باسيل استعاض عن حضوره شخصياً بكلمة “متلفزة” الى المؤتمرين
أقر مؤتمر “الطاقات الإغترابية” لقارة أفريقيا 2018 المنعقد في ابيدجان – الكوت ديفوار في جلسته الختامية توصيات عدة، نتجت من اربع ندوات تناولت الشؤون الإقتصادية وفرص التعاون الإستثمارية المتاحة في جميع أنحاء القارة الأفريقية، كما تناولت موضوع الحفاظ على الهوية اللبنانية من خلال قانون استعادة الجنسية والحفاظ على اللغة العربية عبر المدارس اللبنانية في الخارج ونشر الثقافة والفن والذوق اللبناني.
وصدرت عن الندوة الأولى التي حملت عنوان: “غرب أفريقيا – فرص الإستثمار والمبادرات المصرفية” التوصيات الآتية:
– العمل على زيادة التعاون بين رجال الأعمال اللبنانيين الموجودين في غرب أفريقيا من خلال تأسيس شراكات بينهم، تهدف الى الفوز بمشاريع إستثمارية ضخمة عبر مناقصات تطرحها الدول الأفريقية.
– دخول المصارف التجارية اللبنانية سوق منطقة غرب افريقيا وتقديم الخدمات للبنانيين والأفارقة على حد سواء.
– العمل على تقديم الحوافز للبنانيين في افريقيا للقيام بمشاريع إستثمارية ضخمة في لبنان تتعدى التحويلات المصرفية والمشاريع الشخصية.
أما الندوة الثانية التي حملت عنوان: ” شمال أفريقيا … رسملة العلاقات الثقافية والأخوية في سبيل تحسين العلاقات الإقتصادية” ….. فصدرت عنها التوصيات التالية:
– إقتراح تشكيل لجنة وزارية – دبلوماسية، يشارك فيها رجال الأعمال لتفعيل الإتفاقيات التجارية الموقعة بين لبنان ودول شمال أفريقيا.
– إنشاء شراكات إنتاجية بين الشركات اللبنانية في الإنتشار والشركات اللبنانية في لبنان وهو ما يعرف بالـ OUTSOURCING
– تشجيع رجال الأعمال اللبنانيين للاعتماد على مفهوم ذكاء الأعمال.
– تشجيع إنشاء جمعيات الأعمال وغرف التجارة والصناعة بين لبنان والدول الأفريقية.
فيما أوصت الندوة الثالثة التي عقدت تحت عنوان: “وسط، شرق وجنوب أفريقيا.. بناء الجسور”بالآتي:
– إقامة إجتماعات عمل b2b MEETINGS خلال مؤتمرات الطاقة الإغترابية تسمح بإلتقاء رجال الأعمال اللبنانيين المستثمرين في أفريقيا، وتشبيك قدراتهم وفتح آفاق جديدة للاستثمار.
– إطلاق منتدى أعمال لبناني – أفريقي يسمح بتعزيز القدرات وربطها ويضع إستراتيجية تدعم الإستثمارات اللبنانية في أفريقيا وتساعد على مواجهة منافسة الإستثمارات الأجنبية.
– تشكيل لجنة متخصصة بتسويق المنتجات اللبنانية في أفريقيا مكونة من وزارات الخارجية، الإقتصاد، الزراعة، والصناعة.
أما خاتمة الندوات التي حملت عنوان: “اللبنانية… أسلوب حياة” فصدر عنها ست توصيات:
– تعزيز دور الدولة اللبنانية في دعم المستثمرين اللبنانيين في الخارج ومساندتهم.
– العمل على إقامة معارض لبنانية في الخارج بدعم من الدولة اللبنانية للترويج للصناعة والفن اللبنانيين.
– حث اللبنانيين وبالأخص الموجودين في أفريقيا على التقدم لإستعادة الجنسية اللبنانية.
– دعم عمل الإرساليات اللبنانية لمساندة المجتمع المحلي في بلدان وجودهم، وذلك لإعطاء صورة عن الوجه الآخر للبناني، غير تلك التي يتميز بها كصناعي أو مستثمر أو رجل الأعمال.
– تشجيع الجامعات اللبنانية على فتح فروع لها في افريقيا.
