منذ الأمس ولبنان منشغل بقضية إستقال النائب نواف الموسوي. «بين النيابة، والأبوة، أخترت أن أكون أبًا وليس نائبًا»، هذا هو العنوان الذي يضعه الموسوي لاستقالته. ويشير أنّه أقدم على فعلته دفاعًا عن بناته، فـ”لا أريد أن يكون أي عمل أقوم به من أجلهن، وهو شأن شخصي وأسري، أن يتحمل الحزب مسؤوليته”.
وفي حديث مع «المدن» قال الموسوي “حمايةً للحزب، فضلت أن أتحمل مسؤولية ما فعلت، وأن أحميه من تبعات ما أفعله لشؤون عائلية وشخصية”. وعليه، “أتحمل مسؤولية أفعالي طائعًا مختارًا، وأفتخر أنني اخترت أبوتي على العمل النيابي”.
ويقول الموسوي: “حتّى أكمّل المسيرة في الدفاع عن بناتي، لا أريد أن أكون مقيدًا في كلّ تصرف أفعله، وأن يُحاسب حزب الله على إثره. واستقالتي من النيابة، لا تعني أنني تركت حزب الله بانتمائي له”.
عن قضية غدير الموسوي ، يشير الموسوي أنّ حالة الصدمة التي تعيشها مع شقيقتها كبيرة جدًا. وأنّه يحتاج إلى قضاء الوقت معهن. فـ”لو كنت في تلك الليلة مع بناتي ما كان تجرأ حسن المقداد بالاعتداء عليهن، وأنا أشعر أنه يجب أن أكون إلى جانبهن، لا أن أتركهن. وسأدافع عنهن بعيدًا عن أيّ اعتبار أو قيد”.
لكن، ماذا يستطيع نواف الموسوي الأب أن يفعل حين “يتحرر” من النيابة؟ يجيب: “لا أدري ما يمكن أن أفعله، لكن يكفي أن أكون متصالحًا مع نفسي، وأن أتحمل كامل ما أقوم به بصورة شخصية”.
من جهتها علّقت فائزة الموسوي، ابنة النائب نواف الموسوي، في منشور لها على حسابها عبر “فيسبوك”، على تقديم استقالة والدها من المجلس النيابي.
وقالت “منذ عام ونصف العام أو يزيد قليلاً، ونحن نتحمل تبعات الأذى لقضية خفية عن الإعلام”.
وعبّرت فائزة عن “فخرها بوالدها”، مطلقةً عليه لقب “سعادة الأب”. وقالت في منشورها على فيسبوك:”منذ عام ونصف العام أو يزيد قليلا ونحن نتحمل تبعات الأذى لقضية خفية عن الإعلام، إلى أن وصل بنا الأمر إلى ما جرى في الأيام القليلة الماضية ليشهّر بالأمر بغير بيّنة ونُذكرَ في الإعلام على إختلاف أنسجته بما لا نرتضيه كلباسٍ لنا، دون إبتداءٍ منا، لكن “الله بالغُ أمره”..
ولقد وصلت بنا الأمور في سياق النشر والإعلام للتواصل الإجتماعي، الغالب فيه: سمعتُ وحلّلتُ، فيما لا يعني أحد، غائب عنكم كل تفصيل! ثم إلى ظلم وإفتراء وكذب وإدعاءات باطلة ما أنزل الله بنا من سلطان، تُوّجتْ ببرقية نشرت تستهدفُ من كان في نهجٍ بيّنٍ وواضحٍ على إمتداد فترة زمنية شرفنا الله في خدمتها..
وفيما قيل أمورٌ لا تهم في دنيا ركبها بلاء وظلم، ومسيرها مسير الحسين تهون بقوله “هوّن ما نزل بي أنه بعين الله”، هاك هي بعين الله، نحن فيها نستخلص حروف الصبر من العمة زينب سلام الله عليها ونسترشد بطريق الشهداء، كقائدهم شمران: “أيها الألم اذا كنت رسولاً ربانياً هابطاً إلى الأرض لإختباري فإنني أبجلك، أعانقك ولا أشتكي أبداً..”
حمداً له، لجزيل نعمه التي يمنّ بها علينا كلما ضاقت بنا السبل إليه، خيرها أن يدرأ عنا فتنةً بأخذ فتنةٍ أخرى يسميها الناس “سعادة النائب”، ونذكرها نحن منصباً من دنيا فانية ذكرها الإمام في خطبته: “دنياكم أزهد عندي من عفطة عنز”.. أعزنا الله بقلبِ والدٍ آل على نفسه الاّ أن يدفع عنا بكل ما يملك.. “سعادة الأب”.. ربي أشكرك دوماً، فالخير فيما أبرمت”.