما اكثر الحاحا في عالمنا العربي وجني التبرعات لقضايا اخرى هامة وبحاجة ماسة لأموال هؤلاء.