Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

زيارة تواديرا لبيروت تفتح آفاقاً إستثمارية وتساهم في تعزيز العلاقات

شكلت زيارة رئيس جمهورية افريقيا الوسطى فوستين ارشانج تواديرا للبنان، محطة لافتة على طريق تعزيز العلاقات بين البلدين على الصعد المختلفة، في ضوء توافقه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على حث الديبلوماسيين في البلدين، على تسريع الخطى توصلا الى توقيع اتفاقات، فضلاً عن تبادل الخبرات وإقامة دورات تدريبية، على ان يجري ايفاد بعثة لبنانية للتنسيق من أجل وضع ما اتفق عليه موضع التنفيذ.

واكد الرئيس عون، دعم لبنان للخطوات التي ينتهجها الرئيس تواديرا من اجل انهاء العنف في بلاده، واعتماد لغة الحوار، مهنئا اياه على اطلاقه منذ ايام خطة عودة الاستقرار الى البلاد، آملاً في ان تتكلل بالنجاح.
كذلك شدد على دور اللبنانيين المقيمين في افريقيا الوسطى في نمو هذا البلد وازدهاره، مبديا ثقته بأنهم “محميون كما مصالحهم، ويتمتعون بالحقوق التي تنص عليها القوانين المرعية الاجراء”.
وشدد الرئيس تواديرا على عمق روابط الصداقة التي تجمع جمهورية افريقيا الوسطى بلبنان، معربا عن امله في التوصل الى توقيع اتفاق تعاون في اكثر من مجال ومنها الامن ومكافحة الارهاب. واشاد بتماسك لبنان وصموده في وجه مخاطر العنف والارهاب التي سادت محيطه والمنطقة ، منوهاً باللبنانيين المقيمين في افريقيا الوسطى، وبالاستثمارات اللبنانية التي عززت العلاقات بين البلدين.

وأشاد بالتجربة اللبنانية في تخطي مرحلة الحرب ونتائجها الاليمة والاحتذاء بها وتعميمها في بلاده.
وكان الرئيس تواديرا زار بيروت بدعوة رسمية من نظيره اللبناني، وعقد محادثات في قصر بعبدا مع الرئيس عون، يرافقه وفد رسمي وزاري وديبلوماسي

وبعد انتهاء المحادثات، انتقل الرئيسان عون وتواديرا الى صالون 22 تشرين الثاني حيث عقدا مؤتمرا صحافيا استهله الرئيس عون بكلمة قال فيها:
” فخامة الرئيس، سررت اليوم بلقائكم في لبنان، وهو البلد الصديق لجمهورية افريقيا الوسطى، حيث يقيم لبنانيون منذ زمن ويعملون على تعزيز ازدهار ونمو البلد من خلال الاستثمار واقامة المشاريع، والانخراط في الحياة اليومية، وهم حريصون على المساهمة في تطور البلد، وواثقون من انهم محميون كما مصالحهم، ويتمتعون بالحقوق التي تنص عليها القوانين المرعية الاجراء.

لقد سنحت لنا الفرصة خلال اللقاء مع فخامة الرئيس، للتطرق الى العديد من المواضيع التي تهم البلدين في غمرة الاحداث التي يشهدها العالم والتي تطال تأثيراتها منطقة الشرق الاوسط كما القارة الافريقية.

لقد شددت خلال اللقاء، على وقوف لبنان وشعبه الى جانب الاستقرار والسلام وازدهار جمهورية افريقيا الوسطى، خصوصا وان لبنان قد اختبر المآسي التي تنتج عن العنف والحروب، وبالتالي لا بد من انهاء لغة التقاتل والعودة الى لغة الحوار والتفاهم، لما فيه مصلحة شعب افريقيا الوسطى، وقد عولت على دور الرئيس تواديرا (TOUADERA) في هذا المجال نظرا الى خبرته السياسية وعزيمته الصادقة في الوصول الى قواسم مشتركة تضع حدا لاعمال العنف. واهنئكم في هذا المجال، فخامة الرئيس، على اطلاقكم منذ ايام خطة عودة الاستقرار الى البلاد ونأمل ان تتكلل هذه الخطوة بالنجاح.
واتفقنا خلال اجتماعنا، على تعزيز العلاقات بين بلدينا في شتى المجالات، وحث الديبلوماسيين في البلدين على تسريع الخطوات توصلا لتوقيع اتفاقات بين بلدينا تتناول الصعد الاقتصادية والتكنولوجية والتجارية والثقافية.

