Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

ثورة طلاب لبنان: أقساط خيالية مقابل مستوى تعليمي «سيء» من أجل مستقبل ضائع

علت الصرخة خلال الأيام الماضية من بعض أهالي الطلاب ومن مديري المدارس في لبنان مطالبين بفتح الطرقات من أجل السماح للتلاميذ للعودة الى مقاعد الدراسة.

المدارس والجامعات مارست «الإبتزاز» من خلال الضغط على الأهالي والطلاب وتخويفهم بضياع العام الدراسي وبعدم القدرة على إنهاء المناهج خصوصاً للطلاب الذين عليهم الخضوع للإمتحانات الرسمية.

بعض المدراس بدأت منذ الأسبوع الفائت بإعتبار يوم السبت يوم دراسة إضافي.. بعد إقتراح من وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال أكرم شهيب.. وكأن الطلاب آلات يمكنها العمل لستة أيام في الأسبوع والدراسة في السابع من أجل بدء أسبوعهم.

وعود على بدء، المخطط كان سحب الطلاب، الذين شكلوا جزءاً كبيراً من جموع المتظاهرين في الساحات ووضعهم على مقاعد الدراسة. ما حصل في المدراس تنوع وإختلف، بعض المدراس حذرت التلاميذ من مناقشة «ما يحصل في الشارع»، مدارس اخرى هددت بالطرد في حال عدم الحضور أو في حال الحضور والحديث «بالسياسة».

التهديد كان له أثره العكسي، فثار الطلاب وخرجوا في مظاهرات في مناطقهم وبعضهم تجمع أمام وزارة التربية.

المدراس الخاصة ودورها في إفقار الشعب اللبناني

تلعب المدارس الخاصة دورها الكبير في إفقار الشعب اللبناني، فالأقساط باتت خيالية والمدفوعات المباشرة وغير المباشرة تجعل حياة الأهالي تتمحور حول العمل من أجل تسديد بعضاً من الأقساط والإستدانة لتسديد ما تبقى. المبالغ غير المباشرة المفروضة على الأهالي تتنوع بين أسعار خيالية للزي المدرسي الذي عادة يكون بنوعية لا تتناسب على الإطلاق مع السعر، القرطاسية تكون بأسعار خيالية وأضعاف ثمن الدفاتر في المكتبات وحتى أن بعض المدراس «تسعر» حصصاً إضافية خارج الأقساط المدرسية كحصص الكمبيوتر والموسيقى وغيرها من أجل تدريس الطلاب كيف يستخدمون «الورد» و«الإكسل» ! ١٠٠ دولار أو ١٠٠ الف ليرة من كل طالب سنوياً من أجل تعليم الطلاب ما يعرفونه أصلاً أو ما يمكنهم تعلمه بعشر دقائق من خلال فيديو مجاني على يوتيوب.

ولكن ولو قفزنا عن هذه النقطة وتقبلنا على مضض الأسعار الخيالية هذه السؤال الأهم هو عن «المقابل» الذي يحصل عليه التلاميذ. والإجابة واضحة وضوح الشمس، مبالغ طائلة مقابل مستوى تعليمي تعيس في الغالبية الساحقة من مدارس لبنان ويكفي أن تقوم أي جهة بإجراء دراسة أو إحصاء حول عدد الأهالي الذي يقومون بالإستعانة بأساتذة خاصة لمعرفة مدى تعاسة الأداء في مدارس لبنان. وحتى ولو سلمنا جدلاً بأن بعض المدراس تقدم مستوى تعليمياً جيداً لكن يبقى ما تقدمه هو «بدل» ضئيل مقابل ما تتقضاه.

والمضحك المبكي في كل هذه المعادلة أن كل هذا من أجل تخريج أجيال ستجد نفسها عاطلة عن العمل أو تنتقل بين سفارة وأخرى في محاولة منها للهروب من بلد لا أمل فيه ولا مستقبل. ولكن المعادلة تبدلت والطلاب يريدون تبديل مستقبلهم وهم يملكون وعياً وحكمة تتجاوز أعمارهم بأشواط فحين يقول طالب بأنه يفضل خسارة سنة دراسية عوض خسارة كل سنوات حياته فهذه حكمة من فم جيل تم إتهامه بأن جيل الشاشات المنفصل عن الواقع.

الحركات الإحتجاجية شملت مختلف المناطق اللبناني

منذ الصباح تجمع الطلاب امام مبنى وزارة التربية في الاونيسكو، وأكد المعتصمون سلمية تحركاتهم وأحقية مطالبهم متوجهين للقوى الامنية بالتحية ومنشدين النشيد الوطني.

وقد افترش الطلاب الطريق وسط انتشار أمني مؤكدين انهم لن يفتحوا الطريق. وحاولت القوى الامنية فتح الطريق الا ان الطلاب المعتصمين اصروا على موقفهم واستمروا بقطعها.

في الأشرفية بدأت تظاهرة طلابية إنتقلت التظاهرة الطلابية التي بدأت هناك الى فرع جامعة البلمند في المنطقة ودخل الطلاب حرمها داعين الطلاب في الصفوف إلى الانضمام اليهم.

ونفذ عدد من طلاب كلية العلوم في الجامعة اللبنانية في الفنار وقفة احتجاجية، حاملين الاعلام ويطلقون الهتافات الوطنية.