– طلب تسيير رحلات لخطوط طيران الشرق الأوسط الى الدول الأفريقية التي لا يوجد للشركة رحلات إليها.
– درس امكانية اعادة فتح خطوط طيران لوصل لبنان بامريكا اللاتينية.
خوري
والقى وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري كلمة الحفل الختامي، داعيا اللبنانيين الى “الاستثمار في وحدتهم، لان الوطن يقوم بسواعد كل ابنائه المقيمين والمغتربين”.
وتطرق الى الخطة الاقتصادية للنهوض الاقتصادي الشامل في لبنان وقيمتها 15 مليار دولار، والتي ستفتح الابواب لاستثمارات ستشكل وثبة نوعية مترافقة مع الثروات والامكانات.
واثنى على “نجاح المؤتمر الذي صمد رغم كل التحديات، بهمة المشاركين وعزمهم وايمانهم بأن هذا المشروع هو مشعل النجاحات المتنقل في كل زوايا العالم.”
وقدمت دروع تقديرية الى المشاركين في المؤتمر، واستمر العشاء الساهر حتى ساعات الصباح الاولى وسط اجواء من الفرح، واحياه “الفرسان الاربعة” وعازفة الكمان فانيسا نصار.
باسيل
وكان راعي المؤتمر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وجه الى المؤتمرين كلمة عبر شاشة عملاقة، قال فيها: “أعتذر منكم لعدم حضوري اليوم المؤتمر الإقليمي الثاني لقارة إفريقيا والثامن على مستوى العالم، والغياب هو لخشيتي من تعرض مؤتمرنا للأذى نتيجة أعمال تخريبية قد تقع وفق المعلومات التي ترد الينا، والخشية ليست من التعرض لسلامتي الشخصية، وهو أمر أنا معتاد عليه، بل على أشخاصكم، وهو ما لا أرضى أن يسببه وجودي لكم.
وفي معرض ما حصل في الأيام الماضية نستذكر سماحة الأمام موسى الصدر عندما قال: “طالما أن التهجم علي شخصيا لا يمس سلامة المسيرة بشيء فلا داعي للتشنج، بل سيبقى وقتي في بذل الجديد والمزيد من الخدمات فذلك حسبي…. وحسبي الله ونعم الوكيل”.
وأضاف: “أفهم المرارة عندكم من عدم وجودي الجسدي بينكم الآن، وهي عندي كبيرة، ولكني فكرت مليا بعدما قطعت المسافة اليكم بأني لا أقبل أذى جسديا يصيب أي منتشر منكم، ولا أقبل به معنويا للإنتشار ككل. هذا الإنتشار الذي أدركت أهميته وثروته منذ بدء عملي السياسي، ورأيت تفتته وإهماله عند تسلمي وزارة الخارجية والمغتربين، فلم أرض أن أتعامل مع انقسامه الى ثلاث جامعات ثقافية عالمية، ولم أقبل بشرعية أي منها، بل عملت معكم على توحيدها، ووحدنا عملنا الإغترابي من خلال إطار ال LDE.
نلتقي وقد لبيت طلبكم بعقد المؤتمر في أبيدجان مع علمي بخصوصيتها وتنبيه الكثيرين لي سابقا من مخاطر إنعقاده فيها، المهم أن مؤتمرنا ينعقد اليوم في ابيدجان دون أن يتمكن أحد من منعه، وليس الأساس حضوري أنا فال LDE هي انتم وأنا واحد من آلاف منكم. (ويجب أن نكرس معا فكرة أن ال LDE يجب أن تستمر وتتمأسس)”.
وتابع: “أنا موجود معكم اليوم بفكري، وموجود معكم الآن بكلمتي، وموجود معكم من خلال كل ديبلوماسي واجه الضغوط وغلب وطنه على حزبه فحضر، وموجود معكم من خلال فريق عملي الذي غلبت شجاعته على خوفه فحضر، وموجود معكم من خلال كل معلن وداعم غلبت مصلحته العامة على مصلحته الخاصة فحضر، ومن خلال كل مشارك في المؤتمر غلب لبنانيته على طائفته فحضر. أنتم أبطال لبنان وأبطال إنتشاره حضرتم بالجسد وأنا حضرتمعكم بالكلمة والعمل.