وكانت الآراء متفقة ايضا على وجوب الدعم المتبادل بين البلدين في المحافل الدولية، ولبنان يتطلع إلى دعم جمهورية افريقيا الوسطى لمواقفه وحقوقه والتحديات التي يواجهها والتي يحتاج فيها الى المساعدة الدولية، وبالاخص في مجال محاربة الارهاب ومواجهة تداعيات الازمة السورية والتأثيرات المترتبة على استقبال اعداد هائلة من النازحين السوريين ووضع حد لمعاناتهم من خلال تأمين عودتهم الآمنة الى بلادهم في اسرع وقت ممكن، اضافة الى مواجهة الخطر الدائم على الحدود الجنوبية المتمثل باسرائيل ومطامعها وتهديداتها.

فخامة الرئيس، اغتنم الفرصة مجددا للتأكيد على الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية، وارحب بكم مجددا في الربوع اللبنانية، متمنيا لكم وللوفد المرافق اقامة طيبة.
عشتم، عاشت جمهورية افريقيا الوسطى، عاش لبنان”.

تواديرا
ورد الرئيس تواديرا بكلمة قال فيها: “اسمحوا لي ان اعرب عن غبطتي وعن سرور الوفد المرافق لي في هذه الزيارة الى الارض اللبنانية. لا اعرف كيف اشكركم على حرارة الاستقبال الاخوي الذي خصصتمونا به.

ان هذا الاستقبال هو عربون تحية وتقدير من بلدكم للصداقة بين لبنان وافريقيا الوسطى. اود ان اخص بالشكر نظيري وأخي فخامة الرئيس ميشال عون على منحه لي هذا الشرف العظيم بأن اقوم بزيارة رسمية الى هذا البلد الجميل للغاية. للصداقة بين لبنان وافريقيا الوسطى تاريخٌ طويل.

وباسم هذه الصداقة القديمة العهد رغبت في اعادة اطلاق التعاون الثنائي بين بلدينا. ان هذه الزيارة تشهد على التزام البلدين دفع هذا التعاون قُدما. وهذا يفرحني.
لقد اتيت من اجل اعطاء زخم جديد للتعاون بين جمهورية افريقيا الوسطى والجمهورية اللبنانية. وهذا الدفع الجديد الذي ارجوه كان في صلب محادثاتي مع فخامة الرئيس ميشال عون.

خلال لقائنا، اعربت عن رغبتي في تكثيف العلاقات بين بلدينا في شتى المجالات، ومنها الامن ومكافحة الارهاب، التربية والتدريب، الزراعة، السكن، النقل الجوي والبري والبحري والنهري، وتعزيز القدرات والعلاقات الدبلوماسية. ولهذه الغاية، اعتقد ان اتفاقا-اطارا مبنيا على مبادئ الصداقة والتعاون قد يشكل قاعدة واسعة وصلبة لتعزيز العلاقة الثنائية بين بلدينا وتطويرها.

كذلك، تطرقنا الى المسألة الامنية، فلبنان، شأنه شأن جمهورية افريقيا الوسطى، يتأثر مباشرة في أمنه جراء سياق اقليمي وداخلي محفوفٍ بالعنف والارهاب. وفي وجه هذه الأخطار وهذا التحدي الامني، اظهر لبنان صلابة كبرى تستحق التقدير في هذا الاطار.

في حضرة الرئيس اللبناني، ذكرت بموقف افريقيا الوسطى الثابت المؤيد لسيادة لبنان واستتباب أمنه. وفي هذا المجال ايضا، تمنيت حصول تبادلٍ للخبرات وتعاونٍ ثنائيٍ مستدامٍ في مجال الامن ومكافحة الارهاب.

واخيرا، تحدثنا عن ضرورة تعزيز وتوطيد الاستثمارات اللبنانية في جمهورية افريقيا الوسطى. كما ذكرت الرئيس عون بالتقليد القديم للاستثمارات اللبنانية في افريقيا الوسطى التي تعود الى مطلع السبعينيات من القرن المنصرم.

