بعد مرور اسبوع من بداية الشهر التاسع لتكليف الرئيس الحريري الابن بتأليف الحكومة العتيدة تمت ولادتها بعد مخاض عسير والام مبرحة طيلة ثلاثة وثلاثون اسبوعاً اي منذ نهاية ايار 2018 حتى بداية شباط 2019 بعد ان استعملت جميع اساليب الضغط والتحذير في الداخل ومن الخارج
المهم (اصبح عندي الان بندقية ) وبات سيدر واخواته بأمان وفتحت الطريق امام زيارة الرئيس الفرنسي الى لبنان وارتفعت الاسهم المتعلقة بالاقتصاد الوطني واليوروبوند ويفترض اعادة الفوائد المصرفية الى الطبيعية بعد ارتفاعها مزاجياً وبمبدأ العرض والطلب ومروءة
وبطبيعة الحال ستكون الحكومة الجديدة حكومة المستقبل لبقية سنوات العهد الاربع وما تبقى من لبنان شعباً ومؤسسات . والشعب كل الشعب يعرف اين وكيف والى اين وصل والمؤسسات التي لم يبق منها الا اسم لا علاقة له بالمسمى .
والواجب ذكره وتذكره ان حكومة العمل للمستقبل ولدت مساء بوم صدور اخر عدد من جريدة المستقبل التي بلغت العشرين من سنوات عمرها وسلمت رايتها الى وليدتها الالكترونية .
وعندما اختار الرئيس الشهيد رفيق الحريري اسم المستقبل لحزبه السياسي وجريدته وتلفزيونه ومكاتبه الامنية كان رحمه الله يعني دقة الاسم وحرفيته ولكن حصل ما حصل ووصل الحال الى ما وصل وبالرغم من كل ذلك وكما يقول المثل ( مين خلف ما مات )
وجمهور الحريرية لا يقنطون من تعلقهم بالشيخ سعد في اي موقع كان فكيف اذا عاد رئيساً للحكومة وثقة من نواب الشعب اقله 90 %
فخامة رئيس الجمهورية يعتبر الحكومة هذه حكومة العهد الاولى اي ان العهد مطالب بعد ذلك بكل او بأكثرية ما وعده للشعب في خطاب القسم ولن تقبل منه اية اسباب او اعذار لانه يتمتع بتاريخ وطني مشرف وملتزم ونظيف وتاريخه هو الذي اوصله لقمة القيادة والمسؤولية وثقة الشعب به وبمن يختارهم من معاونين على ان يخلصو في عملهم لإنجاح العهد وسيده وتنفيذ ما وعد به الشعب والذي حتى تاريخه لا يلام ولا يتحمل وحده الاخفاقات منذ بداية العهد
ما اضيق العيش لولا فسحة الامل هذا سبب بقاء لبنان الذي يترنح في كل مرة ولكنه لا يقع
والمؤسف ان اتفاق الطائف لم يشتمل على النصوص الواضحة لحل اية مشاكل دستورية بحيث تتم المعالجة دائماً اما بواسطة الخارج او بواسطة التوافق المصالحي في الداخل
ومن هنا يتوجب على الرئيس ومجلس النواب والحكومة إعادة النظر بكل بنود الطائف وتعديل او توضيح او تفسيرجميع البنود التي عطلت وتعطل وستعطل البلد وطبعاً بكل هدوء ولمصلحة الوطن والشعب دون النظر لما دونهما من اسباب مهما كان نوعها
ولأن الشعب كل الشعب للأسف بات كما يقال ( ينفخ على اللبن بسبب لذعته من الحليب )
فقد بات الشك يساوره في امكانية نجاح الحكومة الجديدة بمهامها والمشاكل التي تراكمت وعليها العمل لحلها واهمها الهدر والفساد والاقتصاد والدين العام والكهرباء والمياه والنفايات واهتراء الادارة وصحة القضاء والاعلام واستراتجية قرار تحديد العدو والية ردع اعتداءاته
والمهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة وخاصة مع وجود المخلصين للوطن والشعب والعهد والذين سيحددون مستقبل لبنان .
عبد العزيز محمد سبيتي
رئيس النادي الثقافي الاجتماعي
كفرصير