وتجمع عدد من طلاب جامعة بيروت العربية امام حرم كلية الهندسة – مبنى الحريري في الطريق الجديدة في وقفة احتجاجية دعما للحراك الشعبي.

ورفع المعتصمون الاعلام اللبنانية واللافتات التي تدعو لتحقيق مطالب الحراك الشعبي، مشددين على رفضهم الإلتحاق بصفوفهم واصرارهم على اقفال جامعتهم ابوابها حتى تحقيق كامل مطالب الثورة.

وعمد عدد من الطلاب لاقفال المداخل الثلاثة لموقف الجامعة تأكيدا منهم على الاضراب ومنع الحافلات التي تقل التلامذة الى حرم الجامعة في الدبية من مغادرة الموقف. وعمدوا الى اقفال بوابات الجامعة .

وتميز الاعتصام بالهدوء والسلمية وسط وجود للقوى الأمنية التي حرص المتظاهرون على توجيه التحية لها.

ولفتت إدارة الجامعة الى انها لم تفتح أبوابها للدراسة بل كان الأمر عبارة عن جس نبض فقط مع ترك الطلاب للتحرك بحرية ووفق قناعاتهم، وهي لم تتخذ اي قرار بشأن تحرك الحافلات نحو الدبية وأن الأمر يعود للطلاب انفسهم.

أما في بعلبك فقد إنقسم الطلاب، ففي الوقت الذي رفض بعض الطلاب الدخول الى الصفوف
واعتصموا أمام مبنى الثانوية، مطالبين زملاءهم بالإنضمام إليهم، كان التدريس يتم كالمعتاد لسائر الطلاب!

في صيدا قام طلاب المدراس والجامعات بإقفال ساحة تقاطع ايليا حيث رفعوا علم لبناني كبير على مسربي الاوتوستراد الشرقي من الشمال نحو الجنوب، باستثناء المسرب الذي فتحه الجيش أمام المواطنين باتجاه الجنوب والى داخل صيدا، في حين يستمر الطلاب بالتجمع وسط الساحة.

ونفذ تلامذة مدرسة الرسل في جونية مسيرة احتجاجية في محيط مدرستهم للمطالبة بحقوقهم، تماشيا مع الحراك القائم في لبنان.

وفي غزير أقفل تلامذة ثانوية غزير الرسمية منذ الصباح مدخل المدرسة ورفضوا الدخول تضامنا مع بقية الطلاب وهم يتظاهرون أمام الثانوية.

في جبيل قام بعض الطلاب بمسيرة في سوق جبيل، رددوا خلالها هتافات دعت الى “تلبية مطالب الشعب اللبناني”.

في جونية وبعد جولة المعتصمين على مدارس المنطقة توجهوا الى قصر العدل في السرايا، وعمدوا الى اقفال المدخل مطلقين هتافات مؤيدة للحراك المدني .

وأقام طلاب ثانويات ومدارس قرى الجديدة والفاكهة والزيتون ورأس بعلبك تظاهرة طلابية حاشدة دعما للثورة القائمة منذ 20 يوما وتجمعات على الطريق الدولية في بلدة الزيتون حاملين الإعلام اللبنانية مطالبين بمجانية التعليم وبدولة مدنية وقوية تقي مواطنيها شر الهجرة للخارج. كما طالبوا الدولة بطمأنة هؤلاء الشباب على مستقبلهم وإستعادة المال المنهوب ومحاسبة السارقين.

كما تجمع طلاب الجامعات والثانويات في ساحة عبد الحميد كرامي ” ساحة النور” في طرابلس، رافعين الاعلام اللبنانية وراية الجيش ولافتات تؤكد “استمرارهم في الحراك حتى تحقيق المطالب كافة”.

وانطلقوا في مسيرة تحت عنوان ” نحن وقود الثورة”، حيث جابت شوارع واحياء المدينة في ظل اجراءات امنية مشددة نفذتها عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي.

ونظم عدد من طلاب الجامعة اللبنانية – الدولية في النبطية وثانوية الصباح الرسمية وثانوية السيدة للراهبات الانطونيات والمدرسة الانجيلية في النبطية، مسيرة جابت شوارع النبطية وصولا الى مصرف لبنان، حيث اعتصموا امام الفرع وهتفوا شعارات مؤيدة للثورة الشعبية حاملين لافتات كتب عليها “ثورة نحو مستقبل أفضل”.

ثم، انتقلوا الى محيط السراي الحكومي في النبطية رافعين العلم اللبناني ومرددين هتافات مؤيدة للثورة، حيث القيت كلمات شددت على “ضرورة تلبية المطالب قبل وقوع ما لا تحمد عقباه”.

في مرجعيون تجمع عدد من طلاب ثانوية مرجعيون الرسمية امام باحة المدرسة، تضامنا مع باقي الطلاب في المدارس والمعاهد والجامعات في مناطق مختلفة في لبنان، ودعما للمطالب المحقة التي يرفعها الحراك الشعبي على مستوى الوطن.

Leave a comment

0.0/5

Go to Top

ثورة طلاب لبنان: أقساط خيالية مقابل مستوى تعليمي «سيء» من أجل مستقبل ضائع