أنا حاضر معكم في كل قلم انتخابي سيفتح، وفي كل صوت اغترابي سيعلو، وفي كل ورقة انتخاب ستسقط في الصندوق، معنا أو ضدنا لا هم، إنما ستعبر عن رأيها لأول مرة في تاريخ لبنان، وآسف لأني لم أنجح في تمديد فترة تسجيلكم لكي يتمكن عشرات الآلاف منكم من الإقتراع، لكنهم سيفعلون في الدورة المقبلة.
أنا حاضر معكم مع كل نائب للإنتشار سينتخب لأول مرة في تاريخ لبنان، وآسف أنها لن تكون هذه الدورة بل التي تليها.
أنا حاضر في كل جنسية مستعادة للبنانية او لبناني أصيل حرم منها عشرات السنين، فأعطاه إياها قانون إستعادة الجنسية أخيرا، وفي كل فائدة مخفَضة للبناني مستثمر حرم منها في السابق فأعطاه إياها مصرف لبنان مؤخرا.
أنا حاضر بينكم في كل جهد ستضعونه مجتمعين من أجل بناء البيت اللبناني-الأفريقي، وفي إنشاء الصندوق اللبناني الإغترابي LDF، المنوي إنشاؤه للإستثمار اللبناني العالمي.
أنا حاضر بينكم في ما أنشأنا من إتحاد غرف التجارة والصناعة وفي الجمعية الطبية اللبنانية العالمية ALMA، وفي الإنشاء المزمع قوننته للمجلس الوطني الإغترابي مأسسة للانتشار اللبناني.
أنا حاضر بينكم عبر كل تواصل تجرونه من خلال Lebanon connect أو diaspora IDوغيره لاحقا، وعبر كل مؤتمر طاقة إغترابية ستعقدونه في لبنان أو الخارج من الآن الى عشرات السنين.
أنا حاضر بينكم في شوق كل منتشر، وفي تنهيدة كل أب، ودمعة كل أم، وألم كل مهاجر، وفي طاقة كل ناجح ضاقت عليه مساحة وطنه فرصا فوجدها ضمن حدود لبنان العالمية.
أنا حاضر بينكم في مفهوم اللبنانية lebanity/libanite الذي أنشأناه معا وهو رابطة إنتمائنا وهويتنا التي هي رسالة حضارية أرساها آباؤنا منذ سبعة آلاف سنة وهي تقوم على أربعة أسس:
أ- التواصل: فالأبجدية التي أوجدها أجدادنا الكنعانيون والفينيقيون ألهمت العالم ووصلته ببعضه باللغة بدل الحركة. كنا نحن آباء اللغة العربية عبر اليازجي والمعلوف عندما كانت الثقافة العربية محل اضطهاد، وكنا نحن رواد الفن والمسرح والسينما عبر سليم وبشارة تقلا ويوسف شاهين أبان التسلط الفكري، وكنا نحن الرابطة القلمية عبر جبران ونعيمة وأبو ماضي في عز القمع وخنق الحريات، وما زلنا نحن من يعمل لوصل اللبناني في الوطن والإنتشار عبر فكر لبناني صاف.
ب- البناء: فالمراكب القادرة على الإبحار بعيداو التي بناها أسلافنا أطلقت التجارة العالمية، كنا نحن من إنطلق من مدن عابقة بالحضارة كصور وصيدا وجبيل، ونحن من أطلق ورشة بناء المدن في الساحل المتوسطي لأوروبا وآسيا وأفريقيا، ونحن من بنى المقدسات في القدس ومدرسة الحقوق في بيروت وقرطاج في تونس، وما زلنا نحن من ترك بصماته في كل مدينة تحت نور الشمس أو ضوء القمر أكان في الجزيرة العربية أو أفريقيا أو أوروبا أو استراليا أو الأميركتين.
الثقافة: فالعلم الذي اكتسبه أوائلنا نور العالم تنوعا. كنا نحن مبدعي التكنولوجيا والعلوم عبر حسن كامل الصباح وحسن رمال وشارل العشي، وكنا نحن ماهري الطب عبر براين مدور ومايكل دبغي وجيمس الزغبي، وكنا نحن صانعي السياسة في الدول اللاتينية والأميركية والأوروبية، رؤساء ونواب ووزراء وحكام ومحافظين، وما زلنا نحن نجوب العالم برجال أعمال ككارلوس سليم وكارلوس غصن وبمحامين كرالف نادر، وبفنانين كسلمى حايك وشاكيرا وغبريال يارد، وبمفكرين كجلال خوري وبمصممي أزياء كإيلي صعب وزهير مراد وريم عكر ومصممي مجوهرات كشاتيلا ومعوض، وبآلاف اللبنانيين ينشرون ذوقا وإبداعا.