لقد تميز هذا الحضور اللبناني بنجاح في العديد من القطاعات على غرار التربية، الصحة، التجارة، الخدمات، النقل الجوي، المناجم والعقارات. وهكذا، ساهم هؤلاء اللاعبون الاقتصاديون اللبنانيون في اقامة روابطَ قويةٍ بين افريقيا الوسطى ولبنان.

واليوم، نتمنى خلق دينامية جديدة من خلال اشراك الرواد الاقتصاديين اللبنانيين في مشروعنا الهادف الى اعادة اعمار الوطن. انا لا اكتشف لبنان الآن، فقد أقمت فيه منذ بضعة اعوام، عندما كنت رئيسا لحكومة بلادي.

وها انا اليوم اعود بصفتي رئيسا للجمهورية، رئيس دولة افريقيا الوسطى، وبلدي يعيش ازمة تستدعي المزيد من التضامن بين بلدينا. وليس لدي ادنى شك في ان توطيد العلاقات الثنائية بين بلدينا سيسمح لنا ببلوغ هذا التضامن.”
ومساء، اقام الرئيس عون مأدبة عشاء على شرف الرئيس الضيف حضرها الى اعضاء الوفدين، حشد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاغترابية وعميد السلك القنصلي الفخري في لبنان جوزف حبيس.

بري

والتقى الرئيس الضيف في اليوم الثاني لزيارته، رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعلن  الاتفاق مه على التعاون لتشجيع الاستثمارات اللبنانية وتعزيز دور المغتربين اللبنانيين، منوها بالتعاون والعلاقات الثنائية بين البلدين.
ورحب تواديرا بزيادة عدد المستثمرين اللبنانيين في بلاده على مختلف الصعد، وبمساعدة لبنان لأفريقيا الوسطى والاستفادة من خبرته من اجل الخروج من الازمة القائمة في بلاده.
وعقد الرئيسان خلوة، ثم عقدا اجتماعا موسعا في حضور الوفد الافريقي الرسمي المرافق ووزير مكافحة الفساد نقولا تويني والمدير العام للمغتربين هيثم جمعة وعدد من اركان الجالية اللبنانية والاغتراب في افريقيا الوسطى.
مؤتمر صحافي
وقال بري في المؤتمر الصحافي المشتركبعد انتهاء المحادثات: “نرحب بفخامة الرئيس الذي شرفنا بهذه الزيارة، ومعلوم مدى فضل افريقيا على لبنان وعلى المغتربين اللبنانيين في كل انحاء افريقيا، ولها فضل كبير على تعويض الحرمان الذي حصل في لبنان لمدة طويلة. كان هناك كلام صريح وواضح لأن هناك أمورا عديدة متشابهة بين لبنان وافريقيا الوسطى، أكان في الموضع الذي يتعلق بالخلافات التي كانت قائمة والتي هي في طريق الحل ان شاء الله كما حصل في لبنان، أم في موضوع قوات الامم المتحدة الموجودة في افريقيا الوسطى. ولدينا جالية لبنانية نحترمها ونفتخر بها، عددها ليس كبيرا ولكن الحمد لله فإن كل لبناني عندما يخرج من لبنان، يخرج بحال ويعود بحال آخر مع الأسف الشديد، لان ليس هناك قيود سوى الانسان وعمله”.

وأضاف: “اتفقنا مع فخامة الرئيس، وهذه هي رغبته، على ان يكون هناك تشجيع للمغتربين والاقتصاديين والمستثمرين للاستثمار في افريقيا الوسطى، وفخامته والحكومة على أتم الاستعداد، وهو يرحب بتوجه جمعية المصارف او جمعيتي التجار والصناعة الى هذه البلاد العظيمة التي كان لها الفضل الدائم على لبنان واللبنانيين، وهذه ليست المرة الاولى”.

