اختتم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي انعقد في مدينة جوهانسبرغ – جنوب افريقيا، بكلمة قال فيها: “ردا على من سألني ما الفائدة من هذه المؤتمرات أقول، فلنفترض ان هذه اللقاءات لم تقدم لنا اي شي جديد، ان أفراد العائلة الواحدة عندما يلتقون مع بعضهم يفعلون ذلك ليس لسبب معين إنما ليفرحوا مع بعضهم البعض، ونحن كعائلة واحدة اذا لم نحقق اي شيء يكفي أننا التقينا معا. ان القيمة الكبرى للقاءاتنا هي المحافظة على لبنانيتنا، بغض النظر عن الطائفة او المنطقة او الانتماء السياسي، فما يجمعنا هو مفهوم انساني كبير”.
ورأى الوزير باسيل “ان الطاقة الاغترابية هي طاقة متجددة من خلال لقاءاتنا مع بعضنا البعض، مما يعطيها الزخم والمعنويات العالية”، معلنا ان الاجتماع المقبل سيكون في احدى الدول الافريقية ايضا في شهر شباط من العام المقبل 2018، وافتتاح البيت الأفريقي في شهر ايار من العام المقبل.
واوضح” لم نقل يوما ان هدف “مؤتمر الطاقة الاغترابية” دعوتكم الى الذهاب للاستثمار في لبنان، انما مشروع “استثمر لتبقى” هو احد المشاريع التي تقوم على ان تستثمروا في الخارج ومن جزء من أرباحكم تستثمرون في وطنكم. نحن لم نفكر يوما الا من ناحية ان تكون مصالحكم مؤمنة من خلال عملنا. لقد تطرق الحديث اليوم الى علاقات لبنان مع الخارج، انتم تعلمون ان بلدنا عاش الكثير من الالتباسات والتناقضات لا نستطيع نكرانها إنما نتكيف معها ونقبلها ونحاول معالجتها، وأنتم تدفعون الثمن وأنتم ملاحقون بسبب نجاحاتكم. ان احد الاسباب التي دعتنا الى عقد الاجتماع في جنوب افريقيا هو معرفتنا بضرورة ان تكون علاقتنا متطورة مع هذه الدولة، وزيارتنا هذه طبعت العلاقات فيما بيننا وحسنتها.”
وأكد “اننا في خدمتكم إن كان من خلال اتصالاتنا مع المسؤولين في الدول التي تتواجدون فيها، او من خلال جهدنا وعلاقاتنا الديبلوماسية والسياسية والمادية، هذا واجب علينا ان نفتح أمامكم الطريق ونسهل الأمور عليكم، وان نشكركم على كل ما تقدمونه للبنان ان كان على مستوى نجاحكم الفردي او الجماعي.”، معلنا انه “تم الاتفاق مع وزيرة خارجية جنوب افريقيا على التوقيع على اتفاقيات عدة مع بلادها في زيارتها المقبلة الى بيروت”.
وأشار الوزير باسيل الى ان “العمل الاغترابي طريقه طويل وعلينا المحافظة عليه في اي موقع كنا، رسمي او خاص، لان لبنانيتنا قائمة على ايماننا وقوتنا الفردية، ومعا ننتصر من اجل لبنان. ” لافتا الى أن موعد المؤتمر المقبل في بيروت في شهر آيار المقبل ” حيث سيتم الإعلان عن انشاء مشروع الصندوق الاغترابي، الذي هو اعلان التجدد والإيمان بلبنان والقول انه بالرغم من كل الصعوبات سيبقى هذا البلد ويستمر بإرادة شعبه”، موضحا ان “كل مغترب يستطيع المشاركة فيه، وقد أصبح المشروع بصيغتيه القانونية والإدارية جاهزا، وما ينقصه هو ترجمة الالتزام به”.
جلسات
وكان المؤتمر أعماله صباحا لليوم الثاني على التوالي، واستهلت الجلسة الاولى بقصة نجاح وزيرة خارجية مدغشقر اللبنانية الأصل بياتريس عطالله، التي رأت ان “المؤتمر يشكل نموذجا للنجاح ويظهر الكرم اللبناني”، وقالت:” اشعر بالفخر كوني بينكم فهذا الامر يذكرني بجذوري، ومشاعر الفخر والتواضع تجتاحني.” وتحدثت عطالله عن هجرة والدها من لبنان في العام 1946 حين كان جنديا مع الجيش الفرنسي، وتأسيس اعمال ناجحة في مدغشقر، وكيف كان “يخبرها عن رجلين هما ميشال عون والحريري”، وقالت:” انا سعيدة اليوم لرؤية هذين الرجلين العظيمين على رأس السلطة في لبنان، وذلك من اجل تحقيق الازدهار والسلام في هذا البلد.” كما تطرقت الى زيارتها الى لبنان في العام 2006 بحثا عن جذورها وأقرباء لها.”