ث- السلام: فثقافة السلام والحوار التي نبتت في جيناتنا جعلت منا شعبا لم يعتد على أحد، فما كنا يوما محتلين أو مستعمرين، كنا من عانى الاحتلال والعبودية من النفوذ الفرعوني والفارسي واليوناني والروماني والصليبي والعثماني، وكنا من دحر الانتداب الفرنسي وسحق الإحتلال الإسرائيلي وغلب الوصاية السورية، وما زلنا الوطن الذي تحطمت مؤخرا على صخرة وحدته الوطنية كل التدخلات الخارجية.
– نحن من ساهم بوضع شرعة حقوق الإنسان مثالا لإحترام التنوع والتمايز، فنحن شعب لا يريد إلا السلام ولم نقبل بالحرب إلا عندما فرضت علينا، فكنا لها وانتصرنا.
إسألوا جنوبنا وبقاعنا وعاصمتنا وصخورنا في جبل عامل وأسألوا شهداءنا في سهول الخيام ومرج الزهور والحاصباني، وأستمعوا الى زغاريد نسائنا في وداع الشهداء وفي إحتفالات النصر”.
وقال: “صحيح أن إفريقيا عزيزة على قلوبنا جميعا ونحن لها ممتنون، إستقبلتنا لإستكشاف فرص النجاح فيها ونجحنا. لم نهرب من واجباتنا تجاهها ولن نهرب من الأذى الصهيوني اللاحق بنا الى هنا بل سنواجهه بنجاحنا وبمساعدة الدول المضيفة لنا وبرعاية بلدنا الحبيب لبنان.
سنعين لكم ملحقين إقتصاديين لمساعدتكم على المواجهة، وقناصل فخريين لمساعدتكم في التواصل، ولكن وحدتنا تبقى هي الأساس وسنبقى نحن إلى جانبكم لننتصر وإياكم.
إن لبنانيتنا هي في فرادتنا بالعيش معا شركاء متناصفين، وفي فهم شعور الآخر دون أن نتفهم لزاما كيفية تصرفه، للأسف أننا نجرح شعور بعضنا البعض أحيانا، لكن يبقى الأمل في ألا يمس تصرفنا بوجود الآخر.
كما أن لبنانيتنا هي في تساوينا مع بعضنا، فنحن كلنا بشر سواسية، لا آلهة بيننا ولا يجوز تسلط أحد منا على الآخر، وطبعا لا لتسلط أي منا على القانون والدستور، وقد جرب كل منا التسلط الآحادي على الآخرين ففشل، فلا يجربن أحد تسلطا جديدا محكوما بفشل جديد.
ولبنانيتنا تفرض علينا أن نبني دولة لا خوة فيها، بل أخوة في المساواة والفرص، لا تزلم فيها بل رجالات دولة، لا استعلاء فيها إلا عزة الوطن علينا، لا دكاكين فيها بل مؤسسات في خدمة المواطن المقيم والمنتشر، ولا رعايا فيها بل مواطنون متعادلون ومتشاركون في صنع مستقبل وطنهم”.
وختم: “نعتذر منكم عن كل ما لم نستطع تحقيقه لكم بعد، ولكن من يعتذر منكم ومنا على ما سبق من سنين ضائعة؟
(وإذا كان الإعتذار هو لكم فالمغفرة لا تطلب إلا من الله…) اعذروني إذا آمنت باللبنانية واعتبرت لبنانيتي فوق طائفتي، وأعذروني إذا كان حبي لهذا الوطن أقوى من حبي لعائلتي، وأعذروني إذا كان حلمي بلبنان قوي أقوى من طموحي.
عهدي لكم أنكم باقون في ضميري وعقلي وقلبي، ولا تعذروني أبدا إذا تخليت عنكم يوما، أو إذا أعليت على لبنانيتي أي شأن آخر”.