نظمت سفارة الجمهورية الإسلامية في إيران المعرض التخصصي الثاني بعنوان “صنع في إيران” في صالة “البيال” وأقامت على هامشه مهرجان الملتقى الاقتصادي التجاري اللبناني ـــ الإيراني.
وألقى رئيس مجلس رجال الأعمال اللبناني ـــ الإيراني السيد عباس فواز كلمة قال فيها:
إن إقامة المعرض التخصصي الثاني (صنع في ايران) في بيروت للسنة لثانية على التوالي، تؤكد حرص المسؤولين في ايران على استمرار التواصل مع لبنان، على رغم الصعاب والتحديات التي يواجهها.
إن هذا المعرض الصناعي الإبداعي المتميز يعكس صورة زاهية عن التطور الذي بلغته ايران في مختلف المجالات العلمية والصناعية، والذي بات يشكل علامة فارقة اثارت إعجاب العالم. رغم الحصار والعقوبات الاقتصادية الدولية الظالمة على ايران التي استطاعت بوعي مسؤوليها وإرادة أبنائها أن تخترق هذا الحصار بجدارة بقرار من قيادتها الحكيمة ومسؤوليها ورجال أعمال وعلمائها، وقد ترجمته ميدانياً من خلال المساعدات وإقامة المشاريع الإنمائية والخدماتية التي شملت الكثير من المرافق والبنى التحتية والاوتوسترادات التي أعادت الحيوية الى المناطق اللبنانية ووفّرت مقومات الاتصال والتواصل بينها، فضلاً عن وقوفها الى جانب لبنان وشعبه في كل محنه وأزماته ومشكلاته، ودعمها اللامحدود والمتواصل لمقاومته البطلة التي دحرت الاحتلال الاسرائيلي وحررت الأرض. وسجلت انتصاراً نوعياً وتاريخياً غير مسبوق على الكيان الصهيوني الذي عجزت الجيوش العربية عن تحقيقه. وأقل الوفاء أن نثمن لإيران ونقدر مواقفها الداعمة والمؤيدة للبنان في كل المواقع والمحافل، وأن نقول لها شكراً إيران.
أيها الأخوة…
إننا في مجلس رجال الأعمال اللبناني – الإيراني الذي أبصر منذ ما يقارب السنتين، ورغم حداثة انطلاقته سعينا ولا نزال لتحقيق أهدافنا ومصلحة بلدينا لتفعيل العلاقات بينهما ومن خلال رجال الأعمال على كل المستويات. وأخذنا على عاتقنا أن نستفيد من الطاقات الإيرانية الإبداعية والخلاقة، وبخاصة في ظل التطور السريع والمدروس الذي تشهده الجمهورية الإسلامية في ايران في مختلف المجالات والقطاعات العلمية والاقتصادية والاستثمارية والانتاجية. وقد باشرنا منذ البداية بخطوات عملية تمثلت بزيارات متبادلة لرجال الأعمال بهدف الاطلاع على الإنجازات العظيمة التي تحققت في هذه الدولة الصديقة للبنان. وكانت زيارة مفيدة وإيجابية جداً، وقد استفاد منها أعضاء الوفد الذين عبروا عن دهشتهم وإعجابهم لما رأوه ولمسوه من إنجازات علمية وصتاعية ومشاريع اقتصادية وقطاعات إنتاجية واستثمارية، وقد فتحت أمامهم الرغبة والتفكير لولوج مجالات ستثمارية من أوسع الأبواب، وأن بعضهم أبدى حماسة شديدة في هذا الاتجاه وخصوصاً أنهم وجدوا أن كل المقومات متاحة للاستثمار والنجاح.
أيها الحضور الكريم، إننا في المجلس وعلى ضوء التجربة والخبرة والمتابعة وجدنا محفزات كثيرة أمام المستثمرين اللبنانيين لترجمة أحلامهم وطموحاتهم في الاستثمار الناجح في إيران من دون تردد، لأن الفرص كثيرة والتسهيلات المقدمة من المسؤولين في ايران متوافرة، والضمانات مشجعة إذ أن ايران تختزن مواد أولية مشجعة، وهي اليوم دولة محورية فاعلة ومؤثرة ومنفتحة، ودولة مؤسسات، وستفتح أمام رجال الأعمال آفاق المستقبل وقياداتها الواعية راغبة في تقديم كل الدعم المطلوب للبنان واقتصاده وشعبه ورجال أعماله.
إن فرصتنا كبيرة لتفعيل العلاقات الاقتصادية بين لبنان وايران، وفي زيادة التبادل التجاري ورفعه الى أعلى المستويات، وخصوصاً أن قيمة الصادرات الإيرانية الى لبنان شهدت زيادة خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وارتفعت من 69 مليون دولار الى 79 مليوناً. وإن قيمة الصادرات اللبنانية الى ايران خلال الفترة ذاتها انخفضت الى 37 مليون دولار بعد أن كانت 77 مليوناً، وفق ما أعلنه سعادة السفير آبادي.
ونحن نوافقه أن مستوى التبادل التجاري الحالي بين البلدين، ليس في مستوى الطموح، غير أننا على ثقة أن المستقبل يعد بزيادة حجم التبادل بين البلدين، فضلاً عما لدينا من معطيات ومؤشراات عن توجه رجال الأعمال اللبنانيين للاستثمار في ايران لأنهم رأوا أنه مجدٍ ومفيد على المديين المتوسط والطويل، وإن المستقبل سيكون مضيئاً وواعداً للمستثمرين، وإننا كرجال أعمال لبنانيين وإيرانيين سعداء جداً لهذه العلاقات الوطيدة وللآفاق الاقتصادية والتجارية والاستثمارية التي تفتحها ايران أمام اللبنانيين من رجال الأعمال لأنها حريصة جداً على تقدّم لبنان وتطوره والنهوض به اقتصادياً وإنمائياً، ولإخراجه مما هو فيه بأقل كلفة ممكنة.
ونحن لم ولن ننسى ما قدمته الجمهورية الإسلامية في إيران لوطننا ولا تزال تقدمه من دون ثمن أو مقابل. وبصراحة ومحبة ندعو الذين يخشون من مواصلة الدعم الإيراني للبنان الى أن يصحّحوا حساباتهم الخاطئة ويوقفوا حملاتهم وسهامهم التي يوجهونها الى هذه الدولة الصديقة، لأنها حكماً ليست مصوبة على الهدف الصح.
ختاماً: سنبقى على سعينا وإصرارنا لتدعيم العلاقات الاقتصادية وتفعيلها، لأننا نرى فيها مصلحة وطنية للبنان نحتاج إليها اليوم وغداً وبعدغد. ونقول لإيران شكراً كبيرة، “وأن شكرتم لأزيدنكم”، نأمل أن يشكل هذا المعرض فرصة مناسبة ومؤاتية لتوقيع عقود اقتصادية وتجارية بين رجال الأعمال بين البلدين.