ولفت الى ان “اهمية هذا المؤتمر تكمن في معرفتنا لبعضنا البعض، وتشكل فرصة بالنسبة لي وللوفد للاستفادة من الخبرة اللبنانية وعملها في مجال تفعيل دور الانتشار اللبناني. وأهميته أيضا انه يقرب بين شعبينا ودوليتنا ويعيد الديناميكية الى العلاقات الثنائية بيننا”.
ودعت عطالله الى الاستثمار في مدغشقر التي تشهد حاليا فترة إعادة إعمار وتعزيز لإقتصادها، وتتمتع بكثير من المزايا الجاذبة للإستثمار لاسيما على صعيد اليد العاملة الشابة والمتعلمة وموقعها الجغرافي والاستراتيجي وشبكة مواصلاتها البحرية.
الجلسة الاولى
تمحورت الجلسة الاولى حول موضوع القطاع المصرفي في لبنان وتسهيل تدفق الاستثمارات بين لبنان وأفريقيا، وهدفت الى وضع بعض المصارف اللبنانية البارزة في طليعة المؤسسات المالية التي تسعى إلى توفير الخدمات المصرفية للمجتمعات اللبنانية في أفريقيا. وناقش المشاركون فيها تنظيم العمل المصرفي في لبنان، تحويل الأموال الى لبنان ومتطلبات التسهيلات الائتمانية لمساعدة الشركات اللبنانية على النمو والنجاح. تحدث في الجلسة التي أدارها الدكتور اندره توماسهاوزن، نائب حاكم مصرف رائد شرف الدين، روجيه داغر، كولين رزق، موريس إسكندر، كريم قبيسي، كريستيان خليفه واوسامه سلمان.
الجلسة الثانية
عنوان الجلسة الثانية “الاستثمار بين الاغتراب ولبنان” جرى فيها عرض للتحديات التي تواجه الاستثمار ان كان في لبنان او افريقيا، تحدث فيها: نبيل عيتاني من لبنان، ومنير شهفه من مصر، فادي جريصاتي من لبنان، راغد عاصي من لبنان، نبيل صالح من نيجيريا، والدكتور محمد الساحلي من جنوب افريقيا.
الجلسة الثالثة
عقدت الجلسة الثالثة تحت عنوان “اشتري لبناني” تحدث فيها: رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز شارل عربيد، مروان بركات، وجيه البزري، وبولس بولس.
الجلسة الخامسة
الجلسة الختامية كانت حول موضوع “الهوية اللبنانية” والإطار القانوني لاستعادتها بين الحنين إلى الماضي والفوائد لاستعادتها، تحدث فيها: جون شلالا عن المؤسسة المارونية للانتشار في جنوب افريقيا، شارل حاج عن المؤسسة المارونية للانتشار في العالم، الدكتور مايكل لويس من جنوب افريقيا، فيليب زياده وخليل بدوي.
البيان الختامي
وأكد البيان الختامي لمؤتمر الطاقة الاغترابية في نسخته الثالثة والذي انعقد في جنوب افريقيا تحت عنوان:” مؤتمر الطاقات الاغترابية لبلدان افريقيا”، على ضرورة تعزيز العلاقات مع الدول الافريقية، وربطها بالوطن الام عبر تسيير المزيد من الرحلات الجوية، كما على زيادة الاستثمارات.
جاء في التوصيات:
ان المشاركين بفعاليات هذا اللقاء يشيدون بجهود وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ودعوته الكريمة لعقد مؤتمر خاص بالمنتشرين اللبنانيين في افريقيا ويباركون نجاح هذا المؤتمر ويعولون على متابعة هذا النشاط لما فيه خير الوطن بجناحيه المقيم والمنتشر، وبناء عليه فقد اصدر المشاركون التوصيات التالية:
1 دعوة الحكومة الى مباحثات ثنائية مع دول افريقية لتعزيز التبادل التجاري واهمها الاتفاقات الخاصة والاعفاءات الجمركية.
2-دعوة القطاع المصرفي لتوسيع نشاطه ومشاركته بدعم الاستثمارات اللبنانية بالخارج.
3 تجديد الدعوة لشركة طيران الشرق الاوسط لتسيير المزيد من الرحلات لربط الانتشار بالوطن.
4 دعوة كل المنتشرين لانتهاز الفرص للاستثمار في لبنان ودعوة الرساميل اللبنانية الى التوجه للاستثمار في دول افريقية.
وفي الختام، يشكر الحاضرون جهود الفريق الخاص الذي حضر خصيصا من بيروت للتحضير لهذا المؤتمر الذي بات تجسيدا لمبدأ الشراكة بين القطاعين العام والخاص.