Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

لبنان ودع الرئيس عمر كرامي

إنتهت محطة مسيرة الرئيس عمر كرامي بوصول جثمانه الى مقبرة العائلة في باب الرمل حيث ووري في الثرى. وتلا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار آيات قرآنية. وكان سبق ذلك، عزف لحن الموت من الفرقة الموسيقية لقوى الامن الداخلي ثم وضعت الاكاليل باسم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام والوزراء. وكان سار وراء الجثمان الرؤساء ميشال سليمان، نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، من المسجد المنصوري الكبير الى باب الرمل حيث الجنازة مرورا بشوارع المدينة القديمة والاسواق الداخلية والاثرية وصولا الى المقبرة.

وألقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان خطبة الجمعة في المسجد المنصوري الكبير في طرابلس، في حضور رئيس مجلس الوزراء تمام سلام،الرئيس فؤاد السنيورة بصفته الشخصية وممثلا الرئيس سعد الحريري، رفعت بدوي ممثلا الرئيس سليم الحص،ووزراء ونواب وشخصيات وحشود .

وجاء فيها أيها الإخوة، كنت أتمنى أن أقوم بزيارة طرابلس الحبيبة، في غير هذا اليوم الحزين، الذي فقدنا فيه ركنا وطنيا من كبار هذا الوطن وهذه المدينة المناضلة. وكنت أعد نفسي لهذه الزيارة، بعد انتخابي مفتيا للجمهورية اللبنانية، من اجل لقاء أهلي وإخواني وأحبائي من العائلات الطرابلسية الكريمة والأصيلة، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة، ومشيئته تعلو فوق كل مشيئة.

أيها الأخوة، لقد عانت طرابلس كثيرا ، وعانت طويلا ، وهي لا تزال تعاني الإهمال والحرمان ، ولا تزال تدفع غاليا ثمن التحريض على الفتن المصطنعة ، وتشويه السمعة الحسنة. لم توف طرابلس حقها كعاصمة لبنان الثانية ، بل لم توف حقها كمدينة كبرى لها تاريخها الحافل ، ولها أصالتها المشرقة، ودورها الرائد في العمل الوطني وفي الثقافة العربية والإسلامية.

إن من حق طرابلس علينا جميعا، أن نعمل على رفع الظلم عنها، حتى تعود إلى ممارسة دورها التاريخي، الذي يعتز به ونعتز به جميعا، مدينة للعلم والعلماء، ومنبرا حرا للرأي السديد، وواحة للاعتدال والسماحة والعيش المشترك.

لا يمكن أن يلتقي العلم مع التطرف، ولا الفكر مع الإلغاء ، ولا يمكن أن تلتقي السماحة مع الإرهاب ، ولا العيش المشترك مع رفض الآخر.أيها الإخوة، أن تكون لبنانيا وطرابلسيا يعني أن تكون قويا في إيمانك، عزيزا في وطنك، والمؤمن القوي كما علمنا رسول الله، خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وقوة الإيمان، خاصة في المجتمع المتعدد مثل مجتمعنا اللبناني، تكمن في ممارسة إيمانه، وفي احترام إيمان الآخر من دون ضعف أو استضعاف. والمواطن العزيز هو الذي يستمد عزته الشخصية من عزة وطنه، وكرامته من كرامة وطنه.

رحم الله الرئيس الفقيد عمر كرامي، لقد عاش على هذه الثوابت ومات عليها، تغمده الله بواسع رحمته، وأدخله فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم ، وبسنة نبيه الكريم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

وأصدر رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار بيانا تقدم فيه بخالص التعزية والمواساة من آل كرامي وعلى رأسهم الوزير السابق فيصل كرامي ومن اللبنانيين عموما والطرابلسيين خصوصا، لوفاة رئيس الحكومة اللبنانية السابق عمر كرامي”.

واعتبر القصار أن “بوفاة الرئيس عمر كرامي، يكون لبنان خسر شخصية وهامة وزعيما وطنيا كبيرا، لعب دورا أساسيا واستثنائيا في العديد من المحطات السياسية المفصلية في لبنان”، مؤكدا أن “الرئيس عمر كرامي المشهود له بمواقفه الوطنية والعروبية، لعب على الدوام دورا توفيقيا وتوافقيا في السياسة الداخلية مما جعله يحظى باحترام جميع الأطراف والقوى السياسية اللبنانية”.

وقال: “لم يساوم الرئيس عمر كرامي يوما على حساب المصلحة الوطنية، بل كان يتخذ القرارات الوطنية التي تصب لمصلحة لبنان واللبنانيين، من هنا فإننا في هذه المرحلة المصيرية التي يمر فيها لبنان والمنطقة العربية، أكثر ما نحتاج إلى زعماء من طينة الرئيس عمر كرامي ومواقفه الوطنية الثابتة”.

وتابع: “لقد جمعتني بالرئيس عمر كرامي صداقة متينة، وكان لي الشرف أن اختارني لأكون وزيرا للاقتصاد والتجارة في الحكومة التي شكلها وترأسها ما بين العامين 2004- 2005، حيث شهدت البلاد وقتذاك تحولا كبيرا جراء استشهاد الرئيس رفيق الحريري، إذ آثر حينها أن يقدم استقالة الحكومة ويتخذ القرار الجريء في سبيل حماية وتحصين الاستقرار في لبنان، خصوصا في ضوء الضغوط والارتدادات المزلزلة لجريمة اغتيال الرئيس الحريري”.
وأكد أن “الرئيس عمر كرامي، وانطلاقا من التطورات التي رافقت جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان حريصا على أن تأخذ العدالة مجراها، وهو للأمانة اتخذ جميع القرارات والمواقف والإجراءات التي من شأنها أن توصل إلى كشف المتورطين والمخططين والمنفذين للجريمة الإرهابية التي لا نزال نعيش تداعياتها حتى اليوم”.

وختم: “مجددا نتقدم بخالص التعزية والمواساة من الوزير فيصل كرامي، ومن شقيق الرئيس الراحل معن كرامي، ومن عموم عائلة كرامي هذه العائلة الوطنية ذات الإرث السياسي العريق، وإننا على يقين أن الرئيس عمر كرامي رحمه الله سيبقى حاضرا في مواقفه الوطنية في أذهان اللبنانيين جميعا، وبالتأكيد رحيله سيترك فراغا كبيرا في الحياة السياسية اللبنانية، باعتبار أنه شخصية استثنائية لا يمكن أن تتكرر”.

من جهته  نعى رئيس المجلس الارثوذكسي روبير الأبيض في بيان اليوم، الرئيس عمر كرامي، وقال: “سوف يفتقد لبنان اهم رجل من رجال الوطن والسياسيين الكبار، اذ كان ركيزة أساسية في الاعتدال الوطني وخصوصا في هذه الظروف العصيبة التي يعيشها الوطن، يخسر لبنان رجلا من رجال صانعي لبنان الغد رحمه الله واسكنه فسيح جناته.

 

Leave a comment

0.0/5

Go to Top

لبنان ودع الرئيس عمر كرامي