ثم قال رئيس جمهورية افريقيا الوسطى: “أود أولا باسم الوفد وباسمي ان اتوجه اليكم بالشكر بكل محبة واخلاص لهذا الاستقبال، انه استقبال ودي وحار واخوي، وكذلك للمباحثات التي اجريناها. وخلال الخلوة التي عقدناها عرضنا اهداف زيارتنا، وكما تعلمون لقد أتينا الى لبنان لكي نشارككم خبراتكم، ونعرف في ماض حديث واجه لبنان اوقاتا صعبة، لكنه تمكن من استعادة عافيته، ونحن في حاجة الى هذه الخبرة لاننا نعبر اوقاتا صعبة، وشعبنا ايضا يود ان يخرج من هذه الازمة ونرغب عبر هذه المحادثات ان نتعلم منكم كثيرا للخروج من ازمتنا. ونعرف ان لبنان يتمتع بقدرات كبيرة، خصوصا في مجال الاستثمارات والشركاء في لبنان التي يمكنها مساعدتنا لان هناك مشكلة في عدم النمو والتطور، ونود ان نتعاون مع قطاع ديناميكي، ونعمل حاليا لتحسين مناخ السفارة والاعمال لكي نجلب مستثمرين وشركاء يرغبون في الاستثمار في افريقيا الوسطى لديهم امكانات في هذا المجال. ولدينا في افريقيا الوسطى عاملون ومستثمرون لبنانيون يساهمون في انماء واحياء الاقتصاد، ونرغب في توسيع هذه الامكانات لان بلدنا يقدم امكانات كثيرة في مجالات عديدة، لذلك نحن مهتمون لانكم تعهدتم بدعم هذا التوجه والابقاء على التواصل الدائم بقيادتكم ايضا على مستوى الشراكة وعلى مستوى المصارف ومستثمرين آخرين”.

وختم: “هناك امكانات لتعزيز الاعمال بالنسبة الى لبنان وافريقيا الوسطى. ونود ان نشكركم لاستعدادكم والدعم الذي تساهمون به في هذه الديناميكية، ونحن ايضا مستعدون لتشجيع ذلك وتشجيع مجيء شركاء من لبنان الى افريقيا الوسطى”.
الحريري

وزار الرئيس تواديرا رئيس الحكومة سعد الحريري في السرايا، وعرض معه التطورات والعلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها.

فنيانوس

وأقام القنصل العام لافريقيا الوسطى في لبنان كميل فنيانوس، غداء على شرف الرئيس تواديرا   والوفد المرافق في فندق فينيسيا، حضره ممثل رئيس الجمهورية الوزير تويني، ممثل وزير الداخلية والبلديات المهندس وليد كبي، عميد السلك القنصلي، ممثل المدير العام للامن العام العميد لبيب العشقوتي، المدير العام للمغتربين، رئيس حزب “الحوار الوطني” فؤاد مخزومي، أكسرخوس الموارنة في أفريقيا سيمون فضول، وشخصيات سياسية واجتماعية وديبلوماسية وفكرية واعلامية وعسكرية واغترابية.
وألقى فنيانوس كلمة شكر فيها الرئيس الافريقي على زيارته، وقال: “ان تاريخ العلاقة بين بلدينا وشعبنا ممتازة، فاللبنانيون الذين هاجروا الى افريقيا الوسطى نجحوا في الاندماج في الحياة الاقتصادية واليومية وان شعبكم عمل مع اللبنانيين يدا بيد من اجل نهضة بلده”.

واكد “ان لبنان فخور بوجودكم، فهذه الزيارة ستفتح آفاقا جديدة على الصعد الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وستؤمن امكانات استثمار جديدة”.

ورد الرئيس الافريقي بكلمة جاء فيها: “يجمع افريقيا الوسطى ولبنان تاريخ كبير، وما وجودنا هنا سوى توطيد لهذا التعاون وجعله اكثر دينامية، فللبنان وافريقيا الوسطى نقاط مشتركة كثيرة منها السكان، وقد عرف لبنان أوقاتا صعبة ولكنه عرف ان يخرج منها وهو يشهد اليوم مرحلة امن وسلام، كما اننا بدورنا عرفنا مرحلة ازمات ولدينا طموح بان نخرج منها ونحن هنا لنستفيد من خبرة لبنان في المصالحة والسلم هذه”.
ثم قدم فنيانوس دروعا تكريمية الى لرئيس الضيف وعدد من اعضاء الوفد المرافق وشخصيات.

غرفة بيروت

كذلك أقامت غرفة بيروت وجبل لبنان برئاسة محمد شقير عشاء على شرف رئيس جمهورية افريقيا الوسطى في نادي Yacht Club، في حضور عدد كبير من الشخصيات الرسمية والديبلوماسية والقنصلية والاقتصادية ورجال أعمال وتبادل شقير وتواديرا كلمتين في المناسبة.

Leave a comment

0.0/5

Go to Top

زيارة تواديرا لبيروت تفتح آفاقاً إستثمارية وتساهم في تعزيز العلاقات